أعلن المئات من الجمعيات والأحزاب والنقابات والمثقفين في المغرب رفضهم للتطبيع مع إسرائيل ولزيارة "مرتقبة" يجريها جاريد كوشنر كبير مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى بلادهم. جاء ذلك في عريضة شعبية ضد زيارة كوشنر وقع عليها أكثر من 300 جهة وشخصية مغربية بعد ساعات قليلة من إطلاقها الأربعاء، ولا تزال مفتوحة للتوقيع. وتحت عنوان "فلسطين ليست للبيع ولا للمقايضة"، قال الموقعون إن العريضة تأتي ردا على "الترويج الإعلامي الأمريكي والصهيوني لجولة جديدة للمدعو كوشنر إلى المغرب على أصداء ما يسمى اتفاق السلام الخياني الإماراتي الصهيوني ومحاولات واشنطن والكيان الصهيوني إقحام المغرب نحو مربع التطبيع أسوة بالطرف العربي في هذا الاتفاق المشؤوم". وأضافوا: "نحن الموقعون أسفله بأشخاصنا وصفاتنا وانتماءاتنا ومسؤولياتنا، نعلن رفضنا المطلق للزيارة المشؤومة لهذا الشخص، ونعتبر حضوره على أرض المغرب أمرًا مرفوضا". وفي 13 غشت الماضي، توصلت الإمارات وإسرائيل، إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، قوبل بتنديد فلسطيني واسع، حيث اعتبرته الفصائل والقيادة الفلسطينية، "خيانة" من أبوظبي وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني. وأكد الموقعون على العريضة أن "المغاربة يعتبرون فلسطين قضية وطنية، ويعتبرون الكيان الصهيوني كيان غصب واحتلال وعنصرية وإجرام لا يمكن مطلقا التطبيع مع وجوده ولا التعامل معه بأي شكل من الأشكال". ورفضوا "كل محاولات الضغط والابتزاز التي تقودها الإدارة الأمريكية منذ فترة بحق المغرب، دولة وشعبا، لتركيعه عبر مقايضته بقضاياه الوطنية السيادية والزج به في سياق موجة التطبيع الخيانية والتي تتصاعد مع ما سمي (الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي) الغادر". ومن الموقعين على العريضة جمعيات غير حكومية مدافعة عن القضية الفلسطينية مثل "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، و"فيدرالية أحزاب اليسار الديمقراطي" (تضم 3 أحزاب يسارية معارضة)، و"حركة التوحيد والإصلاح" الذراع الدعوية لحزب "العدالة والتنمية" قائد الائتلاف الحكومي. كما وقع على العريضة عدد من أكبر النقابات في البلاد، مثل "النقابة الوطنية للصحافة المغربية" و"الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان" (يضم عشرات الجمعيات الحقوقية)، إضافة إلى هيئات أخرى ونشطاء وأكاديميين وخبراء. ومنذ الأربعاء الماضي، يجري كوشنر زيارة إلى منطقة الشرق الأوسط بدأها بالأردن حيث التقى الملك عبدالله الثاني، قبل أن يتوجه إلى إسرائيل، ومنها سافر برفقة وفد إسرائيلي إلى أبوظبي الإثنين. وعلى مدار يومين، عقد الوفد لقاءات مع مسؤولين إماراتيين بارزين انتهت، الثلاثاء، بتوقيع اتفاقيات تعاون عدة بين أبوظبي وتل أبيب. وظهر الثلاثاء، غادر كوشنر إلى البحرين حيث التقى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ومنها إلى السعودية مساءً حيث التقى ولي العد محمد بن سلمان. فيما نقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية عن مسؤول في البيت الأبيض إن الزيارة ستشمل أيضا المغرب دون تأكيد رسمي من الرباط أو واشنطن بالخصوص حتى الساعة 11:50 ت.غ. وذكرت تقارير أمريكية أن الزيارة تهدف إلى إلى إقناع دول عربية أخرى بالتطبيع مع تل أبيب، وحشد أكبر عدد من الزعماء العرب لحضور حفل التوقيع الرسمي على اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي المزمع عقده في الولاياتالمتحدة في وقت لاحق.