اتفق المغرب والسنغال أمس الاثنين بدكار، على إحداث لجنة لتتبع التوصيات المنبثقة عن الدورة ال 14 للجنة المغربية - السنغالية الكبرى المختلطة للتعاون المنعقدة في يونيو المنصرم بالعاصمة السنغالية، حسب ما أفاد بلاغ لسفارة المغرب بالسنغال صدر في ختام زيارة الصداقة والعمل التي أجراها وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد صلاح الدين مزوار لدكار. وأوضح البلاغ أن السيد مزوار ونظيره السنغالي السيد مانكور ندياي استعرضا واقع علاقات التعاون الثنائية، وخاصة بعد انعقاد الدورة ال 14 للجنة المغربية - السنغالية الكبرى المختلطة للتعاون المنعقدة في يونيو المنصرم بدكار، واتفقا على إحداث لجنة مكلفة بمتابعة تنفيذ التوصيات التي توجت أشغالها. وفي هذا السياق، قرر الوزيران تسريع وتيرة التعاون في بعض المجالات ذات الأولوية من قبيل السكن الاجتماعي والفلاحة والطاقة والتطهير والماء. كما نوه المسؤولان بالدينامية التي يشهدها ملف التعاون بين المغرب والسنغال، إثر الزيارة الرسمية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للسنغال في مارس المنصرم والزيارة الرسمية لرئيس السنغال للمملكة في يوليوز المنصرم. من جهة أخرى، تطرق الوزيران لمختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وبخصوص قضية الصحراء المغربية، جدد وزير الشؤون الخارجية السنغالي التأكيد على الدعم الراسخ والثابت لبلاده لمغربية الصحراء، مبرزا أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية تشكل حلا واقعيا كفيلا بتسوية نهائية لهذا النزاع، فيما أعرب السيد مزوار عن شكره للسنغال على دعمها الثابت والفاعل لهذه القضية. وحسب البلاغ، فقد نوه الوزيران في معرض تطرقهما للوضع الإقليمي، بالتطور الإيجابي الذي تشهده الوضعية الأمنية بمنطقة الساحل والصحراء، وخاصة في ما يتعلق بالمسار السياسي بمالي الذي توج بتنظيم انتخابات رئاسية مكنت من عودة النظام الدستوري. وفي هذا الصدد، جدد الوزيران التأكيد على تشبثهما باحترام الوحدة الترابية لمالي مؤكدين دعمهما للسلطات المالية قصد إنجاح مسلسل إعادة البناء الذي من شأنه تعزيز عودة السلم والتوافق. كما نوه الوزيران بجهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والمجتمع الدولي الرامية إلى مكافحة عدم الاستقرار والإرهاب في منطقة الساحل، داعيين إلى مزيد من التنسيق بين مختلف الأطراف المتدخلة، ومؤكدين ضرورة وجود إطار للتشاور المغاربي الأوروبي. وتندرج زيارة وزير الخارجية والتعاون في إطار السعي إلى توطيد علاقات الأخوة والصداقة العريقة القائمة بين المغرب والسنغال، والمشاورات السياسية المنتظمة بين البلدين. كما تشكل هذه الزيارة تجسيدا لدينامية الشراكة التي تربط بين البلدين تماشيا مع رؤية جلالة الملك محمد السادس والرئيس السنغالي ماكي سال. وهكذا تم خلال هذه الزيارة استقبال السيد مزوار من طرف الرئيس السنغالي ماكي سال بحضور، على الخصوص، وزير الشؤون الخارجية وسينغاليي الخارج مانكور ندياي، ومدير الشؤون الإفريقية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون موحا وعلي تاغما، وسفير المملكة بالسنغال السيد طالب برادة. كما أجرى السيد مزوار خلال هذه الزيارة مباحثات مع رئيسة الوزراء السنغالية السيدة أميناتا توري، ورئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بالسنغال السيدة أمينتا تال، ونظيره السينغالي مانكور ندياي.