قال الأمين العام محمد عبادي بعد انتخابه "إن مصير الجماعة إن شاء الله الدعوة والرشد والعزة والتمكين"، مشيرا إلى أن مشروعها لم يرتبط بشخص بل قائم على الجماعة ومؤسساتها، واعتبر أن أدنى شخص في الجماعة يمكنه أن يصير دولة ما دامت صفات الصدق والأمانة ونكران الذات والمسؤولية متوفرة فيه. وأكد عبادي تمسك العدل والإحسان بمبادئ الجماعة التي تأسست عليها، وهي: "لا للعنف، لا للسرية، ولا للتبعية الخارجية". من جانبه قال فتح الله أرسلان إن "صلاحيات المنصب الجديد تشبه صلاحيات أمناء الأحزاب الآخرين، والأصل فيه ألا يستبد الشخص لأن مناهضة الاستبداد رسالتنا". محمد عبادي (يسار) وبجانبه نائبه فتح الله أرسلان (رويترز) نقاش ودعا بيان مجلس شورى العدل والإحسان القوى الفاعلة في المغرب إلى فتح نقاش مجتمعي مسؤول واستثمار أجواء الربيع العربي "من أجل رسم خريطة طريق لمناهضة الاستبداد ومحاربة الفساد وبناء مغرب الكرامة والحرية". وعن مشاركة الجماعة في الحياة السياسية، اعتبرت أن هذا الأمر صعب في الوقت الحالي بحكم "اضطهاد" السلطات للجماعة، حيث رفضت منحها "الترخيص حتى بقبر فكيف بحزب سياسي". وقال رئيس الدائرة السياسية للجماعة، عبد الواحد المتوكل "كيف تريدون منا المشاركة في عبثهم وهم لا يعترفون بنا حتى جمعية؟". ورغم ذلك أعلنت الجماعة المغربية المحظورة أنها "تمد يدها للتعاون مع كل الفضلاء والغيورين على هذا البلد لنبني ونتعاون على مقاومة الظلم والفساد"، وأكد محمد عبادي أنه "لا حرية لمن يعيش تحت القهر والفقر، لا يعقل خصوصا في بلد إسلامي أن يمتلك البعض كل شيء ويفترش البعض الثرى"، وأضاف "لا بد أن يسود العدل في قسمة الأرزاق، وأكثر من 80% يعيشون في الفقر". وكانت جماعة العدل والإحسان من المكونات الرئيسية لحركة 20 فبراير الاحتجاجية التي طالبت بإصلاحات جذرية في السياسة والاقتصاد، وأدت إلى تبني دستور جديد في يوليو/تموز 2011 تنازل بموجبه الملك محمد السادس عن جزء من صلاحياته الواسعة. ويعد محمد بن عبد السلام عبادي -وهو من مواليد 1949 في مدينة الحسيمة (شمال)- من مؤسسي الجماعة الأوائل، وهو عضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، كما عمل أستاذا للعلوم الإسلامية بمدينة وجدة (شرق). واعتقل عبادي أربع مرات، واقتحم بيته في مدينة وجدة ثلاث مرات وما زال مغلقا منذ شمعته السلطات سنة 2006. وتوفي الشيخ عبد السلام ياسين مرشد جماعة العدل والإحسان في 13 ديسمبر/كانون الأول عن 84 سنة، واشتهر الشيخ الذي أسس الجماعة عام 1981 برسالة وجهها إلى ملك المغرب الراحل الحسن الثاني بعنوان "الإسلام أو الطوفان". فقد نصح ياسين الملك في تلك الرسالة ب"التوبة إلى الله وأن يختار الإسلام وإلا فسيكون الطوفان"، الأمر الذي دفع الملك إلى إيداع الشيخ ياسين مستشفى الأمراض العقلية ووضعه بعد ذلك رهن الإقامة الجبرية.