أثار انتباهي وأنا أتصفح موقع تويتر تغريدة للدكتور حسن أحمد الدقي جاء فيها :"بلغ من دلتنا أن نستنجد بمنظمات حقوق الحقوق عند النصارى وتزور الساقطات سوريا وولاة أمرنا في قصورهم تقلم لهم أظافرهم." وصاحب هذا الكلام مفكر وازن ورجل له تقله في ساحة الفكر والعمل كيف لا وهو صاحب كتاب ملامح المشروع الإسلامي إلا أنني اضطررت إلى أن أقف أما كلامه لأسجل بعض الخواطر والملاحظات فأقول: لا شك أن الذي يقصده الدكتور بالساقطة هي النجمة الأمريكية "إنجيلينا جولي" التي قامت بزيارة لمخيمات اللاجئين السوريين وتبرعت لهم بالآلاف من الدولارات وسجلت تضامنها معهم في محنتهم ومصابهم,وهي الخطوة التي لم تستطع أن تقوم بها كل "الفنانات"العربيات اللائي يعتشن ويقتتن من عائدات أجسادهن وكذا الفنانين شركائهن في الحرفة . كما هو معلوم وكما كتبنا من قبل وكتب غيرنا فالثورة السورية هي الثورة الفاضحة التي فضحت كل القوى والكيانات والشخصيات والإيديولوجيات وأظهرتها على حقيقتها,ومن بين ما أظهرته على حقيقته مفهوم العهر نفسه لان الدكتور تحدث عن النجمة الأمريكية كساقطة بمعناها المرادف للعاهرة,لقد اكتشفنا مع الثورة السورية أن العيب وانعدام الشرف لا يكمن في العهر والدعارة بمعناهما المعروف (تجارة الجسد),لكن العهر الحقيقي والدعارة الحقيقية هي دعارة الفكر والعقيدة والضمير والمبدأ (تجارة الضمير). لقد انتظرنا حتى اندلاع الثورة السورية المجيدة لنكتشف أن انجيلينا جولي آية في الشرف الأخلاقي والنقاء المبدئي ويقظة الضمير وأن الشيخ أحمد حسون و رمضان البوطي الذين ضللنا ردحا من الزمن ننعتهم بالأئمة الفضلاء والعلماء الأجلاء نقبل أيدهم ونطأطئ رؤوسنا بحضرتهم ونكيل لهم قصائد المدح والإطراء كرموز للأمة وعلماء للملة نكتشف مع الثورة السورية أنهما رمزان للدعارة العقدية والعهر الأخلاقي ودناءة وموت الضمير,لقد اكتشفنا أنهما وأمثالهما قمة في السفالة والإجرام وانعدام الشرف والرجولة وحتى الإنسانية. أنا لا يهمني أن انجيلينا جولي ظهرت في مشهد ساخن مع أنطونيو بانديراس في احد أفلامها , أنا متأكد أنها في تلك اللحظة لم تكن تعلم بوجود بلد على الخريطة يسمى سوريا , لكن لما علمت بوجود محنة إنسانية هناك هبت إليه وقدمت له المساعدات وأنصتت بحزن إلى أنات الثكالى وصيحات المكلومين والمحرومين.دون أن ننسى أن هذه السيدة الشريفة احترمت الدوق العام في زيارتها فلبست الحجاب والزي المحتشم,وتصادفت زيارتها مع الضجة لتي أثارها الفيلم المسيء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "براءة المسلمين" فاستنكرت الفيلم وحثت المسلمين على الدفاع عن دينهم ونبيهم ,فأي شرف هذا وأي نبل ورقي أخلاقي هذا الذي حث هذه السيدة على مواقفها هذه.بينما علماء الأمة ورموزها وأشرافها أمثال البوطي وحسون ونصر الله.. رمز الممانعة المزعومة يفتكون بالشعب السوري الأبي ويهدمون المنازل والمخابز والمستشفيات والمساجد ويقتلون الناس بالجملة, ويرفعون رصيدهم كل يوم على صعيد القتل وإبادة الإنسان إما بشكل مباشر أو عبر فتاويهم ومواقفهم الرخيصة التي يبيعونها مع شرفهم وإنسانيتهم بدراهم معدودة. كلا السيدة انجلينا جولي في منتهى الشرف والإنسانية بينما الشيخ حسون ورمضان البوطي صاحب "كبرى اليقينيات الكونية" و" فقه السيرة "..وغيرهم رموز للبغاء والعهر لأن العاهرة التي تبيع جسدها لا يعود ضررها إلا على نفسها بينما بغاء هؤلاء ودعارتهم وعهرهم الفكري والعقدي يعود بالويلات والرزايا على الأمة بأكملها. الله تعالى بين لنا مصير بلعام ابن باعوراء العالم الذي أتاه الله آياته فانسلخ منها..وبين لنا مصير سدنة الظالمين كهامان وجنود فرعون..لكن نبهنا على لسان رسوله الكريم إلى أن امرأة بغيا دخلت الجنة ليس لأنها ساعدت وأطعمت آلاف الناس وقدمت لهم ما يحتاجونه واستنكرت ما يلحقهم من ظلم وبغي.. لا بل دخلت الجنة لأنها سقت كلبا شربة ماء فغفر الله لها وجزاها بالجنة.. شكرا انجيلينا جولي...نأنأأهننيين