الساحة السياسية المغربية مشتعلة ومنقسمة وهذا أمر طبيعي وصحي، لأنه يخلق نوع من النقاش المجتمعي والسياسي الذي سيؤثر إيجابا لا محالة في الواقع السياسي. لكن الشيء الغير ايجابي والغير منطقي هو الصراع الموجود داخل مكونات التحالف الحكومي، أو بمعنى آخر غياب ميثاق الأغلبية الحكومية، الشيء الذي يجعل غياب التواصل الحقيقي بين مكونات الأغلبية، فبعد مرور قرابة السنة والنصف على تنصيب حكومة بنكيران، مازلنا نسمع عن اجتماع لزعماء الأغلبية من أجل تجاوز الخلافات وخلق حوار ايجابي للتنسيق الحكومي، المؤسف في الأمر والمخزي بالنسبة لي هو ما حدث مؤخرا في الانتخابات الجزئية، وهو طعن الأحزاب الحاكمة في نتائج تلك الانتخابات وبخاصة في دائرتي سيدي قاسم والسطات والحديث عن تدخل رجال السلطة بشكل مباشر لصالح مرشح لا ينتمي لأحزاب المعارضة وإنما لحزب وزير الداخلية الذي يعمل تحت إمرة بنكيران. الحقيقة أصابني الدوار وأنا أحاول أن أفهم هذا، فالعدالة والتنمية والاستقلال يقران بعدم قدرة الحكومة على ضمان نزاهة الانتخابات، لأن هناك تدخلات لصالح حزب يعمل في ظل التحالف الحكومي الذي يشكلونه، مما يظهر عدم قدرة بنكيران تسيير هذا التحالف وكذا اختفاء التنسيق ما بين الأحزاب، الشيء الذي يبين بالواضح أنه ليس هناك تحالف حكومي بل تخربيقة تآلفية.