بدعوة من البرلمان البرازيلي قام وفد برلماني مغربي يتكون من النائبة البرلمانية كنزة الغالي عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية والنائبين البرلمانيين جميلة المصلي وعبد الله أكفاس عن فريق العدالة والتنمية والنائبة البرلمانية كجمولة أبي عن حزب التقدم والإشتراكية والنائب البرلماني سيدي محمد الجماني عن جزب التجمع الوطني للأحرار والسيد ولد بن مبارك محمد نجيب مسؤول عن العلاقات الثنائية بمجلس النواب. وقد استقبل الوفد المغربي من قبل رئيسة لجنة العلاقات الخارجية والدفاع بالبرلمان البرازيلي السيدة بربيتوا الميدا، يوم 26 نونبر 2012 بمدينة برازيليا. وفي مداخلتها بمعية باقي أعضاء الوفد المغربي الذي تناول كل منهم الكلمة على حدة، شددت الدكتورة كنزة الغالي على ضرورة تفعيل الشراكة بين البلدين المغرب والبرازيل لتشمل الجانب الإقتصادي، مع التركيز على الجانب الفكري والثقافي الذي يعرف تقاربا مهما يمتد إلى فترة الاندلس والذي لا تزال معالمه ثابتة إلى وقتنا الحاضر في البرازيل، كما عرجت للحديث عن جملة من المكتسبات التي حققتها المرأة المغربية في العديد من المجالات و من أبرزها المجال السياسي. وفي ختام حديثها أكدت الدكتورة كنزة الغالي على ضرورة إحداث تقارب بين الشعبين والتعريف بثقافة وحضارة الشعبين، حتى لا يظن البعض أن المغرب بلد يقع قرب الهند وليس في شمال إفريقيا، كما ركزت أيضا على وجوب تعزيز التعاون في المجال البيئي، خصوصا في ظل التحولات المناخية التي يعرفها العالم، والدور الذي تضطلع به البرازيل في هذا المجال، لكونها تتوفر على الأمازون، أو رئة العالم كما يسميها المختصون. بدورها رحبت السيدة ألميدا بالوفد البرلماني المغربي، وتمنت له مقاما طيبا بالبرازيل، كما أشادت بتواجد العنصري النسوي ضمن تشكيلته، واعتبرت أن المرأة المغربية أبانت عن نضج تجربتها التي يمكن أن تعتبر رائدة في عدة مجالات، خاصة المجال السياسي والبرلماني، حيث أن تمثيليتها في البرلمان المغربي تفوق تمثيلية المرأة البرازيلية في البرلمان البرازيلي، إذ لا يتعدى عدد النساء البرلمانيات في البرازيل 45 امرأة من أصل 513 برلماني، أي بنسبة 10% ، وأوضحت في هذا الصدد أن النساء البرازيليات يناضلن من أجل ارتفاع هذه النسبة إلى 30% ، ضمن التشكيلة البرلمانية وليس فقط ضمن لوائح المترشحات كما هو عليه الوضع حاليا. ولم يفت السيدة ألميدا، إطلاع الوفد البرلماني المغربي على التدابير المتخذة من قبل الحكومة البرازيلية الجديدة والتي تشكل استمرارا لنهج الحكومة السابقة، سواء في الجانب المتعلق بإيجاد فرص الشغل عن طريق تشجيع الصناعة التقليدية والمحلية، أوالرفع من مستوى جودة التعليم، وإرسال بعثات طلابية للخارج للتكوين في مجال التكنولوجيا بمختلف معاهد البحث العلمي بالعالم. أما فيما يخص العلاقات الخارجية للبرازيل فقد أكدت السيدة ألميدا، على أن البرازيل نهج سياسة الانفتاح على الدول العربية والإسلامية والإفريقية، وذلك منذ بداية حكم الرئيس السابق إغناثيو لولا. كما أبرزت أن البرازيل أصبح يسعى جادا للعب دور الوساطة في قضايا عالمية كبرى، وبؤر التوتر المستعصية في باقي المعمور، وأنه ماض في سياسة التسلح التي يطورها حاليا لحماية مصالحه وتقوية دوره الجيو استراتيجي في العالم. وختاما أشادت النائبة البرلمانية البرازيلية بالتجربة المغربية ضمن تجربة مسار ما اصطلح عليه بالربيع العربي الذي عرف منحى هاما وسلميا في المغرب، لكون الربيع العربي الذي عرفه المغرب له طابعه المميز عن باقي تجارب الدول العربية الأخرى. ولم يفت الوفد المغربي الإشارة إلى الدور الهام الذي يضطلع به المغرب من أجل استتباب الأمن و الاستقرار في المنطقة ، وكذلك جهوده المبذولة من أجل تعميم السلام والرخاء. كما تحدث الوفد أيضا عن الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب كحل بديل للنزاع المفتعل حول القضية الوطنية بالأقاليم الجنوبية، والذي تؤججه الجزائر ويروج له الانفصاليون الذين يسبحون في فلكها. جدير بالذكر أن الوفد المغربي سيواصل سلسلة لقاءاته بالمسؤولين الحكوميين بالبرازيل، حيث حضر مساء يوم 27 لقاء ترأسه وزير الدفاع البرازيلي للحديث عن مشروع البرازيل في مجال التسلح وتقوية الجيش وتطوير تقنياته الحربية في مجال الدفاع، وقد عرف هذا اللقاء مشاركة العديد من الأكاديميين وممثلي جمعيات المجتمع المدني وشخصيات برازيلية أخرى، إلى جانب دبلوماسيين وسفراء أجانب. كما سيحضر الوفد المغربي ابتداء من يوم 28 نونبر المنتدى الاجتماعي العالمي ببورتو أليغري، حيث سيلقي كلمة ضمن ورشة البرلمانيين في المنتدى حول القضية الفلسطينية وما يجري من انتهاكات وهجوم همجي على غزة، وذلك بحضور السفير الفلسطيني بالبرازيل.