حوالي الساعة الحادية عشر من مساء يوم 28 فبراير، اشتد المخاض على زوجتي الحامل، فقصدت مستشفى محمد الخامس بوادي زم معية زوجتي ووالدتها المريضة وابنتي ذات السنتين ونصف. وعند وصولنا لمصلحة الولادة فوجئنا بالباب مقفلا ، فتحت الباب ففتح، فدخلت زوجتي ووالدتها ومكت انا صحبة ابنتي بالسيارة. وبعد خمس دقائق سمعت صراخا فدخلت، لقاعة الانتظار فاذا بي اجد احدى مولدات المداومة "قابلة" التي استفاقت من نومها تدفع بوالدة زوجتي وتنهرها.. "خرجو عليا من هنا العروبية لي حطو الكار ايجيبوه ليا هنا" واستدارت جهة عاملة النظافة لتوبخها "ياك قلت لك سدي بالسوارت" عرفت ان الممرضات كن يحلمن بنوم هادئ وان وصول زوجتي سيفسد ليلتهن. عندها تدخلت وطلبت منها التحدث بأدب والا ترفع صوتها، واننا في مستشفى عمومي وليس بمصحة في ملكيتها الخاصة، عندها اطلقت العنان لسانها السليط السوقي بكل انواع السب والشتم واقبح الاوصاف وقالت بالحرف "لي عندو شي شيخة ايجيبها ليا هنا" "خرجو عليا " " والله حتى ربي والدين امك باش فيما دخلت شي سبيطار تحدر راسك "... كانت "القابلة" قبيحة الوجه، تبدو عليها علامات الامية والجهل والعقد النفسية، سليطة اللسان تعتبر نفسها كل شيء بالمستشفى بمجرد جلوسها على كرسي ومكتب خشبي مهترئ كنفسيتها ، وقد تعودت على تعنيف نساء البوادي اللاتي يقصدن مصلحة الولادة..! ويعرف مستشفى محمد الخامس بوادي زم سمعة جد سيئة في اوساط الساكنة بسبب تصرفات العاملين فيه اللامسؤولة واللا انسانية وافتقاره لابسط التجهيزات الطبية.. مما يجعله مجرد اسم و اسوار لاتنفع وكل مايقومون به هو ارسال المرضى لمستشفى الاقليمي بخريبكة. حاولت البحث عن اي مسؤول بالمستشفى لم اجد احدا... فحاولت ان اخرج لانقذ زوجتي اولا وقبل كل شيء وان اتوجه بها لمصحة خاصة... عندها احتجزونا داخل القاعة واقفلو الابواب بعد ان نادو على حارسي امن الخاص.. زوجتي تتألم ومع ذالك رفضو تقديم المساعدة لها.. وكذلك والدتها التي تعاني من امراض مزمنة "السكري والأعصاب وارتفاع الضغط".. ابنتي تبكي وخوفا سقطت في بركة مائية امام باب المصلحة فابتلت بكاملها في درجة حرارة اقل من الصفر وهي مريضة لحد الان. ومع ذالك احتجزونا الى ان جاء احد مفتشي الشرطة.. واسترسلت "القابلة" "الامية "في شتمي وزوجتي الحاصلة على الماستر في الاقتصاد تخصص بنوك وتعمل كرئيسة حسابات بوكالة بنكية معروفة جدا بالمدينة.. كان هناك مجموعة من الممرضات امين لنصرتها والصراخ علينا واكمال مابدئته القابلة من شتائم على مسمع من الشرطي الذي حضر للمعاينة. سجل الشرطي معلوماتنا و طلب مني الذهاب الى مصحة خاصة.. وان انتظر استدعاء الشرطة لي وزوجتي ووالدتها لسماع اقوالنا وتحرير محضر وتقديمه للعدالة. وحملت زوجتي الى اقرب مصحة خاصة ببني ملال تبعد عن وادي زم ب60 كلم. لتلد هناك بعد معانات كثيرة جراء الازمة النفسية التي تركها الاهانات والشتائم في نفسها. علما ان زوجتي لم تتحدث ولو بكلمة واحدة. لم نفرح كما كنا ننتظر بمولودنا الجديد.. كان قدومه كاننا في مأتم بسبب ما تركه الحادث في نفسيتنا. فكيف لنا كمواطنين ان نقصد مصلحة عمومية للعلاج كحق دستوري ان يسلب منا هذا الحق. وان نهان ونشتم ويطرح بكرامتنا الارض وفي النهاية يعود اللوم الينا كمواطنين... الى متى ستبقى ساكنة وادي زم عرضة للاستهتار والعنصرية من طرف بعض الاميين من العاملين بهذا المستشفى الذين يفرغون عقدهم النفسية بالاساءة والتعسف على المواطنين ؟.