يمكن القول أن سجن عكاشة بالدار البيضاء عاش أمس الخميس ليلة لن ينساها حراس السجن ورجال الأمن الساهرين على تأمين واحد من أشهر المؤسسات السجنية الإصلاحية بالمغرب، بعدما وجدوا أنفسهم فجأة في قلب محاولة فرار جماعي حاول نزلاء الإصلاحية تنفيذه بتخطيط محكم على شاكلة الأفلام السنمائية. فبعد تجميع المعطيات والأحداث المتلاحقة التي عاشتها المؤسسة ومحيطها، يمكن إعادة صياغة قصة الحادث بالشكل التالي: المخطط شرع النزلاء في تنفيذه بعد آذان العشاء، حيث قاموا بإضرام النار في الأغطية والأفرشة بغية خلق حالة ارتباك داخل المؤسسة واستغلال الدخان الكثيف الذي يحجب الرؤية للخروج من أسوار السجن، لتشرع الإدارة في اتخاذ الخطوات المتبعة في مثل هذه الحالات والتي تهدف أساسا إلى تأمين أرواح النزلاء، إذ تم اقتيادهم إلى بهو كبير وسط المؤسسة، ليعمد السجناء فورا إلى استغلال الحجارة الموجودة هناك، بسبب أشغال الصيانة، ليقذفوا بها رجال الأمن المتواجدين رفقتهم، وهنا بدأ يتضح للمسؤولين أن العملية قد تكون مدبرة بالفعل. النزلاء لم يكتفوا بهذا، بل انتقلوا إلى الخطوة الموالية وهي محاولة اقتحام البوابة للوصول إلى الخارج، حيث استعملوا شاحنة إطفاء كانت موجودة بالساحة وصطدموا بالبوابة ، فكان الرد فوريا من طرف رجال الأمن الذين كانوا يحيطون بالمؤسسة ، إذ صدرت الأوامر باستعمال الرصاص الحي مخافة خروج الأمور عن نطاق السيطرة، كما تم استدعاء فرقة كوموندو خاصة تم تدريبها حديثا وتتكون من 50 فردا ، حيث أقدمت على اقتحام الفناء الذي كان يشهد حالة التمرد وتمكنت من السيطرة على الوضع بسرعة. هذا وقد خلفت محاولة الفرار الفاشلة هذه أزيد من 10 مصابين في صفوف الطرفين.