تمكن أطباء مغاربة، اختصاصيون في علاج وجراحة المسالك البولية، من إدخال تقنية جديدة لجراحة البروستات لدى الرجال، نتيجة تضخم الغدة المسؤولة، ما يؤدي إلى حدوث اضطرابات في الوظائف البولية والجنسية عند الرجل. وتعرف التقنية الجديدة باسم "إيكس. ب. س.180" (XPS 180)، وتعمل وفق ذبذبات سريعة ومكثفة ل"لازير الضوء الأخضر"، المعروف بالاصطلاح الطبي le lazer green light، الذي يسمح بإزالة التضخم خلال وقت وجيز، لا يتعدى ربع ساعة، حسب ما أكده الروفيسور رضوان ربيعي، أستاذ في كلية الطب والصيدلة في الدارالبيضاء، في تصريح ل"المغربية". وتمكن عشرات المغاربة المصابين بالبروستات غير السرطاني من إجراء عملية "تكريط" البروستات، حسب الاصطلاح المتداول بين المرضى والأطباء في المغرب، ما يسمح بتنظيف البروستات الوسطى، ومقاومة احتباس البول داخل المثانة، دون ظهور أي أعراض جانبية عليهم، وتمكنهم من استئناف حياتهم الطبيعية خلال اليوم التالي للعملية، حسب توضحيات رضوان ربيع، المتخصص في جراحة المسالك البولية بمستشفى ابن رشد في مدينة الدارالبيضاء. واعتبر الاختصاصي ذاته أن اعتماد هذه التقنية الحديثة يعد ثورة علمية في مجال جراحة المسالك البولية بالمغرب، وقال إنها "تفتح مجال توسيع قاعدة المستفيدين، بغض النظر عن أعمارهم، ومهما كان حجم التضخم في البروستات، وبغض النظر عن المشاكل الصحية الأخرى لدى المريض". وأوضح ربيعي، العضو في الجمعية العالمية لجراحة المسالك البولية، أن الجراحة بواسطة (XPS 180) تسمح للمريض بمغادرة المصحة دون حاجة لربط المثانة بأي أنبوب طبي، أو ما يعرف ب"التيو"، إذ يمكن للمريض التبول بشكل عاد، واستعمال جهازه البولي بشكل اعتيادي. وتستند هذه التقنية إلى استعمال ضوء أخضر، يسمح برفع درجة حرارة البروستات إلى 180 "واط "، ما يسمح بذوبان سريع للأنسجة الداخلية، التي تسبب مشاكل في البروستات، وتزيد فعالية عن استعمال لازير الضوء الأخضر بدرجة حرارة محددة في 120 درجة مائوية. وشدد ربيعي على أن استعمال التقنية الحديثة لا يتضمن أي مخاوف من الإضرار بالوظيفة التناسلية والجنسية للمريض، إذ يحتفظ بإمكاناته في القذف، والاحتفاظ بإنتاجه العادي من الحيوانات المنوية، مع استرجاع قدرته على التبول دون الشعور بأي آلام، أو ما يعرف ب"حريق البولة". وأوضح الاختصاصي أن هذه التقنية "لا تتسبب في حدوث أي نزيف دموي لدى المريض، أو في تعفنات جراحية أو التهابات، ما يسمح للمريض بالاستمرار في أخذ العلاجات اللازمة لأمراض أخرى يشكوها". وترتبط 30 في المائة من الاستشارات الطبية لدى الاختصاصين في المسالك البولية بالمغرب بمشاكل البروستات لدى الرجال، الذين تفوق أعمارهم 50 سنة. يشار إلى أن كلفة هذه التقنية تتراوح بين 20 و30 ألف درهم، ويجري التفكير في إدخالها إلى مصالح جراحة المسالك البولية بالمستشفيات الجامعية، بعد تعميم التغطية الصحية عن المرض، كي لا يظل العمل بها مقتصرا على بعض المصحات الخاصة في المغرب، علما أن المرضى المتوفرين على تغطية صحية يستفيدون من استرجاع جزء من نفقاتهم الجراحية والاستشفائية.