لقد جرع المواطن المغربي كؤوس المرارة، سنوات لا تعد بالقليلة، و طالت انتظارا ته، عسى أن يتغير حاله نحو الأفضل. فسئم و كل،و كانت النتيجة أن فقد ثقته في النشاط السياسي، بل و في من يتحدث عنه حتى... بطبيعة الحال، فهو لا يلام على فعله هذا، لأنه توجه إلى صناديق الاقتراع غير ما مرة، لكن الصدمة التي كان يتركها المرشحون، لم تكن على قلبه بالسهلة حتى يتحملها. المواطن لا يطلب أشياء خيالية،أو تلك المدينة الفاضلة لأفلاطون،بل فقط أشياء بسيطة جدا تضمن له قوته و استمراريته،و تحفظ كرامته في هذا المجتمع الذي باتت حدته أمضى من السيف.ولا أظن أنه أصبح للمواطن، بعد اليوم، استعداد للخضوع ثانية لهذا الواقع.و الربيع العربي،و ما شهده من ثورات، غيرت ما لم يكن في الحسبان يوما أنه سيتغير،لأكبر تعبير ينم عن ارتقاء وعي المواطن العربي بشكل عام،و رفضه الاستسلام لهذا الواقع. وأظن أن ريح هذا الربيع،قد هبت في مغربنا الحبيب في الخامس و العشرين من نونبر للعام الماضي. على الأقل سنرى وجوها جديدة بدل تلك التي ألفناها، و دستور جديد نتمنى أن تفعل مضامينه.ما من شك أنه سيكون امتحانا صعبا،فالتحديات كبيرة ومعقدة،إذ ليس من اليسير إصلاح ما أفسده المفسدون. لكن على كل حال نأمل و نلمس الخير في هذه الوجوه التي بات من الضروري عليها التغيير. وليتذكر الجميع، أن الحلم أصبح بجوار الحقيقة، يطرق بابها كل مرة، ومن منا كان يظن أنه سيرى رئيسا عربيا يحاكم وراء القضبان و هو على السرير فما بالك وزير....