بعدما استقبل قسم المستعجلات بالمستشفى الجهوي ببني ملال ، 5 حالات للسعات العقارب ليلة السبت الأحد الماضي ، ثلاثة من فم أودي وادوز وولاد رميش حد بوموسى واثنين من مناطق متفرقة ، حيث قدمت لهم الاسعافات الأولية ، ماعدا حالة واحدة وصفت بالحرجة تم إدخالها لقسم الانعاش ، علمنا أن هذه الحالة الأخيرة وهي لطفل يبلغ من العمر 10 سنوات يتابع دراسته الابتدائية ، توفي أول أمس الثلاثاء متأثرا بالسم الخطير الذي سرى في جسده البريء ، ليرفع عدد شهداء العقارب وغياب المصل إلى ثلاثة في أقل من أسبوعين. وكانت طفلة لا يتجاوز عمرها 10 سنوات تتابع دراستها في المستوى الثالث إبتدائي بايت ماجدن بإقليمأزيلال ، لفظت أنفاسها الأخيرة الثلاثاء من الأسبوع الماضي بسبب لسعة غادرة لعقرب. ولقي شاب ثلاثيني من إقليم الفقيه بن صالح أيضا حتفه الأسبوع قبل الماضي بسبب لسعة عقرب كانت تختبئ في حذائه البلاستيكي "بوط" . وبعد تدهور الحالة الصحية للضحايا بعدما لسعتهم العقارب ، نقلوا إلى مستعجلات المستشفى الجهوي ببني ملال ، ونظرا لغياب المصل ورغم الاسعافات الأولية ، وبما أن وزير الصحة أخبر المغاربة بأنهم ميتون في حال لسعتهم العقارب بسبب غياب المصل وثبوت عدم فاعليته عالميا، فإن الضحايا لقوا قدرهم المحتوم وسلموا الروح لخالقها لينضافوا إلى شهداء العقارب وغياب المصل في مغرب 2017. وسبق لوزيرة الصحة أن خرج ببلاغ يؤكد فيه أن المصل المضاد للدغات الافاعي متواجد بالمستشفيات، لكن مصل العقارب لا يتواجد ، كما أنه أثبت عدم فاعليته عالميا ، وقدم السيد الوزير نصائح وقائية مهمة للمغاربة لتفادي لسعات العقارب ، إلا أنه لم يقدم أي نصائح للمواطن المكلوم الذي يرى فلذة كبده تموت أمام أعينه وهو يعلم بذلك وعاجز عن مساعدتها. ويتزامن تساقط ضحايا العقارب وغياب المصل مع زيارة رئيس الحكومة ووزرائه لجهة بني ملالخنيفرة ، ولا محال سيجد الحسين الوردي وزير الصحة نفسه محرجا أمام هول وفيات العقارب وعجز المستشفيات عن العلاج ، بل الغريب وبكل جرأة إخبار المغاربة بأن من لسعته عقرب فلا علاج له وسيموت ببطء ، وهو ما سيجعل زيارة الوردي للجهة غير مرحب بها ، في ظل دعوات حقوقيين للاحتجاج والتظاهر ضد وزارته خلال الزيارة بسبب الوضع الكارثي للمستشفيات بجهة بني ملالخنيفرة وغياب الأدوية وقلة الموارد البشرية وضعف التجهيزات الطبية.