يمكن أن يزيد تناول الوجبات السريعة بشكل متكرر من خطر الإصابة بالعقم والسرطان، ولكن ليس للسبب الذي قد يفكر فيه معظمنا. وأظهرت نتائج دراسة حديثة حللت عينات دم مأخوذة من 10 آلاف متطوع، بحثا عن مواد كيميائية سامة تسمى PFAs المعروفة ب "المواد الكيميائية إلى الأبد"، أن أولئك الذين يتناولون الوجبات السريعة لديهم معدلات مرتفعة من PFAs في دمائهم، مقارنة بغيرهم ممن يتناولون الطعام المنزلي.
وتحظى مواد PFAs بشعبية في صناعة الوجبات السريعة، كونها مقاومة للشحوم. وتظهر في أغلفة البرغر وأكياس المعجنات وصناديق البيتزا.
ورُبطت المواد الكيميائية هذه التي يصنعها الإنسان، بالعقم وكذلك السرطان وأمراض الغدة الدرقية وارتفاع الكوليسترول في الدم.
وفي الدراسة، قام باحثون من معهد Silent Spring في نيوتن، ماساتشوستس، بالبحث في البيانات المأخوذة من 10 آلاف و106 مشاركين في الولاياتالمتحدة.
وطُرحت أسئلة مفصلة على المتطوعين حول ما تنالوه خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، و7 أيام، و30 يوما، و12 شهرا.
ووجد الباحثون أن الأفراد الذين يتناولون وجبات مطبوخة في المنزل في كثير من الأحيان، لديهم مستويات أقل بكثير من PFAs في أجسادهم. وتبين أن أولئك الذين تناولوا المزيد من الوجبات السريعة بشكل متكرر في المطاعم، أظهروا مستويات أعلى من المركبات السامة في دمائهم.
وقال فريق من الأكاديميين إن النتائج التي نُشرت في مجلة Environmental Health Perspectives، تشير إلى أن PFAs تتسرب إلى وجباتنا من عبوات وأغلفة الطعام.
ويأمل الباحثون أن تساعد النتائج الأخيرة المستهلكين على تجنب هذه المواد، وتحفيز المصنعين على تطوير مواد أكثر أمانا لتغليف المواد الغذائية.
وسابقا، خلصت دراسة إلى أن المواد الكيميائية هذه "لها تأثير كبير على صحة الرجل، لأنها تتداخل بشكل مباشر مع المسارات الهرمونية، التي قد تؤدي إلى العقم عند الذكور".
وفي عام 2017، ربط باحثون Silent Spring الوجبات السريعة ب PFAs، بعد تحليل 400 منتج غذائي من 27 مطعما للوجبات السريعة، في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة. ووجدوا أن ما يقرب من نصف عبوات الورق و20% من عينات الورق المقوى، مثل صناديق البطاطا المقلية والبيتزا، تحتوي على PFAs.
ويوجد أكثر من 3000 نوع مختلف من PFAs، ومعظمها غير ضار بالبشر. لكن بعض الإصدارات، مثل حمض البيرفلوروكتانويك (PFOA) وسلفونات البيرفلوروكتان، لا تتحلل في البيئة أو في الجسم ويمكن أن تؤدي إلى مجموعة من المشكلات الصحية.
وتشمل المخاطر المحتملة الأخرى زيادة الوزن والتغيرات الهرمونية واضطراب الغدة الدرقية، وانخفاض الوزن عند الولادة والتهاب الأمعاء.