بتزامن مع المعارك السياسية التي يخوضها المغرب في قلب إفريقيا وأروقة الاتحاد الأوربي، كان المعارضون لموقف المغرب من الصحراء باليسار الجذري في إسبانيا، يحضرون لإحراج الحكومة المركزية بمدريد من خلال مطالبتها بالاعتراف بجبهة البوليساريو وإقامة علاقات ثنائية معها، غير أن الحزب الشعبي الحاكم بقيادة ماريانو راخوي أجهض هذا المخطط الذي كان من شأنه أن يعصف بالعلاقات الجيدة التي تجمع البلدين. وفي هذا الصدد، أماطت يومية أخبار اليوم في عددها الصادر اليوم، اللثام عن تفاصيل إجهاض هذا المخطط، حيث أوضحت أن مجلس الشيوخ الإسباني، رفض أول أمس الأربعاء، مقترحا تقدم به الحزب اليساري الجمهوري الكتالوني، يحث فيه الحكومة اليمينية على الاعتراف بالجمهورية الوهمية كدولة لها سيادتها. وبعد مناقشة المقترح من قبل اللجنة الخارجية في مجلس الشيوخ، تم التصويت عليه، حيث عارضه الحزب الشعبي الذي يتوفر على الأغلبية في المجلس، فيما صوت لصالحه كل من الحزب اليساري الجمهوري الكتالوني، والحزب القومي الباسكي وبوديموس، فيما امتنع الحزب الاشتراكي وبعض التشكيلات الأخرى عن التصويت. وتتجلى خطورة هذا المقترح، حسب المصدر ذاته، في كونه لم يحث فقط على الاعتراف بالبوليساريو، بل أيضا، على إقامة علاقات ثنائية معه، ومنح مِنح للطلبة الصحراويين للدراسة بإسبانيا، وتنظيم الاستفتاء بخصوص ما سموه "تقرير مصير الصحراء الغربية".