تمكنت الأفلام السينمائية المغربية، للعام الرابع على التوالي، من منافسة أشهر الأفلام الأمريكية والمصرية، المعروضة في القاعات السينمائية الوطنية، كما استطاعت الحصول على العديد من الجوائز الدولية في مختلف المهرجانات الدولية التي شاركت فيها. وحسب الأرقام الصادرة، أخيرا، عن المركز السينمائي المغربي، بخصوص شباك تذاكر الأفلام، التي عرضت بالمملكة، خلال الربع الأول من السنة الجارية، استطاعت 5 أفلام مغربية احتلال المراتب الأولى في قائمة العشرة أفلام الأكثر مشاهدة بالقاعات السينمائية المغربية، ويتعلق الأمر بأفلام "مروكي في باريس"، لسعيد الناصري، الذي احتل الصدارة ب65 ألفا و398 تذكرة، و"الأندلس يالحبيبة"، لمحمد نظيف، الذي حل في المرتبة الخامسة (17 ألفا و837 تذكرة)، متبوعا ب"أياد خشنة" لمحمد العسلي (17 ألفا و531)، و"أكادير بومباي" لمريم بكير (16ألفا و426)، ثم "عقاب" لهشام عين الحياة ( المرتبة العاشرة- 13 ألفا و327 تذكرة). وتبين هذه الأرقام أن الأفلام المغربية احتلت المركز الأول، من حيث عدد التذاكر، التي بلغت 130 ألفا و519 تذكرة، متفوقة على الأفلام الأمريكية، التي احتلت الرتبة الثانية ب77 ألفا و68 تذكرة، من خلال فيلمي "مهمة مستحيلة" لطوم كروز، الذي حل في المرتبة الثانية ب 41 ألفا و635 تذكرة، و"رحلة إلى مركز الأرض"، في المركز الرابع ب19 ألفا و840 تذكرة، بينما حلت السينما المصرية في المركز الثالث ب 22 ألفا و568 تذكرة، وكانت من نصيب الفيلم الكوميدي "إكس لارج" لأحمد حلمي، واكتفت السينما الفرنسية بالرتبة الرابعة ب161 ألفا و221 تذكرة فقط. من جهة أخرى، تألقت الأفلام المغربية، خلال مارس الماضي، في مختلف المهرجانات الدولية، بحصولها على 9 جوائز، من أربعة مهرجانات دولية، إذ فاز الفيلم الطويل "ماجد"، لنسيم عباسي بالجائزة الكبرى لأحسن فيلم للأطفال، خلال الدورة التاسعة لمهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب بتونس، كما توج بجائزة لجنة تحكيم الأطفال. وفاز "أندرومان"، للمخرج عز العرب العلوي، بجائزتين من مهرجان مسقط السينمائي الدولي، ويتعلق الأمر بجائزتي أفضل تصوير، لفاضل شويكة، وجائزة النقد. وتمكن "موت للبيع" لفوزي بنسعيدي من الفوز بالجائزة الكبرى للمسابقة الرسمية للفيلم الطويل، بمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط في دورته 18. وفي المسابقة ذاتها، توجت لجنة التحكيم، التي ترأسها السينمائي الأمريكي بيتر سكارليت، فيلم "أياد خشنة" للمخرج محمد العسلي بجائزة الجمهور، وجائزة أحسن دور نسائي للممثلة هدى الريحاني. وبخصوص المسابقة الرسمية للفيلم الوثائقي، التي ترأس لجنة تحكيمها المخرج والمنتج الإسباني أنطونيو ديلكادو، فاز الفيلم المغربي "أرضي" لنبيل عيوش بالجائزة الكبرى للمدينة، الذي سبق له الفوز بالعديد من الجوائز الدولية والوطنية، وفي فئة الأفلام القصيرة، توجت لجنة التحكيم، التي ترأسها المخرج المغربي نور الدين لخماري، شريط "في الطريق إلى الجنة" للمخرجة المغربية المقيمة في فرنسا هدى بن يامينة، بجائزة الابتكار. وفي الفئة ذاتها، تمكن فيلم "حياة قصيرة" للمخرج عادل الفاضلي، من نيل جائزة "النيل الكبرى للفيلم القصير"، و"القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون" من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية. ورغم أن السينما المغربية حققت قفزة نوعية على مستوى الكم سنة 2012، إذ وصل عدد الأفلام المغربية المنتجة سنويا، إلى 23 فيلما طويلا، وحوالي 80 فيلما قصيرا، إلا أن هناك مفارقة تكمن في تراجع عدد القاعات، إذ كشفت آخر إحصائية للمركز السينمائي المغربي عن تناقص عدد دور العرض، من 250 قاعة سنة 1980 إلى 41 قاعة الآن، بواقع 65 شاشة.