طالما اعتبر القمر تابعاً جافا غير مضياف، لكنه ويا للعجب يخفي تحت سطحه مخزونات كبيرة من الماء قد تنبثق في يوم ما لتطفي عطش القادمين من الارض لاستكشاف انحاء القمر، هذا ما كشف عنه العلماء مطلع الأسبوع الجاري. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شواي لي المشارك في دراسة علمية بجامعة براون في الولاياتالمتحدةالأمريكية قوله: " عثرنا على توقيع المياه الداخلية للقمر من خلال معطيات كشفت عنه الاقمار الصناعية" ومضى إلى القول" هذا النوع من الماء قد يمكن الاستفادة منه لأغراض تموين رحلات المستقبل الى القمر". ولفت الباحث لي الأنظار الى أن العلماء طالما اعتقدوا أن القمر ناشف مثل عظم قديم، حتى تغير الحال قبل عقد، حيث عثروا على آثار ماء في التابع الفضي، وهو العنصر الحاسم في الحياة. الكشف جرى في حصيات عادت بها إحدى سفن الاستكشاف من سلسلة أبولو، وعثر الباحثون على قطرات ماء فيها. البحث الذي اعدته جامعة براون كشف عن خلجان بركانية تختزن الماء على سطح القمر" بكميات كبيرة مقارنة بالخنادق القريبة منها" على حد وصف الباحث لي. هذه المخزونات تستبعد فرضية كون التابع الفضي جافا خاليا من الحياة، وفي هذا السياق يقول رالف ميليكان كبير الباحثين ضمن فريق البحث الجديد في دراسة نشرتها نيتشر جيوساينس جورنال " السؤال الحاسم هنا، هل تدلّ هذه العينات حقيقة على جوف القمر، أم أنها مناطق رطبة غير طبيعية تغطي جزءا من سطح التابع الفضي" ومضى إلى القول" من خلال دراسة معطيات المدار، بوسعنا ان نختبر مخزونات البيروكلاستيك على القمر، التي لم تعثر على مثلها رحلات ابولو الى القمر". ويعتقد العلماء أنَ القمر قد تشكل من مخلفات وركام انطلق بعد أنّ صدم كوكب بحجم المريخ كوكب الأرض في مرحلة مبكرة من حياة المجموعة الشمسية، وعلى هذا الأساس بنوا أن من غير المحتمل نجاة أي ذرات نيتروجين من الحرارة الكبيرة الناتجة علن الاصطدام الكوكبي المروع، والنيتروجين هو الغاز الحاسم في تكوين الماء. "الأدلة على وجود ماء في جوف القمر والتي بدأت تظهر تشير الى أنّ بعض الماء قد نجا فعلاً من الصدام الكبير، أو أنه قد جُلب إلى المكان من خلال الكواكب والشهب التي تساقطت على القمر حين كان كتلة ملتهبة لم تتصلب بعد" حسب تعبير الباحث لي. ومضى شارحا فرضيته "الحبيبات البركانية تحتوي على كميات محدودة من الماء، لكنّ مخزوناتها كبيرة، وقد يمكن استخلاص الماء منها". بعض الدراسات افترضت وجود مياه متجمدة في قطبي القمر المظلمين، لكنّ مخزنات البيروكلاستيك تقع في مناطق يسهل الوصول اليها" كما أكد الباحث لي. هذه الفرضيات قد تعفي رواد الفضاء القادمين إلى القمر في المستقبل من ضرورة جلب كميات كبيرة من الماء معهم من الأرض، وهي خطوة كبرى إلى الأمام تعني أنّ بديلا حيويا جاهزاً قد يغير كل المعادلات.