في سعيه لزيادة مستوى الوعي حول الآثار التي يمكن أن يتسبب بها الصيام على النوم خلال شهر رمضان المبارك وأهمية أنماط النوم المنظمة خلال الشهر الكريم، كشف مركز لندن لعلاج اضطرابات النوم في دبي عن مجموعة من النصائح حول تقنيات للنوم يمكن لكل الصائمين اتباعها.
ينطلق العديد من الناس مع اقتراب شهر رمضان المبارك في رحلة روحية لغرس الرحمة والتضحية ومعنى العطاء في أنفسهم.
لكن من الضروري أن نتذكر أن الجسم معتاد على روتين معين، والصيام يحدث تغييرات مفاجئة على أنماط النوم والنظام الغذائي والتي يمكن أن يكون لها تأثيرات صحية واجتماعية كبيرة على المرء.
وقد تبين بعد الملاحظة والتدقيق أن الساعات الثلاث التي تسبق الإفطار هي الأكثر خطورة في شوارع دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يقود الناس سياراتهم بطريقة عصبية وتركيز ضعيف بسبب قلة الطعام والنيكوتين والنوم.
ومن المعروف أن الجوع وقلة النوم يتسببان بحدة الطباع والغضب ما يمكن أن يؤثر على التصرفات الاجتماعية.
ولقد كشف الدكتور إرشاد ابراهيم، المدير الطبي والأخصائي باضطرابات النوم في مركز لندن لعلاج اضطرابات النوم بدبي، عن بعض النصائح المفيدة فيما يخص عادات النوم التي تساعد على التحكم بالمشاكل التي تتسبب بقلة النوم.
1-تجنب الأطعمة الثقيلة والدسمة والمليئة بالسكريات عند الإفطار:
يؤثر تناول الكثير من الأطعمة المليئة بالسعرات الحرارية على نوعية نومك بشكل كبير، حيث تجعل الوجبة الثقيلة الجسم ينهمك في محاولة هضم الطعام في الوقت الذي يحتاج فيه إلى الراحة والنوم. حاول الالتزام بنظام غذائي متوازن يحتوي على البروتينات والفاكهة والخضراوات وتجنب قدر الإمكان السكر المعالج والكربوهيدرات (كالمعكرونة والخبز الأبيض والبسكويت والكعك)، أو تناوله بكميات صغيرة.
2-حافظ على المقدار نفسه من النوم:
حاول أن تحافظ على المقدار نفسه من النوم خلال فترة ال 24 ساعة. ينام معظم الناس عادة لمدة تتراوح بين 7-8 ساعات خلال الليل، لكن هذا غير ممكن خلال شهر رمضان المبارك، لذا حاول أن تعوض ما فقدته من ساعات النوم في الليل بأوقات أخرى. خذ الوقت الكافي لوضع خطة يمكنك الالتزام بها بأكبر قدر ممكن خلال الشهر المبارك. وقد يتضمن هذا النوم بشكل أبكر من المعتاد. حاول على سبيل المثال أن تذهب إلى النوم عند الساعة 11:00 ليلاً واحصل على 4 ساعات من النوم بعد الإفطار، استيقظ الساعة 3:30 صباحاً استعداداً للسحور وصلاة الفجر ثم عد إلى النوم حوالي الساعة 5:00 صباحاً لمدة ساعتين. إذا كانت ساعات عملك مخفضة خلال الشهر الكريم فيمكن أن تنام هنا لفترة أطول قليلاً. وإذا لم تكن كذلك فيمكن أن تعوض قيلولة بعد العمل وقبل الإفطار عن قلة النوم لمدة ساعة أو ساعتين. كما ويمكن أن تؤثر قلة النوم على الهرمونات في الجسم والتي تتحكم بالشهية. عندما تعاني من قلة النوم تزداد الشهية ما يجعل الصيام أكثر صعوبة.
3-القيلولة المنشطة:
إذا كانت مستويات الطاقة لديك منخفضة أثناء العمل، يمكن لقيلولة صغيرة أن تساعدك على استعادة النشاط. ابحث عن مكان هادئ بعيداً عن مركز العمل، وخذ قيلولة لمدة 20 دقيقة. اضبط منبهك لتضمن عدم الاستغراق بالنوم. حاول ألا تنام لأكثر من 20 دقيقة خلال قيلولة النهار وإلا سينتقل جسمك إلى مرحلة النوم العميق وبالتالي ستستيقظ وأنت تشعر بالتعب والدوار.
واختتم مركز لندن لعلاج اضطرابات النوم نصائحه بأن النوم ضروري للحفاظ على الصحة والأداء النفسي والجسدي. وهو مرتبط إلى درجة كبيرة بمستوى الأداء خلال النهار. وعلى اعتبار أن شهر رمضان الكريم يتطلب الصيام عن الطعام لفترات طويلة خلال ساعات النهار، فهو يتسبب بتغيير في أنماط النوم. حيث يتم تأجيل تناول الطعام والشراب مع النشاطات الاجتماعية والبدنية إلى الليل ما يؤدي إلى التأخر في النوم وبالتالي التقليل من إجمالي ساعات النوم ونوعيته خلال الشهر الكريم. وعلى الرغم من أن هذه التغييرات لا تنطبق على الجميع بالضرورة، إلا أن لديها عواقب على مستويات الأداء خلال النهار، بما في ذلك انخفاض في مستوى التنبه واضطرابات في المزاج وزيادة احتماليات التعرض للإصابات.
لذا تذكر أن تتبع القواعد الذهبية الثلاث التي تتمثل بتجنب الأطعمة الثقيلة والتأكد من الحفاظ على نفس مقدار النوم الذي كنت معتاداً عليه قبل شهر رمضان المبارك وأخذ قيلولة منشطة خلال فترة النهار كلما كان ذلك ممكناً. يساعدك كل ما سبق في الحفاظ على صحتك خلال الشهر الكريم بالإضافة إلى أنه يجعل العودة إلى روتينك المعتاد أكثر سهولة بعد انتهاء شهر رمضان المبارك.