ليس حفلا للمطرب التركي طاركان، هؤلاء الجميلات، لا يحضرن عرضا للأزياء ولا يشاهدن نجمهم المفضل يرقص على المسرح، إنهن مشجعات كرة قدم أغلبهم مسلمات.. إنهم مشجعات فناربخشة التركي! القصة طريفة ومشوقة، فالبداية كانت عقوبة من اتحاد الكرة والأمن التركي بحرمان الهوليغانز أو "ألتراس" الجماهير من حضور مباريات فريقهم من الملعب بسبب أعمال شغب، ووفقا لنص العقوبة فالمقصود كان الرجال من الجماهير، بينما لم تشمل العقوبة النساء والأطفال. وقبل مباراة الفريق في مواجهة مانيسا سبور والتي انتهت بالتعادل 1-1 في الجولة الثالثة للدوري التركي الممتاز دعت إدارة النادي أعضاء شرف النادي من النساء لحضور المباراة وتشجيع الفريق ولم يكن أحد يتوقع هذا الزحف النسائي الكبير إلى الملعب. وفي بداية المباراة قذفت المشجعات الرائعات اللاعبين بالورود لحظة دخولهم ولم يتوقف تشجيعهم طوال المباراة، وعقب انتهائها صفقوا للاعبين بمنتهى الروح الرياضية، ضاربين المثل في التحضر ومرسلين رسالة تحذير للمشجعين الرجال في الملاعب التركية. وقال جوزيف يوبو لاعب فريق فناربخشه: "كان يوما رائعا، لم نتوقع مثل هذه الأجواء الجميلة، نشكر كل السيدات الذين حضروا اللقاء فقد أمتعونا بتشجيعهم، وعوضونا فراغا كان متوقعا في المدرجات، وضربوا مثلا يحتذى به في الروح الرياضية". ونقلت كل وكالات الأنباء صور المشجعات الأتراك وهم يملأن المدرجات، وجاءت العناوين الأوروبية ما بين السخرية وبين تحذير الرجال من قرب انتهاء زمنهم في المدرجات. التجربة التركية فعلا تجربة لابد من احترامها، وتمني الوصول إليها في الملاعب العربية!