ما تزال تداعيات الجفاف وقلة التساقطات المطرية خلال الأعوام الأخيرة تنذر بتوالي سنوات صعبة على عدد من دول العالم، ضمنها المملكة المغربية. ونظرا إلى خطورة الوضع؛ أجرت صحيفة MAGHREB VOICE حوارا مع "حمدي حشاد"، المهندس البيئي والخبير في الشأن المناخي بمؤسسة "فريدريش ناومان" الألمانية، من أجل تسليط الضوء على موضوع الجفاف الذي يقض مضج العالم ويدق ناقوس الخطر. وأضح "حشاد" أن المغرب ومعه تونس يعتمدان على تصدير، بشكل كبير، منتجات فلاحية إلى أوروبا، مشيرا إلى أن هذا الخطوة تعد في الوقت نفسه تصديرا للماء. الخبير المناخي أورد أن هذا الخيار يعني، من جملة ما يعنيه، تصدير المياه من مناطق فقيرة مائيا إلى دول أوروبية تعرف تساقطات مطرية مهمة كل سنة. حشاد شدد، في هذا السياق، على أن هذا الخيار مربح على المدى القصير، لكنه سيكون خاسرة فادحة للأجيال المقبلة. ورغم أن مشكل الجفاف ليس وليد اللحظة؛ أبرز الخبير المناخي أن تعداد السكان عام 2000 ليس هو في سنة 2022؛ إذ إن ارتفاع عدد الساكنة يتطلب، اليوم أكثر من أي وقت ولّى، استنزاف مزيد من المياه الجوفية الماضية في النضوب. حشاد أكد أنه دون ماء لا يمكن الحديث عن أي تنمية، مستطردا أن مياه الشرب ستكون متوفرة؛ لكن مياه الفلاحة منسوبها منخفض بشكل لافت للانتباه، وهذا ما قد يحول دون تحريك عجلة الاقتصاد.