بعد الانتقادات الشرسة التي وجهها الإعلام الفرنسي للسلطات المغربية بسبب ما وصفه رفضا مغربيا لمساعدات بلادهم في جهود إغاثة وإنقاذ المتضررين من الزلزال الذي ضرب المملكة، خرج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، بفيديو مخاطبا الشعب المغربي، أثار غضبا عارما على منصات التواصل بالمغرب، على اعتبار أنه تجاوز حدود اللباقة والبروتوكول وسمح لنفسه بمخاطبة شعب دولة أخرى دون صفة. ماكرون في خرجته حاول نزع فتيل الجدل حول موضوع المساعدات، قائلا "فرنسا دمرها هذا الزلزال المروع"، وأنها "متضامنة"، مضيفا أن "هذه اللحظة هي لحظة الألم والعمل والتضامن، وأنه كان هناك "الكثير من الجدل في الأيام الأخيرة". وعبر ماكرون مجددا في الفيديو الذي نشره عبر منصة" إكس" عن استعداد باريس تقديم المساعدة للمغرب، مضيفا أن الأمر متروك "لقرارهم السيادي، لتنظيم المساعدة الدولية، وبالتالي نحن تحت تصرف قرارهم السيادي"، وفق تعبيره. وتابع "سنكون هناك على المدى الطويل، لتقديم المساعدات الإنسانية والرعاية الطبية وإعادة الإعمار والمساعدة الثقافية والتراثية، في جميع المجالات التي يعتبرنا فيها الشعب المغربي وسلطاته مفيدين"، مضيفا "نحن إلى جانبكم اليوم وغدا". وكان الرئيس الفرنسي قال، الأحد، إن بلاده مستعدة "للتدخل" لمساعدة المغرب عندما "ترى السلطات هناك أن ذلك مفيد"، وذلك خلال مؤتمر صحفي على هامش قمة مجموعة العشرين في الهند. وقالت السلطات المغربية، الأحد، إنها قبلت دعما من 4 دول (إسبانيا وبريطانيا وقطر والإمارات العربية المتحدة)، لكنها لم تطلب أي مساعدة من باريس، مما أثار سعار بعض وسائل الإعلام الفرنسية التي هاجمت المغرب بطريقة غير لبقة. وكانت وزارة الداخلية قد أوضحت في بلاغ سابق، أنه"في إطار تبني مقاربة تتوافق مع المعايير الدولية في مثل هذه الظروف؛ فقد أجرت السلطات المغربية تقييما دقيقا للاحتياجات في الميدان، آخذة بعين الاعتبار أن عدم التنسيق في مثل هذه الحالات سيؤدي إلى نتائج عكسية". وأضافت "يمكن، مع تقدم عمليات التدخل أن يتطور تقييم الاحتياجات المحتملة، مما قد يؤدي إلى اللجوء إلى عروض الدعم المقدمة من دول أخرى صديقة، حسب احتياجات كل مرحلة على حدة".