العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي تُعدّ من أهم الشراكات التي تربط دولًا خارج الاتحاد بدوله. هذه العلاقات ترتكز على عدة مستويات تشمل المجالات السياسية، الاقتصادية، الأمنية، والثقافية، حيث يعتبر المغرب شريكًا استراتيجيًا للاتحاد الأوروبي. وبالنسبة لكثير من المغاربة يبقى الاتحاد شريكًا مهمًا ووجهة مفضلة، سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية، حيث يُنظر إلى أوروبا على أنها تمثل فرصًا واسعة للعمل والتعليم، مما يجعلها جاذبة للهجرة والدراسة، وذلك في الوقت الذي يرى فيه المغاربة الاتحاد الأوروبي نموذجًا للتقدم الاقتصادي والاستقرار السياسي. وفي استطلاع لأراء المغاربة أنجز ضمن أحد مشاريع الاتحاد الأوروبي، جاء أن أكثر من نصف المغاربة لديهم صورة ايجابيّة عن الاتحاد الأوروبي بنسبة 57%، كما يشعر 76% من المستجوبين أنّ بلادهم لها علاقات جيّدة مع الاتحاد الأوروبي، و يعتقد 65% ممن لهم علم بأن الاتحاد الأوروبي يقدّم مساعدة ماليّة إلى المغرب، أنّ تلك المساعدة فعّالة. وفي السياق ذاته، وإجابة على سؤال حول علاقات المغرب بالاتحاد الأوروبي قال 76% أنّها جيّدة، في الوقت الذي لا تتجاوز هذه النسبة 67% في المشرق العربي. هذا وذكر 57% من المستجوبين أنّهم يحملون صورة ايجابيّة عن الاتحاد الأوروبي مقارنة ب 47% في المشرق العربي. وأكد 71% من المستجوبين أنّ الاتحاد الأوروبي له تأثير إيجابيّ على التّنمية في المغرب. كما يعتبر 76% من المغاربة، أنّ الاتّحاد الأوروبي هو شريك هامّ تتقاسم معه بلادهم عددا هامّا من القيم، مما يفتح لهما التّعاون. وكما هو الحال بالنّسبة إلى البلدان الأخرى في المنطقة يبدو أنّ القيم التي يربطها المغاربة في أغلب الحالات بالاتحاد الأوروبي، حسب الاستطلاع، هي المساواة وحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين، وأقّل القيم علاقة بالاتحاد الأوروبي هي حسب رأيهم غياب الفساد والحريّة الدّينيّة. وأكد المغاربة أنّ الاتّحاد الأوروبي يساهم خاصّة في مجالي السياحة (37%) والتّجارة (35%) في بلادهم، وهم يريدون أن يضطلع الاتحاد الأوروبي بدور أكبر على مستوى التّجارة (84%) والصحة (84%) والهجرة (83%). ويأتي استطلاع الرّأي هذا، في إطار سلسلة أُنجزت في ثمان بلدان من ضمن البلدان الشريكة في جنوب المتوسّط، التي شملها تقرير لمشروع الجوار الجنوبي، وقد طُرحت على المشاركين أسئلة بشأن إدراكهم العام للاتحاد الأوروبي والقيم المرتبطة به وحول علاقات الاتحاد الأوروبي ببلادهم.