لازال المجمع الشريف للفوسفاط يتعامل بنوع من الاستهتار واللامبالاة مع صحة سكان المدن الفوسفاطية، ضاربا عرض الحائط بكل الاتفاقيات الدولية وحقق الإنسان العيش في بيئة سليمة، حيث تنفث مصانعه سموما في سماء المدن المنجمية ويترسب غبار مناجمه بالمنشآت التي يستخرح منها الفوسفاط. فلا يتوقف المجمع الشريف للفوسفاط في نفث سمومه القاتلة في هواء مدن خريبكة، أسفي، الجديدة، بوكراع....كان آخرها ماشهدته مدينة آسفي، ليلة الأحد وصباح الاثنين، من اختناقات حادة وخطيرة في صفوف المواطنين، الذين يعانون من ضيق التنفس بسبب تسرب غازات كيماوية سامة من مداخن معامل المكتب الشريف للفوسفاط، ما تطلب نقل عدد كبير من المصابين بالأمراض التنفسية، مثل الحساسية والربو، إثر اختناقهم الشديد، على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس بأسفي، من أجل تلقي العلاجات الأولية. ووفق يومية "المساء"، فقد أرجع إداريون وأطر بالمركب الكيماوي للفوسفاط سبب هذه التسربات إلى “العوامل المناخية كارتفاع درجة الحرارة، والتحرك البطيء للتيارات الهوائية، التي تعمل على تفكيك مقذوفات الغازات المنبعثة من العوادم". ويبقى المجمع يلقي بسمومه دون أن يقدم تعويضا للمتضررين بهذه المدن، إذ فارق العديد من عمال المناجم بموقع خريبكة الحياة بسبب داء سرطان الرئة "السليكوز" الذي يرفض مسؤولو المجمع الاعتراف به، إضافة على أمراض الربو والحساسية والأمراض الجلدية.