ذكرت صحيفة "ديلى ميل" أن باحثين من جامعة يورك البريطانية قاموا بتزويد نمل الغابات بأجهزة استقبال لاسلكية بالغة الصغر فى أول تجربة عالمية لاكتشاف كيفية تواصلها وتنقلها بين مستعمراتها المعقدة. وأنه من المقرر لهذا المشروع البحثى أن يستغرق ثلاث سنوات فى "لونغشو" التابعة لناشونال ترست، وهى منظمة أسست لحفظ المواقع التاريخية البريطانية، فى مقاطعة دربيشاير، حيث تتم حماية هذا النوع من النمل النادر دوليا، وهذا الموقع الفريد يضم أكثر من ألف عش وهو مأوى لنحو خمسين مليون نملة عاملة. وأفادت الصحيفة أن البحث يشمل ألف نملة نادرة سيقوم خلالها الخبراء بإمساك النمل الذى يبلغ حجم الواحدة منه حجم ظفر إبهام شخص بالغ، بعناية وتركيب أجهزة الاستقبال التى يبلغ طول الواحد منها ملليمترا، على ظهر كل واحدة ومتابعة النتائج لاكتشاف كيفية تواصل الحشرات مع بعضها اجتماعيا. وأشارت الصحيفة على لسان أحد الباحثين إن: "أجهزة الاستقبال اللاسلكية ستعمل كرمز شريطى (باركود) لتمييز كل نملة على حدة، والنملة وحدها ليست نشيطة بمفردها لكنها جزء من نظام متقن يقوم بعمله بكفاءة بالغة، والطريقة التى يستخدم بها النمل هذه الشبكة لها تضمينات مهمة لكيفية تفاعل النمل مع بيئته، والطريقة التى تمرر بها المعلومات عبر الشبكات قد يكون لها تضمينات أيضا لشبكات معلوماتنا واتصالاتنا اللاسلكية". وأوضحت الصحيفة أنه يمكن استخدام النتائج أيضا فى تطوير برامج حاسوبية مثل "فيس بوك وتويتر"، حيث إن النمل نوع من هذه الروابط الشبكية الاجتماعية الماهرة، وقد تقدم الطريقة التى تنقل بها هذه الحشرات المعلومات بأقل كم من الحركة، أفكارا لشبكات المعلومات البشرية مثل الإنترنت.