بدأ القلق ينتاب حميد شباط والقيادات الاستقلالية فيما يخص النتائج التي قد تترتب عن قرار الانسحاب من الحكومة واللجوء إلى التحكيم الملكي. مصدر مخاوف الأمين العام لحزب الاستقلال يرجع للتعنت الشديد الذي أبداه بنكيران ورفاقه وعدم اكتراثه بالقرار ، وهو عكس ما كان يتوقعه الاستقلاليون الذين راهموا بقرارهم على زعزعة ثقة العدالة والتنمية بنفسه ومسارعته إلى التفاوض مع الميزان حول مطالبه. كما أن التحركات الأخيرة لمكونات الائتلاف الحكومي مع بعض أحزاب المعارضة وفي مقدمتهم التجمع الوطني للأحرار زرع المخاوف في قلب المكتب التنفيذي لحزب الاستقلال الذي يخشى أن يجد نفسه بين عشية وضحاها ضمن صفوف المعارضة ، كمن ينطبق عليه المثل الشعبي المغربي " يا الطامع فالزيادة حضي راسك من النقصان". وفي هذا الشأن من المنتظر أن تكون الأيام القليلة القادمة والتي ستسبق لقاء الملك بشباط، حافلة باللقاءات التشاورية داخل مكونات حزب الاستقلال، والتي سيتم فيها تدارس كل الاحتمالات بما فيها قبول أحد أحزاب المعارضة تعويضه داخل الائتلاف الحكومي.