قالت وكالة أمن الإنترنت الحكومية في فرنسا اليوم (الاثنين 15 مايو / أيار 2017) إن شركة رينو للسيارات لم تكن الضحية الوحيدة لهجوم إلكتروني وقع نهاية الأسبوع الماضي. وحذرت من احتمال وقوع هجمات جديدة قريبا، حسبما أعلن جيوم بوبار رئيس الوكالة. وتعكف الوكالة الحكومية الفرنسية حالياً مع ضحايا الهجوم من أجل التغلب على آثاره، كما ظلت الشركات في أنحاء العالم على الاستعداد يوم السبت المنصرم (13 مايو / أيار 2017) لهجوم إلكتروني جديد. وتتوقع أن تكون فترة الهدوء مؤقتة بعد الهجوم الذي أصاب بالشلل مصانع سيارات ومستشفيات ومدارس ومؤسسات أخرى في نحو150 دولة. وتباطأت وتيرة الهجوم الذي نجم عن فيروس (وانا كراي) من فئة برمجيات الفدية الخبيثة في وقت متأخر يوم الجمعة (12 مايو / أيار 2017) بعد أن عطل ما لايقل عن 200 ألف كمبيوتر وطالب أصحاب أجهزة الكمبيوتر بمبلغ يتراوح بين 300 و600 دولار من أجل استعادة البيانات. وتوقع جيوم بوبار رئيس وكالة أمن الإنترنت حدوث "هجمات مماثلة بشكل منتظم في الأيام والأسابيع القادمة". وأضاف أن "المهاجمين يقومون بتحديث برامجهم... سيتعلم مهاجمون آخرون من هذه الطريقة وسيشنون هجمات". وأوقفت رينو الإنتاج في عدة مواقع يوم السبت لمنع انتشار الهجوم العالمي الذي أصاب أنظمة الكمبيوتر. وفي الجمعة الماضية (12 أيار/مايو 2017) تعرضت تقنيات الرقابة عبر الفيديو لدى شركة السكك الحديدية الألمانية "دويتشه بان" لهدوجم إليكتروني أثر على شاشاته في الكثير من محطات القطار. وتولى المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية التحقيق في هذا الهجوم. ومن جانبه أعلن المكتب الأوروبي لأجهزة الشرطة الأوروبية (يوروبول) السبت (13 مايو / أيار 2017) أن الهجوم الالكتروني الدولي الذي يؤثر على عدد من الدول والمنظمات هو "بمستوى غير مسبوق". وقال يوروبول في بيان إن "الهجوم الأخير هو بمستوى غير مسبوق وسيتطلب تحقيقا دوليا معقدا لمعرفة المذنبين"، موضحا أن المركز الاوروبي لمكافحة جرائم المعلوماتية "يتعاون مع وحدات الإجرام الالكتروني في الدول المتضررة والشركاء الصناعيين الكبار لتخفيف التهديد ومساعدة الضحايا". ومن جانبها قالت شركة مايكروسوفت مساء الأحد (14 مايو / أيار 2017) إن الهجوم الإلكتروني (رانسوموير) الأخير يجب أن يكون بمثابة "ناقوس خطر" للحكومات. وقال براد سميث، رئيس مايكروسوفت، في مدونة "إن هذا الهجوم يقدم مثالا جديداً لإعتبار أن تكديس الحكومات لمعلومات عن الثغرات الأمنية في أنظمة الحواسيب يمثل مشكلة". وأضاف: "هذا نمط ناشئ هذا العام ". كما أوضح أن البرنامج الخبيث المستخدم في الهجوم، الذي بدأ يوم الجمعة (12 مايو / أيار 2017)، تمت سرقته من وكالة الأمن القومي الأمريكية. وقال سميث إن الثغرات التي تخزنها الحكومات تسربت وأصبحت مشاعة "وأحدثت أضراراً واسعة النطاق". وأضاف سميث "ربما يحدث سيناريو مشابه مع الأسلحة التقليدية، ليجد الجيش الأمريكي أن بعض صواريخ توماهوك قد سرقت منه". وقال سميث" على حكومات العالم أن تعامل هذا الهجوم على أنه ناقوس خطر"، مضيفا "عليها أن تتبنى توجها مختلفا وأن تلتزم في الفضاء الإلكتروني بنفس القواعد التي يتم تطبيقها على الأسلحة في العالم المادي". وكانت مايكروسوفت قد أصدرت إجراء إصلاحيا لمواجهة التغرات في آذار/ مارس الماضي، ولكن العديد من المستخدمين ومن بينهم مستشفيات وحكومات، كانت بطيئة في تحديث أنظمتها. وكانت روسيا من ضمن الدول الأكثر تضررا من هذا الهجوم الإلكتروني. وتم إيقاف البرنامج الخبيث عندما اكتشف باحث بريطاني (22 عاماً) الذي يستخدم اسم "مال وار تيك" على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، ثغرة في البرنامج يمكن استخدمها لتعطيله.