يعيش الشباب في المغرب واقعًا صعبًا يتمثل في البطالة الشبابية، وهذا الأمر يعزز من تحدّيات الاقتصاد والتنمية في البلاد. يتسبب العديد من الخريجين الجامعيين في المغرب في العجز عن العثور على فرص عمل، وهذا يعزى جزئياً إلى عدم ملائمة تكويناتهم لاحتياجات سوق العمل المتغيرة. هذا المقال سيتناول هذه المسألة بالتفصيل. بدايةً، يجب الاعتراف بأن الشباب في المغرب يمثلون نسبة كبيرة من السكان وهم المستقبل الواعد للبلاد. لكن بالرغم من التعليم العالي الذي يحصل عليه العديد منهم، فإن العديد منهم يواجهون تحديات كبيرة في العثور على وظائف مناسبة. المشكلة الأساسية تتمثل في عدم توافق التكوينات الجامعية مع احتياجات سوق العمل. يتميز العديد من البرامج التعليمية بالنظرية أكثر من التطبيق العملي، مما يترك الخريجين غير مستعدين تمامًا للمهام والمهارات التي يتوقعها أصحاب العمل. إلى جانب ذلك، يعاني سوق العمل في المغرب من قلة الوظائف المتاحة والمنافسة الشديدة بين الخريجين. يجد الكثيرون أنهم يحتاجون إلى خبرة سابقة للعثور على وظائف، وهذا يجعل بداية حياتهم المهنية أمرًا صعبًا. الحلول الممكنة تشمل تحسين مناهج التعليم لتضمين المزيد من التدريب العملي والمهارات العملية. يجب أيضًا تعزيز الروابط بين الجامعات والشركات لضمان أن الطلاب يتعلمون المهارات المطلوبة في سوق العمل الحالي. بالختام، يجب على الحكومة والمؤسسات التعليمية وأصحاب العمل العمل سويًا للتغلب على مشكلة البطالة بين الشباب المغربي. هذا ليس فقط مسؤولية الشباب، بل مسؤولية المجتمع بأسره لضمان أن الأجيال الصاعدة تجد فرصًا أفضل وتسهم في تطوير البلاد.