حينما تجد أن وزارة التربية الوطنية الجزائرية قد أدرجت في نص امتحان نيل شهادة التعليم المتوسط لدورة 2019م سؤالا مفاده أن المغرب العربي لن يكتمل بناؤه إلا باستقلال الشعب الصحراوي، ثم تطلب من تلميذ صغير السن لا يكاد يفرق بين الشمس والقمر أن يبرر موقف الجزائر الداعم لهذه القضية، تعلم يقينا أنك أمام نظام جعل من عداء المغرب ومشاكسته عقيدةً وهوسا وإدمانا شافاه الله تعالى منه. من كثرة ما أهدر نظام الجزائر من مال وما استنفد من جهد في دعم شعب لا وجود له إلا في كوابيس الجنرالات؛ صار يشعر أكثر من أي وقت مضى أن بقاءه في السلطة رهين بعدم التخلي عن هذه القضية إلى آخر رمق؛ فأخذ العزم على نفسه أن يجعل معاداة المغرب أكبر اهتماماته وأعظم انشغالاته وأولى أولوياته، فلا ينام إلا على إبداع خطط جديدة للمكر بالمغرب والكيد له، ولا يصحو إلا على مراجعة هذه الخطط وتعديلها وترميمها، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله. لهذا، ولأسباب تاريخية وحضارية أخرى، لم يتوانى نظام العسكر في زرع الكره الدفين والحقد الأعمى في نفوس مواطنيه؛ فتراه قد جنَّد لهذا الغرض الدنيء مؤسسات التربية والتعليم ومؤسسات الصِّحافة والإعلام وحتى المؤسسات الدينية ومنابر رسول الله لم تسلم من أجندته المشينة، فنشأ جيل من السياسيين والمثقفين والإعلاميين والكُتاب لا يردِّد إلا الأسطورة المشروخة التي تعبَّأ نظام العسكر من أجل حشو عقول مواطنيه بها منذ أن كانوا أطفالا صغارا لا يعرفون معنى الحقد ولا يختبرون أحاسيس الكراهية. قد تراني، عزيزي القارئ، مبالغا بعض الشيء في وصف هؤلاء الجنرالات؛ لكن سرعان ما يذهب عنك العجب وأنت تتابع ما تتفوه به الإعلامية الجزائرية "خديجة بن قنة" على قناة الجزيرة في حق المغرب ووحدته الترابية وكأنها المبعوث الشخصي لعصابة العسكر؛ ليتبين أن الترويض الفكري والشحن النفسي والعاطفي منذ سن مبكر قد أتى أُكله. الأدهى والأمر، أن منظومة الحقد هذه لم تستثنِ حتى كثير من الرياضيين الجزائريين الذين جُن جنونهم على إثر نجاح "فوزي لقجع" لعضوية الفيفا، وعلى رأس هؤلاء "حفيظ دراجي" الذي لا يكِل من كيْل الاتهامات للمغرب في موضوع الصحراء المغربية كلما أتيحت له الفرصة لذلك؛ لكن الإعلامي الذي يصف "رياض محرز" بمفخرة الجزائر حينما يفوز فريقه بالألقاب، ويصف "حكيم زياش" بمفخرة العرب حينما يسطع نجمه لا يمكن توبيخه أو حتى لومه؛ لأنه بكل بساطة محصول فاسد لبذرة السوء التي زرعها نظام السوء.