توصل باحثون أمريكيون إلى طريقة جديدة للتخلص من الذكريات غير المرغوبة، وذلك عن طريق تغيير السياق الذي نفكر من خلاله بهذه الذكريات. وعرف المنظرون منذ العصر اليوناني القديم أهمية السياق في استرجاع الذكريات، مثل تذكر حدث ما عند مشاهدة شخص أو مكان ما أو حتى التعرض لرائحة معينة، لكن الباحثين من جامعة دارتموث أراداو أن يعكسوا العملية، ومعرفة إمكانية نسيان بعض الذكريات بشكل متعمد. وأخضع الباحثون مجموعة من المتطوعين لبعض الاختبارات، حيث عرضوا عليهم صوراً لمناظر طبيعية مثل الغابات والجبال والشواطىء، في الوقت الذي كانوا يدرسون مجموعتين من الكلمات العشوائية، وطُلب من المشاركين نسيان أو تذكر المجموعة الأولى أثناء دراستهم للمجموعة الثانية. وخلال التجربة، تتبع الباحثون آثار الأفكار والسياقات في الدماغ عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي، وسمحت لهم صور الدماغ متابعة كيف تلاشى المشهد أو السياق من أفكار المشاركين مع مرور الوقت. ويقول الدكتور جيريمي مانينغ الذي قاد الدراسة: كان هدفنا هو استخدام صور المشاهد الطبيعية لتحييد الأفكار والسياقات المرتبطة بالكلمات العشوائية المدروسة لدى المشاركين. وأظهرت عمليات المسح لدماغ المشاركين أنهم تخلصوا من النشاطات أو المشاهد المرافقة للذكريات بمجرد أن طلب منهم نسيانها، فعلى سبيل المثال، يجب عليك أن تتوقف عن التفكير بالأطباق التي كانت تحضرها جدتك إذا كنت لا تريد التفكير بها بعد وفاتها.