أعاد ارتفاع أسعار المحروقات على الصعيد الدولي والوطني، (أعاد) توقفَ المصفاة الوحيدة لتكرير البترول بالمحمدية عن الاشتغال إلى واجهة النقاش السياسي والعمومي. وانخرط في هذا النقاش فريق حزب التقدم والاشتراكية الذي اقترح، من خلال سؤال كتابي وجهه رئيس الفريق رشيد حموني إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش، بناء مصفاة جديدة وتسوية وضعية "لاسامير". وفي هذا الصدد، يرى الخبير الاقتصادي محمد جدري أن "ارتفاع أسعار المحروقات في المغرب خلال الآونة الأخيرة مرتبطة بمجموعة من الأسباب؛ منها ما يتعلق بتحرير أسعار المحروقات، علاوة على المنظومة الجبائية، فضلا عن ارتفاع أسعار المحروقات عالميا، دون نسيان قدرات التخزين". وتابع جدري، وفق تصريح له خصّ به موقع "أخبارنا"، أن "مصفاة تكرير البترول بالمحمدية متوقفة عن العمل منذ زهاء 7 سنوات"، لافتا إلى أن "الحكومة مطالبة بالبحث عن حلول عاجلة وآنية لمشكل 'لاسامير'، خصوصا في ظل أزمة ارتفاع الأسعار التي تلهب جيوب المغاربة في سابقة هي الأولى من نوعها". الخبير الاقتصادي اقترح لتجاوز مشكل "لاسامير" بعد انتهاء المسطرة القضائية واستنفادها، (اقترح) إما تأميم المصفاة، وإما البحث عن مستثمرين آخرين لحل مشكل لاسامير". وكشف جدري أن "تنزيل النموذج التنموي الجديد يحتاج المزيد من الطاقة، لاسيما الطاقة النفطية، وهذا الوضع يعزز مطلب توفر المغرب على مصفاتين؛ الأولى في شمال المملكة والثانية بجنوبها، قصد التغطية على الطلب الداخلي على المحروقات". كما خلص الخبير الاقتصادي إلى أن "مصفاة 'لاسامير' كانت تجيب عن 50 في المائة فقط من الطلب الداخلي على المحروقات، وبناء مصفاة إضافية قد يمكننا من تجاوز مشكل ارتفاع أسعار المحروقات على الصعيد الوطني، جراء استيرادنا للمحروقات سائلةً".