شكلت عودة المغرب للاتحاد الإفريقي مادة دسمة للمحللين والمنابر الإعلامية المغربية والإفريقية والعالمية، وكذا المعاهد المختصة في الشؤون السياسية والإقتصادية، حيث اعتبر معهد جنوب إفريقيا للدراسات الأمنية، الذي يوجد مقره في بريتوريا، أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي ستعزز الدينامية في القارة الافريقية المدعوة إلى رفع تحديات معقدة في السنوات المقبلة. وفي تحليل حول تأثير عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي على القارة، لاحظ أنه منذ 33 سنة، تم رفع العلم المغربي في مقر المنظمة الإفريقية، التي صادقت على هذه العودة خلال قمتها ال28، التي عقدت يومي 30 و31 يناير الماضي في أديس ابابا بإثيوبيا، مضيفا أن "المغرب استرجع أخيرا مقعده" داخل أسرته المؤسسية الإفريقية، مؤكدا أن هذه العودة سيكون لها تأثير ايجابي على اشتغال الاتحاد الإفريقي وعلى مهامه، وخاصة في المجال الأمني. وأشار المعهد الجنوب إفريقي إلى أن هذه العودة تجد مبررها أيضا في الحضور الاقتصادي الهام للمغرب بالقارة، مذكرا باتفاقيات التعاون الاقتصادي الهامة التي أبرمها المغرب مع أهم الفاعلين والشركاء الأفارقة، مسجلا أن الأمر يتعلق بعودة تكللت على خلفية النجاحات الاقتصادية والدبلوماسية التي حققها المغرب، مؤكدا أن حضور المغرب، باعتباره قوة اقتصادية وازنة وقوة عسكرية، يؤشر على تغير هام على مستوى ميزان القوى داخل القارة. من جهة أخرى، اعتبر المعهد أن من شأن عودة المغرب أن تقوي مكانة شمال إفريقيا داخل الاتحاد الإفريقي، معربا عن أسفه ، في هذا السياق، إزاء ضعف الانسجام في هذه المنطقة التي تبقى الأقل اندماجا في القارة.