بعض الدعوات الهامسة، وجوههم تدقق النظر بحزن وقلق وترقب. بعد لحظات جاءهم الخبر اليقين الذي أخرجهم من دائرة الأماني إلى صدمة المصاب الجلل. «مات .. مات وصافي»، لينخرطوا بعدها في نوبات بكاء بعد أن سرق الموت في غفلة عنهم معيلهم الوحيد. لقي رجل في الأربعينات من عمره حتفه خلال الأسبوع الجاري متأثرا بجراحه العميقة، نتيجة تعرضه لطعنات خطيرة بأحد أزقة حي «العيون» (درب السلطان) بمدينة الدارالبيضاء. وأفادت مصادر أمنية من داخل فرقة الشرطة القضائية لأمن الفداء – درب السلطان، أن شنآنا بسيطا وقع بين الضحية والجاني خلال ساعات متأخرة من الليل. حيث تعرض القتيل لجاره الذي كان في حالة سكر طافح، وطالبه بالابتعاد عن الحي والتزام الصمت والهدوء، وعدم إزعاج الجيران بإثارة الفوضى والضجيج والصراخ بالكلمات الساقطة، لكن الجاني لم يتقبل عتاب الضحية، واعتبر الأمر إهانة مقصودة، فنشب شجار مثير بين الطرفين انتهى بعراك بالأيدي. وبسبب حالة الثمالة المفرطة التي كان عليها الجاني، استل سكينا من جيبه، ووجه طعنات متتالية إلى الفخذ الأيمن للضحية، ما أدى إلى سقوط المجني عليه أرضا متأثرا بجروحه البليغة والغائرة التي نتج عنها نزيف دموي حاد. ونقل الضحية على وجه السرعة إلى المستشفى، ليلفظ أنفاسه الأخيرة لحظات بعد ذلك لخطورة إصابته. وأضافت المصادر ذاتها، أن عناصر الشرطة القضائية انتقلت إلى مسرح ارتكاب الجريمة المذكورة، واعتقلت المتهم ساعات قليلة بعد اقترافه جريمة القتل. وأضاف المصدر ذاته، أن الجاني أفاد بعد مباشرة استنطاقه أنه لم يكن ينوي قتل جاره، وأن الأمر قضاء وقدر، ونفى وجود أية خلافات سابقة بينهما. وأحيل المتهم الذي اتضح أنه من ذوي السوابق القضائية على الوكيل العام باستئنافية البيضاء، بتهمة “القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد”.