سلمت السلطات البلجيكية حمزة عطو، المتهم بمساعدة صلاح عبد السلام على الفرار بعد هجمات 13 نوفمبر/تشرين الثاني في باريس، إلى فرنسا بموجب مذكرة توقيف أوروبية. وأفادت نيابة باريس الخميس 30 يونيو/حزيران، بتوجيه تهمة إخفاء مجرم على علاقة بعمل إرهابي إلى حمزة عطو (22 عاما).
وقد تم إصدار مذكرة التوقيف بحق المتهم نهاية أبريل/نيسان 2016 من قبل السلطات الفرنسية.
وكان عطو قد توجه مع صديقه محمد عمري (27 عاما المتهم أيضا في إطار هذا الملف) إلى باريس مساء وقوع الاعتداءات لاصطحاب صلاح عبد السلام، الناجي الوحيد من مجموعة الانتحاريين الذين نفذوا الهجمات، وإعادته إلى بروكسل.
وفي طريق عودتهم دققت الشرطة الفرنسية ثلاث مرات في هوياتهم دون أن توقفهم.
وقال عطو أمام المحققين البلجيكيين إن صلاح عبد السلام اتصل بهما في 13 نوفمبر/تشرين الثاني قرابة الساعة 23,00 طالبا منهما المجيء لنقله "لأنه تعرض لحادث"، بحسب مصدر قريب من الملف.
ووفقا لأقواله التي تغيرت في كل جلسة صرح بأن صلاح عبد السلام شارك في الاعتداءات فقط بعد أن انضم إليهما.
وأفاد عطو للمحققين بأن عبد السلام قال له إنه "الناجي الوحيد من الاعتداءات"، مضيفا "سيدفعون الثمن غاليا لمقتل شقيقي (إبراهيم أحد انتحاريي باريس)".
ولدى الوصول إلى بروكسل نقل المتهم حمزة عطو، منفذ هجمات باريس صلاح عبد السلام إلى سوق حيث اشترى ملابس جديدة، ثم إلى حلاق حيث حلق شعره، ثم التقى بشخص ثالث يدعى علي أوكادي نقل صلاح إلى مخبأ في شربيك.
وتم اعتقال عمري وعطو في 14 نوفمبر/تشرين الثاني في مولنبيك ووجهت إليهما التهمة في بلجيكا.
وكان عطو يعارض تسليمه إلى فرنسا، لكن القضاء البلجيكي وافق في الثالث من يونيو/حزيران شرط أن يمضي العقوبة التي قد تفرض عليه في بلجيكا.
ويعتبر عطو ثاني مشتبه به يسلم للقضاء الفرنسي في إطار هذا التحقيق.
أما بخصوص عبد السلام، الذي اعتقل في 18 مارس/آذار في مولنبيك بعد مطاردته لأربعة أشهر، فقد نقل إلى فرنسا في 27 أبريل/نيسان ووجهت إليه تهمة القتل وارتكاب أعمال إرهابية.
ومذ ذاك أودع السجن قرب باريس ومارس حقه في أن يلتزم الصمت أمام قضاة التحقيق الفرنسيين.
جدير بالذكر أن السلطات البلجيكية ستسلم أيضا المتهم الآخر محمد عبريني، الذي يشتبه بأنه لعب دورا أساسيا في التحضير لاعتداءات بروكسل للسلطات الفرنسية "لكن ليس فورا"، كما قال القضاء البلجيكي.
واتهم محمد عبريني في الهجمات التي ضربت بروكسل في 22 مارس/آذار وقد أقر بأنه الرجل الذي ظهر في الصور في مطار بروكسل إلى جانب الانتحاريين الآخرين.
ومذكرات التوقيف الثلاث الأخرى صدرت بحق محمد عمري وعلي أوكادي ومحمد بقالي، للاشتباه بتورطهم في التحضير لاعتداءات باريس التي أوقعت 130 قتيلا ومئات الجرحى.