لم يظهر المنتخب النيجري الذي خاض المباراة أمام المنتخب الوطني المحلي بأداء مكن الناخب الوطني رشيد الطوسي من معرفة المستوى الحقيقي للاعبي المنتخب الوطني المحلي، ولم يكن منتخب «المينا» في مستوى التطلعات بعدما ظهرت خطوطه مفككة، في الوقت الذي عجزت فيه عناصره عن إرباك الأسود المحليين للوقوف عند نقط ضعفهم في الوقت الذي سيطروا فيه على النيجر في شوطي المباراة. المنتخب النيجري الذي واجه المحليين يتكون بدوره من لاعبين يمارسون بالبطولة المحلية التي لا تضم أندية كبيرة تلعب على المستوى القاري وتفرض ذاتها في منافستي عصبة الأبطال الإفريقية وكأس الإتحاد، لذا فالجامعة كانت مطالبة ببرمجة مباراة أمام إحدى المنتخبات الوازنة لقياس درجة جاهزية اللاعبين المحليين لمعرفة العناصر القادرة على الإنصهار في بوثقة واحدة مع المحترفين الممارسين بأوروبا. وبغض النظر عن الخصم النيجري الضعيف الذي لا يمكن الحكم على الإنتصار الذي حققه منتخبنا الوطني أمامه، وبإلإحتكام إلى الكوطة المحددة التي لن تتجاوز خمسة لاعبين يمارسون في المغرب للإنضمام للأسود للمشاركة في كأس أمم إفريقيا، فإن بعض العناصر قدمت أوراق إعتمادها ويتعلق الأمر بكل من مدافع الجيش الملكي عبد الرحيم شاكير إلى جانب عبد الإله الحافيظي لاعب الرجاء وكذا المهاجمين حمد الله وياجور، وهو الرباعي الذي تمكن من الظهور بصورة متميزة مع المنتخب الوطني وحافظوا على الأداء الذي يظهرون به مع أنديتهم في البطولة الوطنية. لم تأت المواجهة أمام النيجر بأي جديد ولم تقدم أي كشف حساب لم نتوقعه كمتفرجين ومتابعين للشأن الكروي بالمغرب، ولم يستفد الطوسي من المباراة شيئا، والدليل عدم وضع النيجر للمنتخب المغربي في خطورة وجره للتراجع للوراء، فالمباراة وطيلة 90 دقيقة شهدت إتجاها واحدا هو مرمى حارس المنتخب النيجري الذي وبالمناسبة فمباراته أمام المغرب من المرات القليلة التي يظهر فيها كأساسي بإعتبار أن حارس المنتخب الأول يمارس بالبطولة الروسية وليس له من منافس داخل منتخب بلاده. المباراة أمام النيجر جاءت لتكرس الضعف الذي نعانية في الأظهرة وليتأكد معها أن الطوسي والطاقم المشتغل رفقته مطالب أكثر من أي وقت مضى بالنظر والإمعان بشكل جيد في الثقب الموجود أولا في الجهة اليمنى فمع خروج بلخضر مصابا وهو الذي لا يوجد حوله إجماع لشغل هذا المركز، دفع الناخب الوطني بنوصير وبدوره لم يقدم قناعات كبيرة للحضور في «الكان»، ما يعني أن بصير لاعب بورصا سبور هو الأنسب للعب في الرواق الأيمن مع ما يؤكده من حضور قوي في بطولة بلاد الأتراك، من جانبها الجهة اليسرى لا يمكن الإتكال فيها على كروشي لأن المشاركة في كأس إفريقيا للأمم تتطلب بنية جسمانية قوية وهو الأمر الذي سيضع لاعب الرجاء في ورطة في حال الإعتماد عليه في هذا المركز شأنه شأن سعيد فتاح الذي يحاول التأقلم مع مركز مدافع أيسر في الوداد ليكون حاضرا به مع الأسود، كل هذا يجعل الطوسي مطالب بالتفكير في توجيه الدعوة لمدافع مونبوليي عبد الحميد الكوثري، لأنه الأجدر في الجهة اليسرى والدليل القاطع على ذلك ما يرسمه من لوحات رفقة فريقه مونبوليي بشهادة مدربه روني جيرار. مباراة النيجر أمام المغرب وبرغم حسمها من طرف الأسود المحلية بثلاثية، إلا أنها كشفت مجموعة من النواقص لدى العناصر الممارسة بالبطولة، صحيح أن اللاعبين كان معظمهم تحت ضغط تأكيد الذات لإقناع الطاقم التقني بإمكانياتهم، لكنهم عجزوا عن إستثمار مجموعة من الفرص وضيعوا فرصا تؤكد أن الفارق بين الهواية والإحتراف كبير للغاية.. لذا فالزيارة التي سيقوم بها الطوسي ومعاونوه لأوروبا سيتأكدون فيها وسيقفون عن قرب على ضرورة الإستعانة بالعناصر التي تلقت تكوينها خارج الحدود، ليس لفشل المنتوج المحلي بل لعدم قدرته على تحمل المسؤولية والكان على الأبواب.. إلا من رحم ربي.