تطورات متسارعة باتت تعرفها قضية كفاح شعب القبايل من أجل الحصول على الاستقلال، وبالتالي الانعتاق من حكم جنرالات النظام العسكري بالجزائر، وذلك بعد تغيير المغرب لموقفه من الملف، بإعلانه صراحة عن تفهمه لمطالب القبايليين. هذا المستجد السياسي الهام، عجل بتحرك رئيس حكومة القبايل، فرحات مهني، والذي كثف من خرجاته الإعلامية في محاولة منه لإخراج مطالب شعبه من حالة الجمود التي امتدت لفترة طويلة، حيث وجه رسالة إلى سفير المغرب بفرنسا، شكيب بنموسى، تضمنت عبارات شكر وامتنان للموقف المغربي الشجاع الذي أبان عنه ممثله الدائم لدى الأممالمتحدة عمر هلال. الرسالة تضمن أيضا طلبا شكل مصدر قلق بالغ لدى جنرالات قصر المرادية، حيث التمس فرحات مهني نيل شرف استقباله من طرف الملك محمد السادس، في أقرب وقت تسمح به أجندة جلالته. هذا ومن شأن استقبال الملك لرئيس حكومة القبايل إن حدث، رغم أنه يبدو غير وارد في المرحلة العالية على الأقل، أن يشكل تغيرا نوعيا في الصراع الدائر بين المغرب والجزائر، إذ سيعتبر بمثابة دعم صريح وكامل من طرف المملكة للمطالب التحررية لشعب يعتبره النظام الجزائري مارقا ومتمردا.