قبل أيام مضت، غرق الشارع المغربي في ملف ما يسمى "بالمؤذونيات او لكريمات "واش عاد فقنا من القلبة؟ "ألم نتعايش مع الكرم الحاتمي الذي قسّمنا إلى قسمين " شي واكل وشي موكول" سياسة ، تكرّست معها الزبونية والمحسوبية ودائرة المحضيين المقرّبين المشمولين بالرعاية والمكرمات يتحكمون في البلد" بالريموت كونترول" تلكوموند" وفئة أخرى ، خارج الملعب اكتفت بدور المتفرج ، وأي متفرج؟؟!! ولكي أكون منصفة مع أصحاب (لكريمات) أقول "راه مسرقوهاش " وإنما منحت لهم "بارد ة و مبردة"جاتهم لباب الدّار ؟ واش يرجعوها" ؟؟ . إنها عادة متأصلة في المغرب من عقود طويلة سياسة المحضيين ، تربينا على هذا وكنا نرى ذلك ونرفع رؤوسنا إلى السماء مرددين دعاءالمغلوب على أمره " الرجاء في الله" فماذا تغيّر الآن ؟؟ أو أننا صدّقنا بأن الملفات الآسنة ستُفتح اتباعا " وتسقط الأسماء كأوراق شجرة يابسة في يوم خريفي، وهل هذا المسلسل( مسلسل من أين لك هذا؟ سيكون ستيكوم مغربي "باسل " أو مسلسل مكسيكي "مجبد" يجرنا لسنوات ؟؟ فسياسة المحاباة والتدليل ليست جديدة بل هي من بقايا الجاهلية الأولى، ظلت تلقي بظلالها على واقعنا المرير، مادامت "الشكارة من الشعب المزلوط" نحن أمة تنظر إلى الوراء؟؟ وتتعثّر دائما ؟؟نبحث في ماضي قتل فينا المروءة ، ماضي همّش آباءنا وسحقهم في حقول الكد اليومي الأزلي ، فتركوا لكريمات لمن حالفهم الحظ وابتسم في وجههم ، ورغم ما حاقهم من تعسّف وجور لم تنطفئ شعلة الحب لوطنهم لأنهم شرفاء يأكلون من كدّهم اليومي،، من عرق جبينهم،، لا ينتظرون صدقة من أحد!! "معولين على راسهم " منهم من غادرنا إلى دار لا يظلم فيها أحد ، ومنهم من ينتظر بصمت بعد أن علّمته التجارب أن الحياة نضال،، من أجل خيرتعيش فيه وتلقى الله عليه،، ولم يشينهم وجود المتنطعين على مسرح الحياة "مساحين الكابة والطباسل ،، لله در كل شريف عفيف ينام على جلد بطنه ويحمد الله على ما أعطى،، أوعلى ما أخذ،، والحمد لله أنه لا يزال يعيش بيننا شرفاء،، من ينطبق عليهم مثل مغربي عظيم يقول : " جوعي في كرشي وعنايتي في راسي" فالجوع لا يشعر به غير صاحبه أما الكبرياء والعزة فهي الواجهة المكشوفة التي يراها الجميع وبالتالي لاتستطيع إخفاءها . وحتى لا نقف كثيرا أمام هذا الملف،، فالوقت يتسرّب وهناك عدّة قضايا عالقة وساخنة تستحق الأولوية منها تعليم " الفرشي " " والصحة " ديال الكرطون " والشباب المعطّل الذي يستجدي الإعتراف بحقه المشروع في عمل يحفظ ماء وجهه ، والسكن اللائق فعوض أن نحارب السكن العشوائي ونهدّم بيوت على رؤوس أصحابها ،،"عشوائيات" تستر عورات الناس،،فليُقدّم لهم البديل !!! ؟؟؟ سكن يصلح للآدميين،، أفلم يظهر لهم غير عشوائيات الضعفاء؟؟؟ !!! أما عشوائيات " المتنفّذين " "فهي سمن وعسل" !!! فحتى الحشرات تبني بيوتها بالطريقة التي تحمي بها نفسها وأولادها من عوامل الطبيعة ، فكيف بالإنسان البسيط الذي يريد ان يستر عرضه من المتلصّصين،، ومن باقي الآفات الأخرى التي يعُجُ بها الوطن . نحن المغاربة نعرف من عاش بيننا كريما "ما عندو حتى عشاء ليلة " ومن حفّن وكنّز وخطف ولهف ونهب ، وغسل "وجمع وطوى" وإذا فتحنا باب من أين لك هذا ، لن يقفل أبدا"غادي يكون الطايح كثر من النايض" فالهبة لا ترد في ثقافتنا المغربية ،، هكذا علّمنا الآباء،،ولن اتطرق إلى الجانب الديني في هذا الخصوص لأنه ليس من حقّي ولا حقلي ، فلنحتسب عند الله ما وُهب وما ضاع، وما سُرق ،وما خطف، وما نهب، ليس خوفا من أحد ،، أو تعفّفا !!!وإنما لنُجنّب شارعنا أهوال اللّغط وتفاهة " لخوى الخاوي" لأن الوقت من ذهب،، وكفانا ما ضاع من أعمارنا " هرمنا ونحن نقلّب الصفحات ونجترّ الماضي البئيس،، فالأفضل أن نجعل من وطننا سفينة نجاة!! تنتشل الغارقين في وحل الجهل والأمية ، فالأمي ليس فقط من لا يكتب ولا يقرأ!! بل من لا يشعر بواجبه تجاه وطنه ؟؟ أمية الواجب هي الأفضع !!! ولنحرّر نفوسنا من عقلية "شد ليا نقطع ليك" ولنصحّح المسار من أجل جيل واعد ،،يعرف حقوقه وينتزعها بشرف، ويعرف واجباته فيسطّرها بشرف أيضا ،، لن نحاسب الآن من أخذ مأذونية "بحر أو شانطي" أو طوبيس ؟؟ أسيدي " بصحتكم" ربحوا بها " وأختم هذياني هذا بكلمة للشرفاء من أبناء وطني ..... تقليبكم لدفاتر الماضي لن يجدي شيئا ،حيث فيه إرباك للحاضر،، وتشتيت للرؤى، فالماضي انتهى ولن يعود والعاقل من ينظر إلى الأمام،، حتى لا يخالف سنة الحياة، وقانون الطبيعة ،فالقوافل تسير إلى الأمام،، والرياح تندفع وتتقدّم ،،والزمن يخطو حثيثا إلى الأمام ، فلربّما نحتاج إلى مدوّنة سير أخرى" تكون أكثر حنكة" تعلّمنا أبجديات قيادة "أنفسنا" إلى الأمام مقيمة في البحرين