لا أدري لماذ تصل الوقاحة والمساخة ببعض المتحذلقين والمتحذلقات إلى أن يطلبوا الشهرة والذِّكْر حتى وإن كانت أسماءهم ستكون مصحوبة باللعنات، «ملكة مزّانْ» «الأفعى الكَرْطِيطَة» ، هي واحدة من هؤلاء الذين يتوسلون إلى الشهرة عن طريق نسف الذات المجتمعية بالديناميت وإثارة العرقية المقيتة والعصبيات بين أبناء المجتمع الواحد، ولقد حاولت السلطات وحتى الناس أن يتجاهلونها مرارا على مدى أكثر من خمس سنوات من الهذيان والحماقة والدعوات الهدامة من باب «بعد مْ لْبْلاَ لاَ يْبْلِيْكْ»، لكن الشاعرة المزعومة التي أدمنت «البوزات» المتفجرة والصادمة، والدهس العنصري العشوائي لعموم المواطنين على طريقة إرهابيي برشلونة، جاءت هذه المرة لتدعوا مجانا ودون أي مبررات إلى "ذبح العرب" في المغرب واصفة إياهم بالملاعين انتصارا للقومية الكردية ودعما لانفصال إقليم كردستان عن العراق، وكأن الزعيم الكردي «مسعود بارازانى» كان قد اشتكى إليها أو أنه كان «واخد شي بنت من العائلة» ولكن «بابا مْرْزوقْ ما يَخْطَى حْتَّى سُوقْ»، والأدهى من ذلك أنها تعتبر نفسها صديقة للشعب الكردي والمثل يقول «بوفْشّاشْ كْبيرْ عْنْدْ رَاسُو صْغِيرْ عْندْ الناس». والبعض يعتقد أن سبب شدة كرهها لأي كائن حي أو جماد اسمه عربي في هذا الوجود؛ يعود بالأساس إلى أزمة عاطفية مرت بها في صدر شبابها؛ مما جعلها تهدد بذبح كل العرب الذين يسكنون المغرب، وترهن حياة فئة من أبناء الشعب بمصير استفتاء إقليم أغلب المغاربة لا يعرفون أين يقع أصلا، وكأن بعض المغاربة يحملون في محافظهم إلى جانب بطاقة التعريف الوطنية بطاقة السلالة العرقية، التي توضح انتماء بعضهم إلى الجدود الأوائل والقبائل المنسية القادمة من نجد والحجاز، وتنكر حقيقة أن المغاربة لشدة اختلاطهم ببعض كونوا جنسا قائما بذاته لا ينتمي إلا إلى هويته وتراثه المغربي العريق.
وحتى في زمن القومية العربية والمد الناصري لم يتأثر المغاربة بالايديولوجيات العرقية ولم تدخل في حساباتهم المجتمعية، وتتبوأ الطوائف الأمازيغية والأفريقية واليهودية والحسانية المناصب العليا في المملكة المغربية دون تمييز، وأكبر رأس في الدولة الذي هو الملك اختلطت في دمائه جميع هذه الأعراق والمكونات، فالمغرب ليس هو أمريكا التي اضطهدت الفئات الأفروأمريكية منذ القرن الثامن عشر والتاسع عشر، ولا يزال المواطنون في الولاياتالمتحدة من أصول إِفريقية ولاتينية يعانون من التفرقة العنصرية وفكرة تفوق العرق الأبيض.
وإن كان أساس مفهوم العنصرية له أصول اقتصادية بحتة ومرتبطة ببداية تأسيس الأنظمة الرأسمالية، و يعود إلى الفترة التي بدأت فيها الأمم الأوروبية في اكتشاف العالم الخارجي والتوسع في بناء المستعمرات في الأمريكتَين حين احتاجت إلى اليد العاملة في بناء اقتصادياتها الناشئة.
لكن مدام «مزان» يبدو أنها من ذلك النوع الفوضوي التخريبي الذي يحب أن يعيش في وسط يسوده منطق البلطجة وقُطّاع الطرق وتزدهر فيه الطائفية والاستقطاب العرقي وعبادة «الكُريّات الحمراء» في الدورة الدموية،« ما كايْنْ غِيْرْ اطْحَنْ فيَّ نْطْحَنْ فيك ونْتَفْ فِيَّ نْنْتَفْ فِيكْ» عملا بسنة الحاج «هتلر»، ونسيت أن هناك دولة ترعى هذا الوطن وتحافظ على السلم الاجتماعي فيه، وهناك قانون يأخذ على يد الجاني والمسيء، وهاهي اليوم تلامس هذه الحقيقة وهي قابعة تحت الحراسة النظرية تعامل معاملة المتهومين والمشبوهين، وحسب ما تداولته بعض الصحف، فإن الضنينة تشاجرت حتى مع المحققين «وبْدَاتْ تْعْطِي برّاسْ بْحَالْ لْحَنْشْ».
فلعلها هي الأخرى بعد إخلاء سبيلها تطلب اللجوء إلى كركوك بعد افتخارها بجواز السفر الكردي الذي تملكه، فهي موضة هذه الأيام، كل من أراد أن يصنع من نفسه بطلا قوميا ما عليه إلا تمزيق جواز سفره المغربي وإذاعة المقطع على يوتوب ومن ثم طلب اللجوء ثم الانطلاق في الإساءة إلى بلده ونفث سمومه بين المغاربة «بْحَالْ لْبَرَّاحْ وْ هَارَبْ لُه حْمَارُه»، والآن يا مزان «ما بْقَى لِيْكْ لاَ حْمارْ لا سْبَعْ فْرانْكْ»، فالتهمة ثابتة وبالصوت والصورة، والقضاء لا يتهاون في مثل هذه اجرائم التي لو تركت بلا عقاب لعمَّتْ الفوضى وتمَشَّتْ الضغائن بين الناس، وعندما تخرجين بحول الله من هذه الورطة التي ساقك إليها السفه والعربدة على عباد الله الآمنين؛ سيكون فاتك موعد الاستفتاء.