في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش ندوة - مناقشة حول "شات جي بي تي" (ChatGPT) وأثره على عالم التعليم العالي، نظمتها جامعة السلطان مولاي سليمان، الأربعاء الماضي، يتطرق الأستاذ الباحث والخبير في التكنولوجيات الحديثة، عبد الصمد ملاوي، إلى أثر وحدود الثورة التكنولوجية الجديدة (ChatGPT) على العالم الأكاديمي والبحث العلمي. 1. ما هو تقييمكم لمنصة chatgpt كثورة تكنولوجية ؟ إن ChatGPT هي فعلا ثورة تكنولوجية ستغير بكل تأكيد عدة مجالات في العالم. لقد تم إنشاء هذه المنصة من أجل تمكين المستعملين من التواصل مع الذكاء الاصطناعي " AI " بطريقة طبيعية جدا وانسيابية، باستعمال لغة طبيعية. وقد تم تشكيلها عبر مجموعات عريضة من البيانات النصية من أجل فهم الأنماط اللغوية والنماذج، وتعلم كيفية توليد إجابات متسقة وملائمة. وأصبح بالإمكان إنشاء ChatGPT بفضل التقدم الكبير في مجالات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، كما تم تطوير هذه المنصة من طرف OpenAI، وهي منظمة خاصة بالأبحاث في الذكاء الاصطناعي، تأسست عام 2015 من قبل مجموعة من الباحثين. ومنذ إنشائها، أصبحت ChatGPT أكثر شعبية بالنظر لقدرتها على توليد إجابات طبيعية وفهم أسئلة واستفسارات المستخدمين، ويتم استخدامها في عدة ميادين لاسيما دعم الزبناء والبحث عبر بعد، وإنشاء المحتوى ،والعديد من التطبيقات الأخرى. وتم إحداث آخر نسخة وهي ChatGPT-4 التي أظهرت تحسينات غاية في الدقة بالمقارنة مع GPT-3.5. وقد اكتسبت هذه النسخة الأخيرة قدرة على تلخيص الصور والنصوص المعقدة والتعليق عليها. ولهذه الثورة التكنولوجية قدرة على إحداث تحول جذري في الطريقة التي نعيش ونعمل بها. إن التقدم الحاصل في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات والواقع الافتراضي والمعزز وسلسلة الكتل "BlockChain" و الحوسبة السحابية (Cloud Computing)، وعدة مجالات أخرى، تفتح إمكانيات جديدة لحل إشكاليات ورفع الإنتاجية وتحسين جودة العيش وتثمين الابتكار. وهناك أيضا مخاوف بشأن تداعيات هذه الثورة التكنولوجية لاسيما من حيث أتمتة الوظائف والرقابة الجماعية وحماية البيانات، والأثر البيئي. ومن المهم الأخذ بعين الاعتبار هذه الشواغل والحرص على أن يتم استعمال التطورات التكنولوجية بطريقة مسؤولة وأخلاقية، ولذلك فإنه من المهم تقييم الثورة التكنولوجية في شموليتها مع تقييم المزايا والعيوب. عموما، يمكن أن يكون لمنصة ChatGPT أثر كبير في عدة مجالات والقطاعات، مما يساعد التنظيمات على ربح الوقت وتحسين تجربة المستخدم من خلال توفير إجابات سريعة ودقيقة وطبيعية. 2. ما الأثر الذي يمكن أن تحدثه هذه المنصة الجديدة على العالم الأكاديمي والبحث العلمي؟ لمنصة ChatGPT إمكانية إحداث أثر كبير على العالم الأكاديمي والبحث العلمي، من قبيل العلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية من أجل تحليل المعطيات النصية وتوليد النصوص انطلاقا من كميات كبيرة من المعطيات ومعالجة اللغة الطبيعية، والمعالجة الآلية للغة الطبيعية لتحسين فهم آليات اللغة البشرية. كما يمكن ل ChatGPT تسهيل التعاون الدولي بين الباحثين ومساعدتهم على معالجة كميات كبيرة من البيانات النصية بشكل أسرع، مما يمكن من تحسين نجاعة عملهم. إن استخدام ChatGPT في البحث يتعين يتم بحذر. ويجب على الباحثين التأكد من أن استخدام هذه التكنولوجيا الجديدة هو مناسب لأبحاثهم، ويجب أن يضعوا في الاعتبار التحيزات الممكنة في النتائج التي تم إنشاؤها آليا. 3. كيف يمكن الاستفادة من مزايا منصة Chatgpt في الجامعات المغربية؟ يمكن أن تقدم منصة ChatGPT العديد من الفوائد للجامعات المغربية من حيث تحسين تجربة التعلم بالنسبة للطلبة، وجودة التدريس لاسيما الاندماج نظم التعلم عن بعد. إنه بإمكان الجامعات دمج هذه المنصة في نظمها الخاصة بالتعلم الإلكتروني عن بعد من أجل تقديم مساعدة شخصية لفائدة الطلبة. بالنسبة لاستخدام ChatGPT في تقديم الدروس، يمكن للجامعات استخدامه لتقديم دروس عن بعد للطلبة. إضافة إلى المساعدة اللغوية لتمكين الطلبة من تحسين مهاراتهم اللغوية. وبالتالي يمكن لهذه التكنولوجيا المبتكرة أن توفر فوائد كبيرة للجامعة المغربية من حيث تحسين تجربة التعلم لدى الطلبة وجودة التدريس.