عرف العالم أجمع وعبر مر التاريخ، ظهور عدة تيارات تنسب نفسها إلى الدين الإسلامي دون لإلمام بعقائده...من أهم هذه التيارات، تيار السلفية الجهادية، الذي عرف توسعا كبيرا في العالم العربي خاصة، حيث عمد(التيار) الى الدعوة للجهاد، وتكفير رؤساء دول واتهامهم بالإرتداد...بل الأدهى من ذلك تكفير دول بأكملها كتكفير دولة السعودية, ويشتهر هذا التيار(السلفية الجهادية) بوضع شيوخه لكتب تؤصل أفكارهم وتسهل عليهم استقطاب أتباعهم نظرا لبعدهم عن أصول الدين الإسلامي وضعف قدرتهم على التمييز بين ما هو حق وما هو باطل... في هذه الوثيقة المتداولة بين أبناء تيار السلفية التقليدية، والتي يشن من خلالها التيار حملة قوية ضد ما يسمى بالسلفية الجهادية، تتم محاولة هدم الأصول العقدية للسلفية الجهادية، كتيار متعصب/إرهابي، كما تقارن الوثيقة بين السلفية الجهادية والسنة، وموقف الجهاديون من الديمقراطية... فمن هم شيوخ السلفية الجهادية؟ وماهي أصولهم الفكرية التي أسس عليها هذا التيار؟وكيف ينظرون للعالم؟ من خلال وثيقة السلفية التقليدية بالمغرب تيار جديد بأصول قديمة بدأت تظهر على سطح الأحداث في الفترة الأخيرة أفكار فرقة جديدة الاسم ، قديمة الأصل ، عرفت ب " السلفية الجهادية، " .وذلك لاحتراف أصحاب هذه الفرقة العزف على وتر الجهاد والمتاجرة بمآسي المسلمين و... !! ، والواقع المرير الذي تعيشه الأمة الإسلامية من ذل وهوان ناتج من بُعد كثير من أبنائها بالتمسك بأصول دين الإسلام ، والانغماس فيما حرم الله ، جعل لأصحاب هذه الفرقة الأرض الخصبة لزرع بذورهم بسهولة ويسر في عقائد بعض الشباب،وتقول الوثيقة التي ننفرد بنشرها:"... بيد أن أخبث ما يُدندن حوله قادة هذه الفرقة هو :استباحة أراض الحرمين الشريفين بحجة التخلص من آل سعود المرتديين..."،وقد وضع شيوخ هذه الفرقة عدة كتابات تؤصل هذه الفكرة في عقول صبيانهم ومتبعيهم .ولعل أشهرها ما كتبه أبو محمد المقدسي عصام برقاوي " في كتابه " الكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية !! "، وكذلك عامة كتابات " أبو قتادة الفلسطيني " ، وصاحبه " أبو بصير عبد المنعم حليمة " أغلبها تؤصل لهذه الفكرة،إضافة إلى ما سطره شيخهم الأكبر " الظوهري " من تكفير علماء هذا البلد ، وأنهم عُباد للطواغيت ، وكلامه في الشيخ " ابن باز " رحمه الله أشهر من أن يُذكر ،وهذا الذي يسعى إلى تنفيذه قادة هذه الفرقة ليس إلا سيراً على وصايا مؤسس أفكارهم ؛ فقد قال كبيرهم " سيد قطب " قديماً مجلياً لهم معالم الطريق الذي يجب السير عليه لتنفيذ مشروعهم الدموي مستفيداً من تأصيلات شيخه " المودودي ". السلفية الجهادية تتبني دور تكفير مجتمعات مسلمي هذا العصر السلفية الجهادية فرقة منحرفة كسائر فرق المبتدعة في الأمة المحمدية ، اجتزأت قطعة من الدين زعماً منها أنها تمثل الدين كله ، كحال الروافض الذين زعموا أن موالاة أهل بيت رسول الله هي الدين كله ! ؛ وكذلك صوفية العصر " فرقة التلبيغ والدعوة " رأت أن أمر الدعوة إلى الله هو كل الدين ، ولا يشترط حينها العلم أو الطريقة أو منهج الدعوة أو أي شيء .. يكفيك أن تكون داعية إلى الله ،فكذلك " فرقة السلفية الجهادية" اجتزأت فريضة الجهاد من دين الإسلام ثم زعمت أنها الدين كله:"... ومن لم يكن مجاهداً للطواغيت يقصدون : الحكام ، مفسقاً أو مكفراً لعموم المسلمين !! ، فهو أما في الجهاد يَطعن أو للمخابرات العالمية مُسخر....فضلاً عن كونه من المرجئة وعباد الطواغيت ! فهذا ليس محل بحث ...". السلفية الجهادية وربطها ما بين التكفير والتفجير بفريضة الجهاد هذه الفرقة (السلفية الجهادية) واجهتها مشكلة ، وهي أنه تم إلصاق فكر التكفير والتفجير بفريضة الجهاد ، بسب أنه عزف على وتر الجهاد في هذا العصر طوائف من أهل البدع تبنوا إحياء فريضة الجهاد مع تبنيهم فكرة تكفير مجتمعات مسلمي هذا العصر ،حيث يبنى على حديث نبوي يقول :أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين،وتقول الوثيقة:"...فلم يكن بُد من هجرة هذا المجتمع بعد تكفيره بالطبع...فهجروا المدن و مساجدها ، واعتزلوا الناس... وسكنوا البال و الصحاري فراراً بدينهم...عاضدون بالنواجذ على قول " قُطب ! " رحى نحلتهم الخبيثة ، و " سَيِّد ! " أفكارهم المنحرفة ، الأستاذ سيد قطب!!..." اختيار الهجرة محل من حلول مواجهة الكفر والجهالة العزلة التي كان يدندن حولها " سيد قطب " يقصد بها الهجرة من المجتمعات الحالية إذ أنها مجتمعات جاهلية ، والبحث عن بيئة تتحقق فيها الحياة الإسلامية الحقيقية في رأيهم كما عاش الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته عليهم الرضوان في الفترة المكية،فهي عزلة مكانية لمن استطاع الهجرة من هذه المجتمعات ، وعزلة شعورية لمن لم يستطع الهجرة ، فيكون في وسط المجتمع ببدنه منعزل عنه بنفسه:"... بل رأيناهم في جنبات الأرض يخرجون من بلادهم _ بلاد الكفر والردة !! _ إلى أرض التوحيد الخالص أفغانستان...فاعتزلوا المجتمعات بعد تكفيرها ، وسكنوا الجبال ، وأصبح واجباً على العصبة المؤمنة _ الجهاديين !! _ جهاد العصبة المرتدة _ عموم المسلمين !! _ ، فجاهدوهم بالقتل والاغتيالات والتفجير كما هو معلوم..." السلفية الجهادية حسب الوثيقة تعتزل المساجد لقد قعد " سيد قطب " للسلفية الجهادية اعتزال مساجد المسلمين لأنها مساجد ضرار ،فاعتزلوها وصلوا في بيوتهم ، فلا تراهم يشهدون جمعة و لا جماعة ،ولكن العجيب حقاً أن سيد قطب لم يكن يشهد صلاة الجمعة لسبب أخر ذكره " علي العشماوي " في كتابه : ( التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين ص / 122 ) حيث قال : " .. وجاء وقت صلاة الجمعة ، فقلت له : دعنا نقم ونصلي _ الكلام موجه لسيد قطب _ ، وكانت المفاجأة أن علمت _ ولأوّل مرة _ أنه لا يصلي الجمعة !! . وقال : " إنّه يرى _ فقهياً _ أنّ صلاة الجمعة تسقط إذا سقطت الخلافة !! ، وأنه لا جمعة إلا بخلافة..." ومعلوم أن التخلف عن شهود الجماعة في المسجد من أسباب ضلال العبد ، ففي صحيح مسلم وغيره عن ابن مسعود _ رضي الله عنه _ قال : " من سره أن يلقى الله غدا مسلما ، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث يُنادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى ، وإنهن من سنن الهدى ، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته ، لتركتم سنة نبيكم ، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد ، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ، ويرفعه بها درجة ، ويحط عنه بها سيئة ، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف " . سيد قطب عمود للسلفية الجهادية وواضع دستورها " سيد قطب " هو هو الأب الروحي والمرجع الأم لفرقة " السلفية الجهادية " وهذا باعتراف شيخ الجهاديين "لا المجاهدين _"في العصر الجديد أيمن الظواهري الذي قال:"... إن سيد قطب هو الذي وضع دستور "الجهاديين!!" في كتابه الديناميت!! : ( معالم في الطريق ) ، وأن سيداً هو مصدر الإحياء الأصولي!!، وأن كتابه " العدالة الاجتماعية في الإسلام "، يُعد أهم إنتاج عقلي وفكري للتيارات الأصولية !، وإن فكره كان شرارة البدء في إشعال الثورة الإسلامية ضد أعداء الإسلام في الداخل والخارج، والتي ما زالت فصولها الدامية تتجدد يوماً بعد يوم..."،ف" السلفية الجهادية " و " التكفير و الهجرة " يسيران على النهج الذي رسمه " سيد قطب " والذي أحيا به أصول وسنن الخوارج في صورة عصرية تتناسب مع ثقافة هذا العصر ولغته، فلا يُغتر هنا باسم السلفية الذي ألصق بهذه الفرقة ، فهم ما نسبوا أنفسهم إلى السلفية إلا زيادة في التمويه ، و خداع لمن لا يعرف حقيقتهم ، لما لهذا المسمى من الإجلال والتقدير في النفوس ؛ اختيار مصطلح السلفية لا يعني التزام الجهاديين بمواقف وآراء السلف إن الأمر لا يتعدى كونه " تغير شكل من أجل الأكل " كما كان يقول الشيخ الألباني:"... يعني : لا ننخدع ولا نغتر بمن تسمى بالسلفية ، لأنه ليس معنى السلفي هو : من وافق السلف في باب الأسماء والصفات فقط ، بل من أتبع أصول السلف في مسائل الإيمان والخروج...فلما نظرنا إلى حال فرقة السلفية الجهادية وجدناهم على منهج الخوارج يسيرون ، فالقوم مرضى بوَرم " حب السلطة وعقدة الحاكمية " ، ولا يفكرون إلا في التكفير ! ، ولا ينشطون إلا للتفجير والتدمير...حصروا الجهاد في منابذة ومقارعة الحكام ، مع التشدق بالشعارات العريضة _ ولا عقيدة _ والتغني بالغيرة على الدين وحرمات المسلمين ..."،بينما الأمر لا يتعدى بعض الخطب الرنانة والعبارات الحماسية ، ثم لا شيء . السلفية الجهادية تكفر كل من شارك في الديمقراطية وتستبيح دمه "... وأنا أعتقد بكفر من رفع راية الديمقراطية في حزب أو تنظيم .... فمن دعا إلى العودة إلى الديمقراطية ... البرلمان والتعددية الحزبية ، وبالتآلف و التحالف الوطني فهو يُقتل ردة بعد استتابته إن كان مقدورا عليه، وبدون استتابة إن كان غير مقدورا عليه...وإعطاء فرصة للدولة الطاغوتية للاطمئنان وترتيب أوراقها للقضاء على الإسلام وأهله..."،مقتطف من كلمة لأيمن الظواهري،تبين موقف جماعته من الديمقراطية،أما تكفيره لجميع حكام المسلمين و جنودهم فأشهر من أن يُذكر ، بل أنه فضل اليهود عليهم فقال في مجلة الأنصار في العدد (119.):" ...من دولة الجزائر والمغرب وليبيا وفلسطين والأردن والسعودية ، فكان من ضمن ما قاله في معتقد جماعته أنها: " لا ترى فرقا بين الرئيس الجزائري المرتد وحكمه ونظامه ، وبين .الملك... المرتد، فكلاهما في الدين الله تعالى مرتد كافر ، وأن حكمهما في القتل والقتال سواء... "وقال أيضا في مدح جماعته بأنها " لا ترى فرقا بين شرطة عرفات تحت راية وقيادة عرفات، وبين الجيش اليهودي وشرطة اليهود ، إلا شرطا واحداً، وهو أن عرفات وحكومته أشد كفراً ، فهم أشد حكما من اليهود ، لكن كلاهما له القتل والقتال... وأن الملك حسين مرتد في الأولى ، ومرتد في الثانية، وليس له إلا القتل والقتال ، هو وشرطته وجهاز مخابراته !!". وقال أيضاً أنها لا ترى فرقا حكومة السعوديين (آل سعود) المرتدين...!!" ، وزاد دولة الكويت في العدد (134) في (ص 5)، .،ثم في غيرها من أعداد أخرى كفر جميع الدول المسلمة. تواجد أوصاف مشتركة بين السلفية الجهادية والخوارج "...ذكرنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر لنا أوصاف للخوارج ...هي ملصقة بهم ، كأنها تجري في دمائهم ، ومن أشهر تلك الأوصاف : قتلهم لأهل الإسلام ، وتقربيهم لأهل الأوثان.. .وقد تم تسليط الضوء على الشطر الأول من هذا الوصف النبوي لفرقة الخوارج المعاصرة المسماة ب " السلفية الجهادية ! " فوجدناه مطابق عليها كأنها تسعى لكي تفوز به ! ؛ وقد مرت النقولات التي تثبت ولوغهم في دماء المسلمين وأموالهم.. ."،كما أن السلفية الجهادية تسعى لتقريب أهل الأوثان ،فالقضية المحورية التي ينطلق منها القوم على مدار الزمان ، ومن خلالها يستقطبون شباب الأمة ، إلا وهي : وجوب تحكيم شرع الله ، والبراءة من موالاة الكفار والتشبه بهم .. وما كفروا أحداً من أهل القبلة إلا من هذا الباب ،فوجوب تحكيم شريعة الرب في الأرض حق لا مرية فيه ، بيد أن القوم مقتفون لسنة سلفهم الهالك من الخوارج ، إذ يرون أنه لا يوجد حكم بما أنزل الله على وجه الأرض قط ! ، ولذلك أصبح أهلها كلهم كفار بما فيهم أهل مكة والمدينة، كما مر النقل عن شيخهم أبي محمد المقدسي:"...وهذا آمر غير مستغرب منهم .. إذ رأوا قديماً أن أحد العشرة المبشرون بالجنة يحكم بغير ما أنزل الله ! فخرجوا على " علي بن أبي طالب " رضي الله عنه لزعمهم أنه حكم الرجال في دين الله ، والله يقول : { إن الحكم إلا لله } ، وهذا ليس موجباً للخروج عليه فحسب ، بل موجب لتكفيره !! فهو إذاً أميراً للكافرين وليس أميراً للمسلمين ، فلا عجب فهذا منهج قديم .. والأفكار لا تموت وإن مات أصحابها.. ." يقول أيمن الظواهري في رسالة ( إعزاز راية الإسلام في تأكيد تلازم الحاكمية والتوحيد ص / 5 ) : (( ﺑﻞ إن ﻣﻌﺮﻛﺔ الحق ﻭالباطل الدائراة ﻋﱪ الزمان ﻣﺎ دارت وﻻ ﺗﺪﻭﺭﺇﻻ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺮﻛﲔ ﻣﻦ ﻋﻘﻴﺪﺓﺍﻹﺳﻼﻡ ؛ ﳌﻦ ﺣﻖ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ؟!لله ﻭﺣﺪﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ؟ ﺃﻡ ﳌﺎ ﻋﺪﺍﻩ ﻣﻦ اﻷنداد ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺀ ؟ وكذلك فإن معركة الإسلام في هذا العصر ما اندلعت ولا احتدت ، ولا احتدمت ، إلا حول هذه القضية البالغة الخطورة ، ولا تواجه وتقاتل وتصارع أنصار الإسلام وأعداؤه إلا حول هذا الركن الركين من أركان التوحيد ! )). وقال المقدسي في كتابه ( تبصير العقلاء ) ( ص / 17 ) : (( هذا التوحيد العظيم _ توحيد الحاكمية _ الذي ندندن حوله ، والذي هو قطب رحى دعوة الأنبياء والمرسلين وأصل الدين رغم أنف كل مكابر ! )) . الفرق بين السلفية الجهادية وأهل السنة فيما يتعلق بالتوحيد "...قلت : أكثر دندنة هذه الطائفة حول توحيد الحاكمية !... ، وأحياناً يتقون فيسمونه ب " التوحيد الخالص " زيادة في التلبيس والتدليس.. ."،أما أهل السنة المتبعون لمنهج السلف إذا تكلموا في التوحيد قالوا : " أنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام دل عليها الاستقراء ، فالله أفتتح كتابه الكريم بقوله : { الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} فقوله تعالى : { الْحَمْدُ للّهِ } دليل على توحيد الإلوهية ، وقوله : { رَبِّ الْعَالَمِينَ } دليل على توحيده في ربوبيته ، وقوله : { الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} دليل على توحيده في أسمائه وصفاته . وكذلك قال الله في كتابه : { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ } فأشار إلى توحيده في ربوبيته وفي إلوهيته وهما مستلزمان لتوحيده سبحانه في أسمائه وصفاته " ،أما فرقة السلفية الجهادية فجعلت التوحيد قسمٌ واحد ، وهو ما يسمى ب " توحيد الحاكمية " الذي أحدثه لهم " سيد قطب " عندما فسر ( لا إله إلا الله ) بأنها لا حاكم إلا الله ، نائياً ومبتعداً عن تفسير القرآن لها ، بل والسنة ، وإجماع علماء السلف ومن بعدهم حتى عصرنا هذا ، بل ومخالفاً كلام العرب الذي نزل به القرآن ،وقد اجتمعت كلمة علماء التوحيد وأئمتها على أن معنى هذه الكلمة العظيمة : لا معبود بحق إلا الله،حيث قعد لهم سيد قطب في ( ظلال القرآن 3 / 135 ) : (( .. أن من أطاع بشراً في شريعة من عند نفسه ولو في جزئية صغيرة فإنما هو مشرك إن كان في الأصل مسلماً ثم فعلها فإنما خرج بها من الإسلام إلى الشرك أيضاً .. مهما بقي بعد ذلك يقول : أشهد أن لا إله إلا الله بلسانه . بينما هو يتلقى من غير الله ، ويطيع غير الله )) ،فالقوم لا يفرقون بين المعصية والشرك ، وربما استعظموا المعصية على الشرك ، ولهذا هم يكفرون تلك المجتمعات التي تُحكم بالقوانين الوضعية ،والمقصود هنا ليس الأنظمة بل المجتمعات بدءً من الحاكم حتى الرعية ، مخالفون بذلك حتى فكر فرقة أخرى ضالة على شاكلتهم وهي " الجماعة الإسلامية " ، وسيأتي التفريق بينهما بعدُ إن شاء الله . يقول سيد فضل الملقب بعبد القادر عبد العزيز والذي قال فيه الظواهري في بيشاور : " عالم الجماعة وإمامها ومفتيها " .قال في كتابه ( الجامع في طلب العلم الشرعي ص / 539 : 540 ) : " ...إن البلاد المحكومة بقوانين وضعية كبلاد اليوم لها أحكام خطيرة ، ومن هذه الأحكام : 1 أن حكام هذه البلاد كفار كفراً أكبر خارجون من ملة الإسلام . 2 أن قضاة هذه البلاد كفار كفراً أكبر خارجون من ملة الإسلام . 3 أن أعضاء الهيئات التشريعية في هذه البلاد كالبرلمان ومجلس الأمة كفار كفراً أكبر . 4 أن الذين ينتخبون أعضاء هذه البرلمانات كفار كفراً أكبر ؛ لأنهم بانتخابهم اتخذوهم أرباباً مشرعين من دون الله ، ويكفر كل من دعا إلى هذه الانتخابات ، وشجع الناس عليها . 5 أن الجنود المدافعين عن هذه الأوضاع الكافرة كفار كفراً أكبر ؛ لأنهم يقاتلون في سبيل الطاغوت ، ويدخل في هذا الحكم كل من يدافع عن هذه الأنظمة المصرية بالقتال ، كالجنود ( 1 ) ، أو بالقول كبعض الصحفيين ، والإعلاميين ، والمشايخ ، وأنه لا طاعة لحكام هذه الدول على مسلم ،كما قال أبو محمد المقدسي في ( تبصير العقلاء ص / 124 ) : (( ولذلك فنحن لا نخجل من إطلاق حكم الكفر والردة على الحكام ، بل نعلنه ولا نكتمه ، ونفخر به ، وندعو إليه في كتاباتنا ، ودروسنا ، ومحاضراتنا ، ونصرخ به في كل نادِ ووادِ ، ونحمد الله أن هدانا وبصرنا به ، فهو ديننا الذي ندين به ! )) ،وأضاف الظواهري في كتابه ( فرسان تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم ) ( ص / 68 ) : (( لقد بدأ الصراع وهو مستمر في تصاعده ، ولن يتوقف قبل تحرير القدس ، ومكة ! ، والمدينة ! ، والقاهرة ، وجروزمي ، إن شاء الله )) تركيز السلفية الجهادية على التكفير "...فهذا هو معتقد القوم .. يتنفسون تكفير ! ، حتى أنه لم يبقي على مذهبهم مسلم على وجه الأرض ! ، ...وأن بلاد الإسلام جميعاً محتلة يجب تحريرها ..."فمن نظر إلى ما أسسه لهم سيد قطب في ظلاله ، زال عنه العجب ، وفهم طبيعة هذه العقلية ، فقد قال في ( 4 / 2122 ) : (( إنَّه ليس على وجه الأرض اليوم دولةٌ مسلمة ! ، ولا مجتمعٌ مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي !! )) ،وقال ( 3 / 1634 ) : (( إنَّ المسلمين الآن لا يجاهدون ؛ ذلك أنَّ المسلمين اليوم لا يوجدون ! ؛ إنَّ قضية وجود الإسلام ، ووجود المسلمين هي التي تحتاج إلى علاج ! ف" سيد قطب " هو قطب رحى أفكارهم، فمن فكره ينطلقون ، وعلى فكره يقاتلون . السلفية ومسألة تحاكمهم فيما بينهم واختيار بلاد عيشهم هل السلفيون الجهاديون يتحاكمون فيما بينهم بما أنزل الله أم بتلك القوانين الوضعية التي كفروا كل من يعيش في بلاد المسلمين بسببها ؟وأين هذه الأرض التي وجدوا أنها أولى من بلاد الإسلام للعيش فيها ؟،فالسلفيون معروفون بتقريب أهل الأوثان ، فمعروف عنهم تكفيرهم لجميع المجتمعات الإسلامية اليوم ، وأن وجود الإسلام اليوم قضية تحتاج البحث ، ولهذا يتوجب قتال جيوش الدول التي تزعم لنفسها الإسلام ،بيد أن المفاجأة أن القوم بعد أن رفضوا العيش في بلاد الكفر والردة بلاد الإسلام على مذهبهم رضوا بالعيش في بلاد التوحيد الخالص بريطانياوأمريكا ،فهذا شيخهم الذي يبكونه ليل نهار ، وأنه سجين الأعادي ، وأنه لن يهنأ للعالم عيش حتى يتم فك أسره : الدكتور عمر عبد الرحمن أمير تنظيم الجهاد المصري والمنسوب إليه فتوى قتل السادات والكاتب العلماني فرج فوده ، فبعد عدة قضايا له في القضاء المصري ، منها : الانضمام لتنظيم الجهاد ، والخروج على نظام الحكم ، وتهيج المصلين ودعوتهم للتجمهر بعد صلاة الجمعة ، والإفتاء بحل دم السادات ، إلا أن محكمة أمن الدولة برأته من تلك التهم ، وتم تحديد إقامته بمنزله في الفيوم ، إلا أنه استطاع السفر إلى أمريكا ليقيم في ولاية نيو جرسي ، ونسب إليه تفجير مركز التجارة العالمي بعدها ، فحكم عليه بالسجن هناك ، وما زال حتى يومنا هذا لم يفرج عنه .فخرج من بلد الأزهر بإرادته ، ولم يجد أرض أولى به في الكون إلا بلاد العم سام ،ويلحق به " أبو قتادة الفلسطيني " أحد أشهر رموز هذه الفرقة ،فلم يحلو له العيش إلا في أحضان دولة "الاستعمار الصليبي "" بريطانيا " ، مما دفع أبو محمد المقدسي بأن يقسم على أنه عميل للمخابرات البريطانية،ولا يغتر بالمقدسي هذا .. فهو يدافع عن منظمة التنصير العالمي الصليب الأحمر ويصفه بأنه طيب ، وأعماله حسنة ، ولا يجوز استهدافهم ، أو قتالهم ، أما أبو مصعب السوري قال في كتابه " مختصر شهادتي على الجهاد في الجزائر ) ( ص / 57 ) " : " ونصحني بعض المخلصين أن أحاكم جريدة الحياة أمام القضاء الإنجليزي . وكان حلماً خيالياً ، فمن أين لي دفع تكاليف المحكمة والمحامين ، وقد علمت لدى أول تقييم لذلك أنه يكلف مبالغ أسمع عنها في الأفلام فقط ! ، ولكن ما كان حلماً حققه الله تعالى ، فقد كان كسب القضية مؤكدا ً ، وقيض الله لي بعض الأصدقاء ليقرضني التكاليف الأولية بعد أن أكد عدة محامين ربحها ، وتوقع إلزام الجريدة بدفع تعويض ضخم لي ؛ جراء تشويه السمعة الذي يعرض حياتي للخطر .وكان القضاء البريطاني على حد من النزاهة يقنع بالوثوق به !!! ". كانت هذه أهم العناوين التي تناولتها الوثيقة الجديدة التي تتداولها السلفية التقليدية بالمغرب ،بل وتتبناها بحذافيرها كسلاح ضد التيار السلفي الجهادي،وتسعى من خلالها إلى محاربة السلفيين الجهاديين وتبيان منزلقاتهم "العقدية" والسياسية،على حد تعبير أحد المتتبعين للحالة السلفية بالمغرب ،والذي اعتبر الوثيقة آخر مسمار سيدق في نعش السلفيين الجهاديين بالمغرب.