تواصل الجزائر بكل السبل المتاحة، سواء المشروعة منها أو حتى غير المشروعة، مساعيها الرامية إلى معاكسة المغرب، بهدف عرقلة وفرملة انتصاراته الدبلوماسية التاريخية المتتالية الكبرى، حيث عادت مجددا إلى رمي ورقة "البترول والغاز" في طاولة المفاوضات، بهدف إغراء حلفاء المملكة الشريفة، لتغيير مواقفهم بخصوص قضية الصحراء. وارتباطا بالموضوع، أعلن مجمع سوناطراك الجزائري، أنه وقع أول أمس الخميس، اتفاقية "مبدئية" مع الشركة الأمريكية للنفط والغاز "إكسون موبيل"، تروم تطوير التعاون بين الطرفين على امتداد سلسلة القيم في الجزائر في مجال استكشاف وإنتاج المحروقات. في ذات السياق، أشارت صحيفة "الشروق" الجزائرية التي أوردت الخبر، إلى أن هذه الاتفاقية، ستتيح للشركاء الأمريكان "دراسة الفرص المتاحة بهدف تطوير الموارد من المحروقات في كل من حوض اهنات حوض قورارة مع التركيز على التميز العملياتي والابتكار التكنولوجي واحترام البيئة وأفضل الممارسات في مجال الاستدامة". وتعليقا على هذا الخبر، كان لموقع "أخبارنا" حديث خاص مع الباحث في الاقتصاد السياسي، الأستاذ "محسن الجعفري"، أوضح من خلاله أن: "شركة سوناطراك درع إقتصادي مهم بالنسبة للجزائر، لكن تأثيرها ضعيف في سوق البترول الدولية، بل وحتى في سوق الغاز، بالنظر إلى لاعتبارات عدة، مرتبطة بقدراتها الإنتاجية مقارنة مثلا مع فينزويلا أو السعودية أو حتى قطر". في هذا الصدد، أشار الخبير المغربي إلى أن: "نظام العسكر في الجزائر، دائما ما يلعب بورقة الغاز والبترول، عبر منح امتيازات لشركات غربية أو حتى لمحاربة مصالح المغرب، وقد سبق لهذه الشركة منح صفقة ضخمة لشركة بولندية كانت تشتغل في التنقيب عن البترول في الصحراء المغربية مقابل تخليها عن هذا المشروع". وتابع "الجعفري" حديثه قائلا: "أما فيما يتعلق بتوقيع سوناطراك إتفاقا مع شركة نيكسون موبيل، فإن هذه الخطوة لن يكون لها تأثير على الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء"، مشيرا إلى أن: "أبعاد هذا الإعتراف إستراتيجية، وهو (الإعتراف) مقيد باتفاق يلزم الدولة الأمريكية ولا مجال لأن تكون شركة أمريكية فاعلا أو حتى مؤثرا في قرارات تصنع بالدرجة الأولى داخل أروقة وزارة الخارجية الأمريكية المرتبطة كذلك بتقديرات البنتاغون في ما يخص المنطقة وتوازناتها". يشار إلى أن التوقيع على هذه الاتفاقية تم وفق "الشروق"، من طرف "أونوغي فرحات"، نائب الرئيس المدير العام لسوناطراك المكلف بتطوير الأعمال والتسويق، و"جون ارديل"، نائب الرئيس المكلف بالاستكشاف والفرص الجديدة لاكسون موبيل.