بعد أسبوع على الفيضانات التي ضربت مدينة مراكش، خاصة أحياء سيدي يوسف بنعلي وعين إطي، القريبة من وادي إسيل، عادت السيول إلى منطقة المحاميد بمقاطعة المنارة، بعد فيضان وادي البهجة الذي تسببت سيوله في أضرار لساكنة المحاميد عاشت مدينة مراكش ونواحيها أمطاراً متواصلة طيلة نهار وليلة أمس الأحد، واستمرت إلى حدود صباح يومه الإثنين، مما أدى إلى فيضان وادي البهجة، بالجماعة القروية "تسلطان" المحاذية للمدار الحضري للمدينة، وبالضبط منطقة المحاميد، هذه الأخيرة التي استفاق سكانها على سيول تسربت إلى بيوت العديد منهم، كما وجدوا صعوبات في استعمال الطرق الرابطة بين المحاميد وباقي مناطق المدينة، خاصة الطريق الرابط بين المحاميد 09 وحدائق المنارة وحسب مصادرمن عين المكان، فإن المناطق المتضررة بشكل كبير من هذه السيول، هي المحاميد 07 و09 ، وحي سعادة 05 و04. من جهة أخرى، اكد العديد من السكان ل"صحيفة الخبر"، أن محتويات منازلهم تضررت من السيول، كما أن بعضهم حوصروا داخل بيوتاتهم، إلى أ حين قدوم عناصر من الوقاية المدنية التي ضخت المياه بعيداً عن المنازل وعن الشوارع الرئيسية لفك الحصار عن المنطقة. من جهة أخرى، فإن منطقة المحاميد شهدت خلال العشر سنوات الماضي، انفجاراًعمرانياً كبيرا، على حساب مناطق قروية، دون مراعاة لقربها من وادي البهجة الذي يعرف فيضانات من حين لآخر، خاصة في شهري يوليوز وغشت، حيث تضرب فيه عادة أمطار رعدية بمناطق الحوز والأطلس الكبير، ومع فيضان هذا الوادي تمتد سيوله إلى منطقة المحاميد، علماً أن مطار مراكش المنارة يوجد بهذه المنطقة، وقد أغرقته السيول في العديد من المرات. وقد سبق وأن تم تخصيص غلاف مالي هام، ساهم فيه كل من المجلس الجماعي لمراكش، وولاية جهة مراكش تانسيفت الحوز، بالاضافة إلى الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، هذه الأخير التي أوكل إليها إنجاز حاجز يمنع سيول وادي البهجة من الوصول إلى منطقة المحاميد وحسب مصادر من المجلس الجماعي، فإن الوكالة أنجزت جزءا من المشروع وبقيت الأجزاء الأخرى دون إنجاز، غير أن مصادر من الوكالة المستقلة، اكدت ل"صحيفة الخبر" أن المشروع اصطدم بمشاكل عقارية، تتمثل في رفض أصحابها إنجاز الحاجز فوق أراضيهم. غير أن بعض المصادر أكدت ل"صحيفة الخبر" أن الأمر يتعلق بمصلحة عامة، ومسطرة نزع الملكية في هذا المجال واضحة، وأن لا خيار لأصحاب الأرض عندما يتعلق الأمر بالمصلحة العامة. وأضاف مصدرنا أن هناك مضاربين عقاريين بالمنطقة، "يصعب" على أي كان أن يمس مصالحهم الشخصية حتى ولو تعلق الأمر بحياة المواطنين. وفي انتظار انهاء مشروع الحاجز، تبقى ساكنة منطقة المحاميد متذرعة إلى السماء مع نزول كل قطرة غيث.