أكد أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، محمد العابدة، أن اجتماع بريكس/إفريقيا لن تكون له فائدة تذكر على القارة الإفريقية، لأنه سينظم من طرف دولة جنوب إفريقيا التي "لم تنجح قط في لم شمل الدول أو في تنظيم تظاهرة تتوخى تحقيق التنمية المستدامة". وأوضح الأستاذ الجامعي في معرض تعليقه على ما أكده مصدر مأذون من وزارة الشؤون الخارجية من أن المشاركة في اجتماع بريكس/إفريقيا لم تكن واردة أبدا بالنسبة للمغرب على أي مستوى كان، أن قرار المملكة صائب وحكيم، خصوصا وأن هذا الاجتماع سي نظم من لدن دولة جنوب إفريقيا التي يعلم الجميع العداء الذي تكنه للمغرب ولوحدته الترابية. وأضاف بهذا الخصوص " نعلم جيدا أن جنوب إفريقيا تعاكس دائما المصالح العليا للمغرب، وبالتالي فهذا الاجتماع لا يفيد تطلعات المملكة المغربية، ملكا وشعبا، لتنمية القارة الإفريقية، ولا حتى القارة الإفريقية من أجل الاستفادة من المتغيرات الدولية الحاصلة الآن". وأبرز أيضا أن طلب مشاركة المغرب في هذا الاجتماع لم يأت من الاتحاد الإفريقي أو من الأعضاء الأربعة الآخرين في التجمع الاقتصادي، الذين تربطهم بالمغرب علاقات وثيقة واتفاقيات استراتيجية في مختلف المجالات. وشدد بهذا الخصوص، على أن "جنوب إفريقيا لم تنجح على الدوام في لم شمل الدول أو في التنظيم الحقيقي الفعال المبني على الدبلوماسية المثالية التي تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة وتطوير المجتمعات التي ترغب في الانتماء إلى هذا التجمع الاقتصادي الهام". وأكد أنه لا يمكن إلا أن نثمن موقف المغرب بعدم المشاركة في هذا الاجتماع، خصوصا وأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أكد أن السياسة الخارجية للمملكة تنبني على ضرورة تعبير الدول التي تريد إقامة علاقات اقتصادية وسياسية واستراتيجية مع المغرب، وبوضوح عن موقفها تجاه وحدته الترابية وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، وأنه لا توجد منطقة رمادية في هذا الشأن. وفي السياق ذاته، قال الأستاذ الجامعي إنه ينبغي على جنوب إفريقيا إعادة النظر في سياستها الخارجية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها على أراضيها وأن تسعى إلى تحقيق التنمية، لا العكس. وكان مصدر مأذون من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج قد أكد صباح اليوم أن التفاعل إيجابا مع الدعوة للمشاركة في اجتماع بريكس/إفريقيا، المرتقب في جنوب إفريقيا أو المشاركة في هذا الاجتماع على أي مستوى كان، لم يكن واردا أبدا بالنسبة للمملكة المغربية. وردا على بعض وسائل الإعلام التي تحدثت، مؤخرا، عن ترشيح مفترض للمملكة للانضمام إلى مجموعة "بريكس"، أو إمكانية مشاركتها في الاجتماع القادم "بريكس/إفريقيا"، المرتقب عقده يوم 24 غشت بجوهانسبورغ في جنوب إفريقيا، قال المصدر إن" الأمر لا يتعلق بمبادرة من "بريكس" أو الاتحاد الإفريقي، وإنما بمبادرة صادرة عن جنوب إفريقيا، بصفتها الوطنية".