للذهب مكانة عالية بين الكثير من السلع والمعادن نظرًا لما يتمتع به من مميزات تجعله مختلف عنهم فى كثير من الأمور، وعلى مدار تاريخ البشرية والذهب يحتل هذه المكانة المتميزة حيث تم استخدامه كعملة وفى صناعة الحلى والمجوهرات وأيضًا مخزن للقمية، ويرتبط الذهب بمعنى الثراء فمهما تقلب فى سعره فسيظل محتفظ بقيمته على المدى الطويل وهذا ما يجعله منفرد عن الكثير من السلع. إن سوق الذهب من الأسواق المالية الهامة للغاية لأنه يمثل الملاذ الآمن والاستثمار البديل لحماية أموال المستثمرين من التقلبات السياسية والاقتصادية وهذا ما يدفع بأسعار الذهب عاليًا. توجد بعض العوامل التى تؤثر على تحركات أسعار الذهب سواء بشكل مباشر أو غير مباشر وهى كالآتى: 1 .معدلات الطلب المتزايدة من قبل بعض صناديق الاستثمار العالمية التى دفعت بأسعار الذهبgold price للارتفاع، إلى جانب تزايد معدلات الطلب من الدول مثل الصين والهند أكبر دول مستهلكة للذهب فى العالم، بالإضافة إلى محدودية العرض من الذهب حيث يعتبر معدن الذهب من المعادن النادرة لأن عملية استخراجه وتعدينه صعبة ومكلفة وهذا ما يساعد على رفع الأسعار. 2 .العلاقة العكسية التى تربط بين أسعار الذهب ومستويات الدولار الأمريكى بمعنى أن ضعف الدولار الأمريكى أمام غيره من العملات الأخرى يؤثر بشكل إيجابى على أسعار الذهب والعكس إن قوة الدولار تخفض من أسعار الذهب وذلك نظرًا لأن الذهب من السلع المسعرة بالدولار الأميكى. 3 .الأزمات السياسية العالمية التى تنعكس أثارها على أسعار الذهب لأن المستثمرين يلجأوا إلى شراء الذهب من أجل التحوط وحماية أموالهم فى وقت الاضطراب وهذا ما يؤثر على أسعار الذهب التى سترتفع. 4 .احتياطى الذهب فى البنوك من أهم العوامل التى تؤثر على أسعار الذهب لأن شراء احتياطى أو بيعه يؤثر مباشرة وبشكل قوى على أسعار الذهب. توقعات بارتفاع أسعار الذهب يرى العديد من المحللين وخبراء أسواق الذهب أن أسعار الذهب فى نمو مستمر خاصة وأننا نواجه اقتصاد عالمى معقد وصعب ويمكن أن يكون المعدن النفيس من أكبر المستفدين مما يحدث، إذا نظرنا إلى الواقع نجد أن هناك بعض الأمور التى تجرى والتى يجب عدم تجهلها لأنها من المحتمل أن يكون لها تأثير ايجابى على أسعار الذهب: 1 .الاختلاف بين السياسات النقدية للبنوك المركزية. منذ وقت ليس ببعيد رفع البنك الاحتياطى الفيدرالى أسعار الفائدة مرة أخرى ومن المحتمل أن يرفعها مرة ثالثة قبل نهاية هذا العام، بلا شك لن يذهب هذا الرفع لأسعار الفائدة من دون عواقب. يعتبر البنك الاحتياطى الفيدرالى هو البنك الوحيد الذى يرفع أسعار الفائدة، والبعض الأخر من البنوك يُبقيها منخفضة أو يطبع المزيد من الأموال فعلى سبيل المثال قام البنك المركزى الأوروبى وبنك اليابان بالابقاء على مستويات الفائدة عند مستوياتها السلبية وهذا يعنى طباعة أموال جديدة دون وجود رؤية واضحة لهذا. بالتأكيد إن تزايد الاختلاف بين السياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى سيدخل فى منحنى خطر ويمكننا رؤية تقلبات شديدة لذلك على إثرها يلجأ المستثمرون إلى شراء الملاذات الآمنة وبالتالى سترتفع أسعار الذهب. 2 .استمرار شراء البنوك المركزية للذهب. قبل الأزمة المالية العالمية التى حدثت عامى 2008-2009 كانت البنوك المركزية تعرف باسم المؤسسات التى تكره الذهب، وبعد الأزمة تغيرت فكرة البنوك وبدأت فى اكتناز المزيد من الذهب ولكن لماذا؟، من المعروف أن الذهب يقلل من حجم التقلبات فى محافظهم من الاحتياطيات الأجنبية وبالتالى يمكن لذلك دعم أسعار الذهب. 3 .التقلبات فى سوق العملات. من الملاحظ أن العملات فى جميع أنحاء العالم تشهد تقلبات جذرية لم تكن من قبل فمثلًا إن الين اليابانى قد فقد ما يقرب من 35% من قوته الشرائية منذ عام 2012 حتى الآن، لهذا يعتبر الذهب ملجأ ضد تقلبات العملات الأمر الذى يدفع بالأسعار للارتفاع. وعلى صعيد آخر إن الاهتمام بظهور عملات جديدة مثل البيتكوين قد يكون له تأثير على أسعار الذهب أيضًا.