كان الحي الجامعي بالساكنية بمدينة القنيطرة منذ الساعات الأولى من أول أمس الأربعاء الى مساء نفس اليوم مسرحا لمواجهات عنيفة بين طلبة الحي وعناصر القوات العمومية ، استعملت فيها الحجارة والهراوات ، ولم تنحصر المواجهات فقط في محيط الحي الذي أصبح محاصرا بالكامل وأغلقت جميع منافذه بل انتقلت الى الأحياء الشعبية المجاورة له ، وزاد التوتر بإشاعة خبر وفاة طالب ، ومحاولة آخر الانتحار بإلقاء نفسه من سطح إحدى عمارات الحي .. ونتج عن هذه المواجهات حسب مصدر أمني مسؤول إصابة ثلاثة عناصر من القوات المساعدة ،ورجل أمن واحد ،واعتقال 12 طالبا،وإلحاق الضرر بالعديد من السيارات وعن الأسباب التي أدت الى هذه المواجهات أفاد مسؤول أمني ان فصيل الطلبة القاعديين يحاول السيطرة على الحي ، والتحكم في تسييره ، وتمكين الغرباء من استباحته، وهو ما ترفضه إدارة الحي ، والمقيمون فيه من طلبة وطالبات وحتى أوليائهم وحسب بعض الطلبة فإن المواجهات بدأت ليلة الأربعاء حين وقعت مشاداة بين طالب غير قاطن بالحي وحراس الباب الرئيسي، تدخل على إثره طلبة آخرون ، ثم رجال الشرطة الذين يرابطون باستمرارجوار الحي الجامعي . . . وتوسعت المواجهات مساء نفس اليوم بعد اقتحام الحي من طرف القوات العمومية بحثا عمن تعتبرهم مثيري الشغب ، وحضرت تعزيزات مكثفة للقوات الأمنية حيث تمت المطاردات وسط الأزقة المجاورة للحي ، كما شوهدت سيارات الإسعاف وهي تنقل المصابين والحالات التي تعرضت للإغماء وسط الطلبة نتيجة أجواء الهلع والخوف التي سادت أجنحة الحي . وكان والي الأمن نفسه وباشا المدينة ومختلف المسؤولين في الأجهزة الأمنية والدرك حاضرين في عين المكان للتعاطي مع الوضعية ،التي لم يتم التحكم فيها سوى حوالي العاشرة ليلا . واطلع ممثلو المنابر الإعلامية على مظاهر التخريب في بعض مرافق الحي الجامعي ، وتحديدا مصحة الحي ، واتهم المسؤولون الأمنيون الطلبة بالوقوف وراء ذلك، ومحاولة استعمال قنينات الغازلتفجيرها في وجه رجال الأمن عند اقتحامهم الحي الجامعي . وقد وُضع المعتقلون الذين تم القبض عليهم على خلفية هذه الأحداث رهن الحراسة النظرية في انتظار تقديمهم للنيابة العامة في اليوم الموالي.