دعت مجموعة فايسبوكية مغربية تطلق على نفسها اسم "ما معيدينش"، إلى عدم الاحتفال بعيد الأضحى، ووصفت شعيرة ذبح الأضحية بالهمجية والسادية. بعد حركة "مالي" التي كانت أول السباقين إلى الدعوة الى الافطار العلني خلال نهار رمضان. وما خلفته دعوتها الى تقنين الإجهاض من جدل واسع لا زال صدى صوتها لم يخب بعد. خصوصا مع وصول سفينة الإجهاض، التي اعتبرها جزء كبير من المغاربة استفزاز لمشاعرهم ودعوة صريحة الى قتل النفس.
وبعد حركة ما صايمينش التي دعت الى الافطار خلال نهار رمضان، ودعت إلى إلغاء فصول القانون التي تجرم المفطرين جهارا. تعود اليوم ومع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك، حركة فايسبوكية تطلق على نفسها اسم مجموعة "ما معيدينش"، لتدعو الى عدم الاحتفال بالعيد الكبير ووصفت طقوسه وشعائره بالهمجية والسادية، ونعتت المحتفلين به بالرجعيين والمتخلفين.
ويستند أعضاء هذه الحركة في دعوتهم هذه، إلى كون عيد الأضحى في نظرهم هو سنة مبنية على أسس هشة. وبأن ابراهيم الخليل رأى في المنام أنه يذبح إبنه، وعندما هم بتنفيذ ما حلم به، نزل عليه كبش من السماء، ومنذ ذلك الحين، يضيف أعضاء حركة "ما معيدينش"، أصبح عيد القرابين شعيرة إسلامية راسخة مبنية على أساطير الأولين.
وفي الصفحة الفايسبوكية الخاصة ب "ما معيدينش"، والتي أنشأتها هذه الحركة من أجل الدعوة إلى أفكارها، كتب زكرياء لمزوري مؤسس المجموعة، بأن عيد الأضحى في حقيقته يستند على رغبة أب في قتل إبنه للتقرب إلى الله. ويضيف مؤسس المجموعة بأن أساس الفكرة غير منطقي، مفسرا بأن الله أمر عبده بذبح إبنه، وحاول العبد تنفيذ رغبة خالقه، والإبن رضي بهذه التضحية، ثم يأتي كبش من السماء ليفدي الإبن... كل هذه التسلسلات، يوضح زكرياء على الفيسبوك، تؤسس لفكرة غير منطقية مبنية على التخلف والجهل.
الحركة التي رفعت شعار: "لا للهمجية.. لا للسادية.. جميعا ضد عيد الأضحى"، لقيت تجاوبا خجولا على الفيسبوك، ولم يتعدّ عدد أعضائها المئتان. ويؤكد أعضائها بأن سبب الدعوة ليس تقززهم من مظاهر الذبح والسلخ ولا إشفاقهم على الخراف، ولا هي دعوة للتوقف عن أكل اللحوم، ولكن لأن في رأيهم أساس الفكرة غير منطقي وهو لا يعبر إلا عن التخلف والجهل والرجعية. هكذا يرون الاحتفال بعيد الاضحى وبشعائره وطقوسه.
غير بعيد عن الحركة، يرفع أناس آخرون شعار "لا لشراء أضحية العيد". إلا أن أسباب هؤلاء تختلف عن أسباب "ما معيدينش". فإما نجد نساء ضجرن من متاعب أشغال العيد خصوصا مع سفر خادماتهم ليعيدن مع ذويهم. فلا يجدن طاقة للأضحية وما يرافقها من أشغال شاقة، فيفضلن شراء اللحوم الجاهزة. أو نجد أناسا حزموا حقائبهم وانخرطوا في برامج شركات أسفار سياحية توفر عروضا لتمضية العيد سواء خارج المغرب أو داخله. وقد نجد موظفين مغلوبين على أمرهم ضاقوا ضرعا من شركات قروض الاستهلاك، وفضلوا التضحية بأضحية العيد.
الأسباب عديدة لعزوف البعض عن الاحتفال بعيد الأضحى وطقوسه، فهناك من لديه قناعات خاصة، وهناك من يجد نفسه مجبرا على ترك هذه السنة. إما لضيق ذات اليد. أو أنه ينأى بنفسه عن كل ذلك.. لكن السؤال الذي يظل مطروحا، ما هو السر في خروج مجموعات وحركات تدعو الى رفض كل السنن والمعتقدات؟ وما هو السر في تنصيب البعض نفسه ناطقا باسم المغاربة ورافضا لما دأبوا عليه منذ عصور وأزمنة؟ وهل سيجد هؤلاء صدى لدعوتهم كما وجدها من سبقوهم؟ أم أنها دعوة لا تعدو كمن يعزف الربابة خلف ذيل بعير؟