إن رأيت أمما تقدمت وجعلت من نفسها أمما عظيمة ،أنظر لتعليمها ومدى اهتمام شعوبها بالعلوم ،فاليابان مثلا أرض على أرخبيل به اكثر من 3000 جزيرة ،لا ثروة طبيعة ولا غازية ولا حتى ارض مستقرة ،وهي الآن تنافس الدول العظمى ،ولها مكانها بين عمالقة الإقتصاد العالمي ،ليس بمقولة الكاروشي ولا لكونهم كائنات فضائية كما يزعم البعض محاولا ايجاد تبرير واهيا يلعق عليه فشله ،بل بالتعليم والإهتمام بالعلوم لا غير ،وهذه هي الحقيقة المغيبة عند كثير من الناس في أوطاننا ،مدافعين عن أوهامهم بأن العلوم بدأت عندنا ،رغم أن جل الدراسات في سير أعلام مشهورين ثبتت أن أصولهم ليست بعربية ،ولكن نفس هؤلاء ينتظرون مختبرات التحليلات في الغرب على أحر من الجمر ليخلصوهم من وحش كورونا الذي وضعنا أمام المرآة كبلدان ناقصة علم وعقل ،والغريب عندما تناقش أحدهم بالمنطق الأريسطي والذي لولاه لما تأسست العلوم أصلا ،المبنية على جملة شهيرة" لا يوجد شيء من لا شيء "يهاجموك بالحداثة وبأنك تدافع على العلم لكونهم هم لايعيشون الحداثة ،فالهاتف الذي بين أيديهم والانترنيت الذي لولاه لما قرأوا هذا المقال هو حديث شاء من شاء وأبى من أبى ،بل يتعدو ذلك بوصفي بالتفلسف متناسينا هؤلاء أو متعامين عن قول الحقيقة أن أغلب علماء المسلمين كانوا فلاسفة ولعل ابرزهم ابن رشد القرطبي واسحاق الكندي وجابر ابن حيان وغيرهم ، متسائلا بدوري متى كانت الحكمة توجد بين الجماعة ،الحكمة والحق هو لازمة الفرد منذ أن كانت الأرضُ أرضاً ، بعد كل ما جاء اعلاه لايسعني الا ان اقول ما كانت تقول العرب "نحن في عيش ، لو علم به الملوك لجالدونا عليه بسيوف "،و كم هو صعب كما يقولون المغاربة في العامية "أن تاكل في الصحفة وتدعيلها بالهراس" .