يجمع جل المتتبعين للشأن التربوي ببلادنا، على أن الحسنة الوحيدة التي تضمنها النظام الأساسي الجديد الخاص برجال ونساء التعليم، تتمثل في تمكنه من إعادة الروح للشغيلة التعليمية، ورص صفوفها مجددا، بعدما عاشت شتاتا دام لأزيد من عقد من الزمن. فقد نجح شكيب بنموسى، وبتفوق، في إحياء روح النضال في صفوف هذه الفئة من الموظفين، وهي المهمة التي كاد أن يجمع الفاعلون التربويون على استحالتها، خاصة بعد قرار بنكيران التاريخي القاضي بالاقتطاع من أجور المضربين، وتناسل التنسيقيات الفئوية الفاقدة للتأثير، ليأتي وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بنظامه الأساسي "المعجزة"، فأحيى به عظاما ظنها الكل رميما. كل عاقل في وطننا بات مقتنعا بأن بنموسى يقامر حاليا، بدفاعه عن نظام أساسي ولد ميتا، بالسلم الاجتماعي للمملكة، فالظرفية التي يمر منها المغرب وجل دول العالم، على المستوى الاقتصادي خصوصا، تستوجب الحذر الشديد عند اتخاذ القرارات المصيرية، فأي تعنت غير محسوب العواقب قد يشكل شرارة لنيران من شأنها أن تلتهم في طريقها الأخضر واليابس. على بنموسى، ومن أعدوا له النظام الأساسي "المشؤوم"، أن يعترفوا بخطئهم بشكل فوري، فأي إصلاح يستثتي الأساتذة الممارسين داخل الأقسام، لا يمكن له أن يمر أو أن يحقق أهدافه، ولو خصصت له الدولة 100 مليار درهم لتنزيله، فالحكومة اجتهدت في هذه الظرفية الصعبة، وأفرزت ميزانية تقارب 10 ملايير درهم وضعتها رهن إشارة "بنموسى والأربعين خبيرا"، لكن تخصيص الجزء الأكبر منها لترهيب رجال ونساء التعليم، وجعلهم عاملين بالسخرة في ضيعات المديرين والمفتشين والمديريات الإقليمية، يقود القطاع إلى "الانفجار العظيم".