تعيش الجزائر على وقع أحداث غامضة وتهديدات غيبية، وسط حديث واسع عن مؤامرة كبرى تستهدف البلاد، ترددت على ألسنة وسائل الإعلام المحلية لشهور عديدة. هذه المؤامرة المزعومة التي وصفها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بأنها تحاك من قبل قوى "شريرة"، خلقت حالة من التوتر والريبة داخل الأوساط السياسية الجزائرية، حيث بات المسؤولون يعتقدون أنهم هدف مباشر لمخططات خبيثة. وفي تطور جديد، تزايدت التكهنات بعد تعليق جريدة "الجزائر غدا" التي نشرت على صفحتها الأولى تفاصيل إضافية عن هذه المؤامرة، مشيرة إلى أن الأمر يتعدى مجرد تهديد غامض ليصل إلى حد التخطيط لاغتيال الرئيس تبون نفسه. لكن الجريدة لم تلتقط الإشارات التي أرسلتها السلطات بعد انتخابات تبون، ما أدى إلى إغلاقها ومحاكمة مسؤوليها. وتزامن ذلك مع إقالة الرئيس لأحد كبار ضباط الأمن، الجنرال جبار مهنا، مدير جهاز المخابرات الخارجية. هذا القرار أثار تساؤلات حول علاقته بالمؤامرة المزعومة، لا سيما وأن جهازه كان يفترض أن يكون في طليعة من يتعامل مع هذه التهديدات. ورغم الاتهامات الموجهة إلى المغرب، فإن التحليل العقلاني يكشف أن العلاقات بين البلدين، مهما كانت متوترة، لا تبرر مثل هذه الخطط التخريبية. الأسئلة الحقيقية التي يجب طرحها الآن تتعلق بالتحولات الجيوسياسية الكبرى التي تحدث في منطقة الساحل والصحراء، حيث استطاعت قوى عالمية بديلة مثل روسيا والصين وتركيا وحتى إيران، أن تجد لنفسها موطئ قدم في الفناء الخلفي للجزائر.