شفت إحدى الدراسات أن المواد الكحولية أصبحت تتصدر أسباب الوفاة لدى الرجال في فنلندة وتحل ثانية بفارق قليل لدى النساء. وقد أظهرت الإحصائيات التي كشفت عنها وكالة الإحصاء الوطنية أن المواد الكحولية تسببت في وفاة عدد من الأشخاص يبلغون من العمر ما بين 15 و 64 عاما يفوق ما تسببت به أمراض القلب أو السرطان من حالات الوفاة.
وتوفي بسبب الاضطرابات الناجمة عن تناول المشروبات الكحولية من النساء عدد يوازي من توفيت منهن بسبب سرطان الثدي خلال العام الماضي.
ويقول المراسلون إن استهلاك المشروبات الروحية تزايد في هذه الدولة الاسكندنافية بوتيرة متصاعدة خلال العشرين عاما الماضية.
فقد توفي حوالي ألفي مواطن فنلندي بسبب الاضطرابات الناجمة عن تناول الكحول في العام الماضي، أي بزيادة 150 شخصا مقارنة بالسنوات السابقة.
وتناول كل مواطن فنلندي ما متوسطه 10.5 لترات من الكحول الخالص في عام 2005.
كما أشارت الإحصائيات إلى أن المشروبات الكحولية تدخل ضمن العناصر المسببة للانتحار، بينما توجد ضمن كل أربع حالات للوفاة عن طريق الحوادث أو العنف حالة واحدة للتسمم.
وقال إيسمو تومينين المسؤول بوزارة الشؤون الاجتماعية والصحة لصحيفة "سانومات": " إذا استمر الارتفاع في هذا التوجه، فإننا سنكون أمام قضية خطيرة حتى على المستوى الاقتصادي، لأن الناس المتقدمين بالسن يدفعون المعاشات للأجيال الصاعدة لتحقيق تنافسية الاقتصاد."
وقد تم التخفيض من حجم استيراد المشروبات الروحية كما تم تخفيض الضرائب المفروضة على المشروبات الكحولية بنسبة 40 % قبل عامين.
وتسعى الحكومة لإحكام السيطرة على موضوع تناول المشروبات الكحولية، لا سيما عن طريق بث تحذيرات طبية ووضع حد للتخفيضات بالإضافة إلى منع الوصلات الاشهارية.
ومن المقترحات الأخرى التي يتم التداول بشأنها منع بيع المشروبات الروحية بعد الساعة التاسعة مساء. ويسمح للمحال التجارية حاليا ببيع الجعة ونبيذ التفاح ابتداء من الساعة السابعة صباحا.