هاجم وزير الخارجية المصري نبيل فهمي السبت، قناة "الجزيرة" الفضائية واتهمها بشن حملة ضد مصر، واعتبر ان مردودها الاعلامي تنقصه المهنية. وتمول قطر الغنية بالغاز قناة الجزيرة التي أطلقت عام 1996 واحدثت ثورة في الساحة الإعلامية العربية التي كانت طوال عقود خاضعة لقيود تفرضها وسائل الإعلام الرسمية.
وعلاقة الجزيرة بالجماعات الاسلامية علاقة قديمة ووطيدة قبل احداث الربيع العربي إلى الحد الذي كانت فيه الجزيرة القناة الحصرية التي كانت تنقل اخبار الجماعات الاسلامية والمقابلات التي كانت تتم مع اسامة بن لادن دليل على ذلك وفقا لرأي متتبعين للشان العربي.
وقال وزير الخارجية المصري، في تصريح للصحافيين السبت، إن مصر أكدت للقائمين على قناة "الجزيرة" القطرية أكثر من مرة، أن البث الخاص بهم غير مهني وأن هناك حملة ضد مصر من الجزيرة وغيرها من القنوات الفضائية، لافتاً إلى أن القاهرة "لا تملك إلا الرد على ذلك، ومواجهته بمعلومات أدق وأسرع وأكثر".
وأشار إلى أن مصر "لا تستطيع أن تجبر أي قناة فضائية أن تبث أشياءً محدَّدة، ولكن الجميع لابد أن يُراعي المهنية وينقل الحقيقة".
ونبه نبيل فهمي الى ضرورة اقامة إدارة أزمات وتفعيل التعاون بين وزارة الإعلام والهيئة العامة للاستعلامات وبعض الوزارات الأخرى المعنية.
وفيما طغى بعض الفتور على العلاقات بين السعودية والسلطات المصرية خلال فترة حكم الرئيس المعزول مرسي الاخواني، دعمت قطر بكل قوتها الاسلاميين الذين وصلوا الى السلطة في مصر وتونس. وبدا ذلك بشكل واضح في تغطية احداث مصر منذ التظاهرات في الشهر الماضي وصولا الى عزل مرسي.
ويقول عبد الله الشمري الباحث في العلاقات الدولية "منذ الربيع العربي لم يعد هناك شيء وسطي في الاعلام اما مع او ضد. والمؤلم ان الحالة تطورت الى ظهور شيء من الاستقطاب".
وتعاني القناة القطرية من أزمة مصداقية كبيرة بعد تحيزها الواضح لمشروع الإسلام السياسي في المنطقة وتنكرها للمشروع الديمقراطي الحقيقي.
وكان مدير قناة الجزيرة مباشر ايمن جابالله كتب في صحيفة "تلغراف" البريطانية ان "طاقمنا تلقى تهديدات بالموت ووزعت مناشير عليها بقع دماء خارج مكتبنا كما تعرضنا للطرد بشكل جنوني من قبل زملاء خلال مؤتمر صحافي للجيش المصري".
وكانت قناة الجزيرة القطرية اعلنت في وقت سابق انها ما تزال تتصدر القنوات الاخبارية العربية من حيث نسبة المشاهدة، في وقت تؤكد فيه بعض الدراسات أنها فقدت أغلب مشاهديها في العالم العربي.
واضافت في بيان ان مؤسستي إيبسوس وسيغما المتخصصتين في الدراسات الإعلامية اجرتا في اذار/مارس دراسة اكدت "تفوق الجزيرة بنسبة المشاهدة اليومية على القنوات المنافسة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث قدر الفارق بين مشاهديها والقنوات المنافسة الأخرى مجتمعة ب34 بالمئة".
ويشكك بعض المراقبين بالأرقام المتفائلة التي أوردتها القناة، ويؤكدون أنها تفتقد للمصداقية وخاصة أن مؤسسة إبسوس تواجه في السنوات الأخيرة انتقادات كثيرة حول دقة الدراسات التي تجريها.
وكانت صحيفة "الرياض" اتهمت إبسوس العام الماضي بالتزييف والقيام باستطلاعات "حسب الطلب أو ادفع نعطيك تميزا" بعد إصدارها لدراسة حول انتشار الصحف السعودية، حيث وضعت "الرياض" في المرتبة الثانية.
وكانت دراسة مسحية أميركية كشفت في وقت سابق عن تراجع كبير في نسبة مشاهدة قناة "الجزيرة"، مشيرة إلى أن عدد المشاهدين انخفض من 43 مليون في اليوم إلى 6 ملايين فقط.
