بالأمس تناقلت الجرائد الإلكترونية المغربية صور اللاديني الثائر اسامة لخليفي و هو مضرج في دمائه بعد تلقيه لتعنيف من طرف قوات الأمن،و جاء ذلك بعد إعلان السلطات الرسمية على أن القوات الأمنية تصدت لمسيرة غير مرخصة لمقر(معتقل) تمارة كانت قد دعت إليها حركة 20 فبراير في شكل "بيكنيك" أو نزهة لكن اندست مجموعة من المتطرفين من السلفيين الجهاديين تحت رايات 20 فبراير لتحقيق مشروعها في اقتحام المقر و تدمير وثائقه، كما حصل في مصر مع مقرات مباحث أمن الدولة المصرية، و تعاون معهم بعض المتحمسين من شباب 20 فبراير في استفزاز الأمن بالحجارة و برفضهم التراجع، ثم كشفت أنباء عن قطع متطرفين للطريق الوطنية في طنجة بالخناجر و السيوف و كذلك حصلت أحداث عنف بفاس. هذه الأحداث إن كانت تدل فإنما تدل على أن حركة 20 فبراير اسنزفت كل قواها في استدراج الشعب المغربي إلى المواجهة المباشرة مع النظام خصوصا مع الإستجابات المتوالية لصاحب الجلالة للمطالب المشروعة التي رفعتها الحركة في العلن فأدى ذلك إلى انقسام واضح جعل من الحركة مجرد تحالف متآكل بين أقطاب العنف :العدليون و القاعديون ثم انضم إليهم السلفيون الجهاديون الذين أصبح معتقلوهم ينتجون أفلاما عن معاناتهم مع المخابرات من داخل سجونهم (لا أعرف دولة في العالم تسمح لسجنائها بتصوير ما بداخل السجن) ويريدون استغلال هذا الحراك المشبوه لثورتهم التي لن تكون الا دامية (اللهم اجعل هذا البلد آمنا). أعود لقضية الصور التي عرضت على المواقع الالكترونية وهي تبرز نجم مسابقة "ثورة شو" 2011 و هو ملقى على الأرض و دمائه سائلة على الزليج في منظر شيغيفاري مؤثر و رفقاؤه يصورونه بدل حمله إلى سرير لكي يرتاح و يتلقى العلاجات الأولية، و الهدف من هذا واضح للبليد قبل اللبيب و هو إيقاظ الرومانسية الشعبية و تعاطف المغاربة مع شاب مغربي أراد التغيير و الحياة السعيدة لهم و يسلخ و يرعف من أجلهم، ثم يخرج المغاربة و هم يهتفون "كلنا اسامة لخليفي" كما حصل مع البوعزيزي و وائل غانم و و .. من أبطال هذه الحلقة المجيدة من الثورات العربية ثم تتحقق الثورة المغربية ويسقط النظام، افيقوا من سباتكم و عوا ما تفعلون يا شباب مقاهي الشيشة و يا شباب كاسيطات كشك و العولقي و يا شباب بنو ياسين، و اعلموا أن الشعب المغربي ليس غبيا لهذه الدرجة لكي ينجر وراء دعوات الفتنة و البلبلة، هذا لا يعني أن الشعب لمغربي لا عاطفة له، فقد كان من الممكن أن نتعاطف مع هذا الناشط لو كان قد تعرض لتعنيف من طرف الأمن و هو ذاهب لكي يتعلم أو إلى شغله، أما الحقيقة أن هذا المناضل المفترض (بدون شغل و لا مستوى دراسي و لا دين و لا ملة) كان عازما لاقتحام مقر المخابرات بتمارة،أكان يود أن يستقبله رجال الأمن بالأحضان، ماذا لو تجرأ أحدهم بإحدى الدول الديمقراطية لفعل مماثل ماذا كان سيحدث له؟ و الله و أقسم بأغلظ الأيمان أنه كان سيحبس بتهمة أقلها الهجوم على مؤسسة أمنية بهدف التخريب و أكثرها قساوة تهمة الإرهاب و الله أعلم فين كانوا غاديين يدييوه و فوق ماذا كان سيجلس. و إلى أولئك الذين يتضامنون مع بوشتى الشارف و أمثاله من الإرهابيين (السلفية الجهادية)، أود أن أسألهم سؤالا محوريا و قد يبدو ساديا للحظات :هل كان بوشتى سيعترف عن هؤلاء الإرهابيين الذين هيئ لهم المأوى و الامان ،لكي يقوموا بعملياتهم الاجرامية و الإرهابية، أكان سيعترف عليهم لولا قنينة زجاج في دبره ؟ألا يستحق أن نضحي بأدبار هؤلاء المجرمين المفسدين في الأرض و هم يحسبون أنفسهم مصلحون في سبيل إنقاذ أرواح بريئة ؟ و الكل يعلم أن من قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا!!!!!!و اسامة لخليفي يعلم أكثر مني أنه لو سنحت الفرصة لهؤلاء الذين يدعي الدفاع عنهم للتعبير عما يخالج سرائر عقائدهم لذبحوه و رجموه و جلدوه. أما الحديث عن المخابرات فهو حديث ذو شجون، فالمخابرات جهاز حساس و سري و مهمته الحفاظ على أمن و استقرار الوطن، و في حالة تعرض البلد لتهديد في أمنه فحدث و لا حرج للانتهاكات و التجاوزات حتى في أكبر الدول ديمقراطية و رقابة على أجهزتها الأمنية ، و كلنا نعلم ما حصل في قاعدة بغرام و سجن أبو غريب و غوانتانامو و ما خفي كان أعظم. و في الختام أود أن أقول أن الحل لبلدنا الحبيب هو أن ينخرط الجميع في مسيرة الإصلاحات و ليعلم الجميع أن ما يحتاجه المغرب ليس ثورة فوضوية و إنما لثورة نهضوية و علمية لإبعاد شبح الأمية الذي يحكم الوطن ف 60 % من المغاربة أمييين و الدليل على أن من يمثل المغاربة في وسائل الإعلام الأجنبية شاب لا يتجاوز مستواه الدراسي الثانوي فكيف سنقارن مع من يمثل ثورتهم البرادعي و زويل (جائزة نوبل) و وووو.. و أثير انتباه القارئ الكريم أنني لست علمانيا و لا اسلامويا و لا مخابراتيا و لا منتميا وإنما مغربي بالروح و الجسد و مستعد بالتضحية من أجل هذا الوطن بالغالي و النفيس.