الذهب يهبط لأدنى مستوى    المنتزه الوطني للحسيمة .. الذئب الذهبي الإفريقي مفترس يضبط التوازن البيئي    مصيبة.. اغتصاب قاصر من طرف "أجودان شاف" في المستشفى العسكري    المعارضة تدعو لتشكيل لجنة لتقصي الحقائق بشأن دعم استيراد المواشي والأبقار بمليارات الدراهم    النيابة العامة بابتدائية الرباط: منع المعطي منجب من السفر يدخل ضمن مسطرة قضائية جارية بشأن شبهة غسل أموال    سعر النفط يواصل الهبوط بسبب تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين ومخاوف الركود    بنك المغرب: ركود الإنتاج وارتفاع المبيعات الصناعية في فبراير 2025    إسقاط الجزائر لطائرة مسيرة مالية يكشف المستور: هل تحمي المخابرات الجزائرية إياد أغ غالي؟    بعد طردها من مايكروسوفت…ابتهال المغربية تتوصل بعرض عمل من ملياردير كويتي    ابتداء من ماي المقبل.. معاش الشيخوخة يشمل فئات جديدة واسترجاع الاشتراكات ممكن بشروط    ولد الرشيد يؤكد أن الأمم المتحدة "الإطار الشرعي الوحيد" لمعالجة النزاع حول الصحراء المغربية    اليوم العالمي للصحة .. إطلاق الحملة الوطنية للتحسيس بأهمية زيارات تتبع الحمل    الفرحة تعود لمنزل سلطان الطرب جورج وسوف (صور)    الدكتورة غزلان توضح ل "رسالة 24": الفرق بين الحساسية الموسمية والحساسية المزمنة    الرسوم الجمركية الأمريكية والإجراءات الصينية تلقي بظلالها على بورصة الدار البيضاء    عصبة الأبطال.. الجيش الملكي يخوض أخر حصة تدريبة مساء اليوم تأهبا لمواجهة بيراميدز غدا الثلاثاء    الاستفادة من معاش الشيخوخة ابتداء من فاتح ماي 2025 (الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي)    أوزود تستعد لإطلاق النسخة الأولى من "الترايل الدولي" الأحد المقبل    علوم اجتماعية تحت الطلب    تعزيز الشراكة العسكرية بين المغرب والناتو: زيارة وفد بحري رفيع المستوى إلى المملكة    تراجع طفيف في سعر الغازوال والإبقاء على ثمن البنزين في 13,05 درهما    انهيار في مداولات البورصات الأوروبية بعد تراجع كبير في البورصات الآسيوية والخليجية الأحد    كأس إفريقيا للأمم لأقل من 17 سنة: المنتخب الوطني يتأهل لدور الربع بتغلبه على نظيره التنزاني    أمن إنزكان يوقف شاباً ألحق خسائر بممتلكات الغير    النيابة العامة تتحدث عن مسطرة قضائية جديدة في مواجهة المعطي منجب أدت إلى منعه من السفر    مزراوي يحظى بإشادة جماهير مانشستر يونايتد    مبابي: "أفضل الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا على أن الكرة الذهبية"    أغنية "تماسيح" جديد الشاب بلال تحتل المرتبة العاشرة في "الطوندونس" المغربي    بدء مناورات جوية بين الفلبين والولايات المتحدة لتعزيز التعاون العسكري    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الاثنين    مهمّة حاسمة للركراكي.. جولة أوروبية لتفقد مواهب المهجر استعداداً لتعزيز صفوف المنتخب    انتقادات تلاحق وزارة الفلاحة بسبب تنظيمها لبرنامج تكويني بسوس بمشاركة مؤسسة إسرائيلية    المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية يقلب بعض المسلمات رأسا على عقب    "الاثنين الأسود".. حرب الرسوم الجمركية تُفقد بورصة وول ستريت 5 تريليونات دولار    الرئيس البرازيلي السابق "بولسونارو" يتظاهر في الشارع    طقس الإثنين .. أجواء قليلة السحب مع تشكل كتل ضبابية    القاهرة ترفع ستار مهرجان الفضاءات المسرحية المتعددة    مقابل 120 ألف يورو.. عناصر أمنية إسبانية سهلت عبور أطنان من الحشيش    ابتهال أبو السعد.. مهندسة مغربية تهز العالم بشجاعتها وتنتصر لفلسطين    المغرب.. قوة معدنية صاعدة تفتح شهية المستثمرين الأجانب    ماراثون مكناس الدولي "الأبواب العتيقة" ينعقد في ماي المقبل    الولايات المتحدة الأمريكية تحظر منتوج ملاحة في كوريا    النظام الجزائري.. تحولات السياسة الروسية من حليف إلى خصم في مواجهة الساحل الإفريقي    روعة مركب الامير مولاي عبد الله بالرباط …    تفاعلا مع الورش الملكي لإصلاح المنظومة الصحية.. مهنيو الصحة 'الأحرار' يناقشون مواكبتهم لإصلاح القطاع    رولينغ ستونز إفريقيا في قلب صحراء امحاميد الغزلان    وزان تحتضن الدورة الأولي لمهرجان ربيع وزان السينمائي الدولي    الجسد في الثقافة الغربية 11- الجسد: لغة تتحدثنا    لاف دياز: حكومات الجنوب تستبعد القضايا الثقافية من قائمة الأولويات    سجل عشاق الراكليت يحطم رقمًا قياسيًا في مدينة مارتيني السويسرية    دش الأنف يخفف أعراض التهاب الأنف التحسسي ويعزز التنفس    "قافلة أعصاب" تحل بالقصر الكبير    توضيحات تنفي ادعاءات فرنسا وبلجيكا الموجهة للمغرب..    العيد: بين الألم والأمل دعوة للسلام والتسامح    أجواء روحانية في صلاة العيد بالعيون    طواسينُ الخير    تعرف على كيفية أداء صلاة العيد ووقتها الشرعي حسب الهدي النبوي    الكسوف الجزئي يحجب أشعة الشمس بنسبة تقل عن 18% في المغرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لخلج: الاستغناء حاليا عن غيرتس قد يكون خطأ جسيما
نشر في أخبارنا يوم 10 - 02 - 2012

بعدما ندد الجميع بالعرض الذي قدمه المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2012، ظهرت بعض الاقتراحات التي من شأنها انتشال الكرة الوطنية من الوضع الكارثي التي وصلت إليه، خاصة أن الكل استاء من الطريقة التي تم بها الإقصاء.
من بين هذه الاقتراحات نجد ذاك المتعلق بالاستغناء عن المدرب البلجيكي ايريك غيرتس، وتعويضه بإطار وطني تكون له التجربة الكافية لقيادة المنتخب الوطني في الاستحقاقات المقبلة.
وفي ظل هذه السياق، نتساءل: هل الاستغناء عن المدرب اليوم سيحل المشكلة فعلا، وكيف يمكن للجامعة الاستغناء عن المدرب إن هي أرادت ذلك، في ظل إبرام عقد متوسط المدى، وقبل كل هذا، هل يتحمل غيرتس مسؤولية هذا الإخفاق لوحده؟؟
عقد سري...
حين أقدمت الجامعة الوصية على التعاقد مع المدرب إيريك غيرتس للإشراف على تداريب المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، وضعت نضب أعينها مجموعة من الأهداف القريبة والمتوسطة المدى، يبقى أبرزها التأهل لنهائيات كأس إفريقيا عامي 2012 و2013، وكذلك المشاركة في نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، وهي في حد ذاتها، أي هذه الأهداف، الشروط التي تم الاتفاق عليها بين غيرتس وجامعة الكرة ببلادنا، خاصة أن الظرفية التي كانت تعيشها الكرة الوطنية حينها، وتحديدا على مستوى المنتخب الأول، كانت وضعية عصيبة للغاية، خاصة بعد الإقصاء المخيب آنذاك من نهائيات كأسي إفريقيا والعالم 2010، فكان التفكير في جلب مدرب قادر على تحقيق مجموع هذه الأهداف المذكورة وأكثر، تكون له تجربة محترمة في مجال التدريب، ليقع الاختيار آنئذ على مدرب الهلال السعودي غيرتس.
وأول شروط الاتفاق بين الطرفين، أو بآلاحرى أولى الأهداف تم إنجازها بنجاح من طرف المدرب البلجيكي، وهو نجاحه في تأهيل المنتخب الوطني لكرة القدم لنهائيات كأس إفريقيا 2012، لكن بعد العرض الباهت للنخبة الوطنية بملعب الصداقة بالعاصمة الغابونية ليبروفيل، تعالت أصوات تطالب بإقالة المدرب بإقالة غيرتس من منصبه، وتعويضه بآخر وطني، في صورة تبدو مألوفة في كل فرق ومنتخبات العالم بعد أي إخفاق.
لكن الشيء الذي لم ينتبه إليه هؤلاء المطالبون باستبعاد غيرتيس عن تدريب النخبة الوطنية، هو كون العقد الذي يربط المدرب البلجيكي والجامعة يستمر إلى غاية العام 2014، وإذا ما أراد أحد الطرفين الإخلال ببنود العقد، سواء بتقديم الاستقالة أو الإقالة، فالشرط الجزائي سيكون ذا قيمة مالية مرتفعة، خصوصا أن الراتب الذي يتقاضاه المدرب البلجيكي من الجامعية الملكية المغربية لكرة القدم يعتبر مرتفعا هو الآخر حسب ما يروج له، أي ما لا يقل عن 250 ألف دولار في الشهر، وبعملية حسابية بسيطة، فالاستغناء عن المدرب غيرتيس في هده الفترة بالذات، يكلف الجامعة ما لا يقل عن 10 ملايين دولار، أي ما يقارب 10 ملايير سنتيم، هذا بالطبع إن كانت شروط الاتفاق بين الطرفين مبينة على هذا الأساس علما أن الفرنسي روجي لومير كان آخر مدرب كلف خزينة المنتخب ما يقارب ال 320 ألف دولار، كشرط جزائي عندما تم الاستغناء عنه.
لكن، هذا الشرط الجزائي الذي يرهب الجامعة بقيمته المالية الباهظة، إن لم نقل المبالغ فيها، يمكن أن يصبح في خبر كان، إن أردات الجامعة كما قلنا سابقا الاستغناء عن البلجيكي غيرتس، والسبب يعود بالدرجة الأولى إلى أن بنودا في العقد الحالي بين الجامعة وغيرتيس تحمي الطرف الأول من أداء الشرط الجزائي، وهو ما صرح به رئيس الجامعة الكروية على الفاسي الفهري سابقا، حين قال بأن "هذا العقد المبرم بين الطرفين، يحمي مصالح الكرة الوطنية، حيث يؤكد بند قانوني يعطي الحق للجامعة بفسخ العقد بناء على النتائج والإخلال ببعض الشروط"، وللتأكد من هذا المعطى، قامت "الموعد الرياضي" بالاتصال بالجامعة الوصية أكثر من مرة، لكن دون جدوى.
وحسب مصادر صحفية، فإن المقصود بهذا البند، هو الانفصال بالتراضي مع غيرتيس، أو الإخلال بأحد الشروط المهنية، كتصريح صحفي أو إساءة لأحد الأطراف المعنية من طرف البلجيكي مدرب المنتخب، والتي بموجبها يمكن أن تقوم الجامعة بالاستغناء عن مدرب المنتخب الوطني دون الحاجة لتعويضه بالشرط الجزائي.
"غيرتس الرجل الأنسب للمرحلة القادمة.."
هل حان الوقت فعلا للاستغناء عن غيرتس، وهل أخذ فرصته الكاملة في تنفيذ ما جاء لأجله، وهل يعتبر المسؤول الوحيد عما وقع في الغابون؟
أسئلة وأخرى يجب الوقوف عندها قبل الحديث عن الاستغناء عن الرجل، والذي لا يختلف اثنان على أنه أخطأ فعلا في العديد من الأمور، لكن هل يصل إلى حد المطالبة بالاستغناء عنه؟ وبتفكير معمق بعض الشيء، كيف كانت وضعية المنتخب الوطني قبل مجيء غيرتس، وما الذي تغير بعد قدومه؟.
لاعب المنتخب الوطني السابق الطاهر لخلج، وصاحب لقب أحسن ممرر في مونديال 98 بفرنسا، قال ل"الموعد الرياضي" أن الاستغناء عن غيرتيس في هذه اللحظة بالذات يعتبر خطأ لا يغتفر، خاصة أن المنتخب الوطني الآن في حاجة إلى الاستقرار، وليس إلى زعزعة أركانه بإقالة الناخب الوطني، والكرة الوطنية مقبلة على أكثر من استحقاق، وتابع:"قد أكون كاذبا إن قلت لك بأن المدرب غيرتيس ليس مدربا كفؤا، وهذا ما ظهر بالملموس من خلال إسرافه على المنتخب الوطني منذ ما يقارب السنة، لأن التأهل للكأس الإفريقية بعد الأوضاع العصيبة التي عاشتها الكرة الوطنية قبل ذلك، يعتبر إنجازا، رغم أن البعض رأى غير ذلك، لكن شخصيا أعتبره عملا جبارا لأنه قاد النخبة الوطنية للفوز في أكثر من مباراة، واعتلاء صدارة مجموعة أي بكثير مما يعتقد البعض.
صحيح في هذه النهائيات ارتكب أخطاء جسيمة لا تغتفر، لكنها تبقى واردة في عالم كرة القدم، خاصة أنه يدرب لأول مرة منتخبا وطنيا، ويشارك للمرة الأولى أيضا في نهائيات كأس إفريقيا والتي جرت "لسوء حظه" في بلد يتميز بأجواء مناخية خاصة، وهذا بالطبع، قد يشفع للرجل رغم أخطائه التي يمكن تجاوزها في مستقبل الأيام.""
وحول فترة الاستعدادات، التي رأى البعض أنها أول الأخطاء المرتكبة قال الطاهر لخلج:" فترة الاستعدادات، هي التي كانت سببا مباشرا في ما حدث، فلا يعقل أن يلعب المنتخب الوطني في منطقة حارة، ويذهب للاستعداد في منطقة باردة بإسبانيا، هذا بالطبع من الأسباب المباشرة للنكبة، وأتذكر قبل مونديال 94 بفرنسا، ذهبنا للاستعداد بموريال بكندا، والتي كانت حينئذ ذات جو بارد، ولعبنا النهائيات بالولايات المتحدة، التي كانت ذات جو حار نسبيا، وهذا ما أثر على أدائنا بشكل كبير جدا، ولم نستطع بسببه مجاراة إيقاع الدورة، وهذا كما قلت لك واحد من الأسباب التي قد تؤثر على اللاعب، وهذا فعلا ما حدث لكتيبة غيرتيس قبل الكأس الإفريقية، وأتمنى فعلا أن يتم تجاوز الأخطاء، ويعمل على تصحيحها مدرب المنتخب، لأن الاستحقاقات القادمة هي الأهم الآن وكفى انتقادا، لأن ما حدث لا يمكن أن يعود ليصحح مرة أخرى".
تصريح الطاهر لخلج يعززه تصريح آخر لخالد فوهامي حارس المنتخب الوطني المغربي السابق، الذي قال ل"الموعد الرياضي" :" لامجال للعودة إلى الوراء، يجب الإبقاء على المدرب لتصحيح الأخطاء، الوقوع في الخطأ ليس عيبا، لكن العيب هو تكرار الوقوع فيه، وأظن أن المدرب غيرتيس لديه من التجربة والحنكة ما يمكن أن يقود به المنتخب الوطني للأمام، ولا يجب التسرع دائما لاستخلاص النتائج".
وجهتا نظر لاعبين سبقا أن دافعا عن قميص الأسود أكثر من مرة، تعتبر مفتاح النجاح مستقبلا، إن كان المراد هو النجاح بالطبع.
لكن المسؤولية التي نتحدث عنها اليوم، هل لطرف آخر دور في ذلك، لماذا لا يتم إظهار الحقيقة للناس كي تكون الأمور على بينة، حتى لا يفتح الباب على مصرعيه للشائعات التي أضحت اليوم تغزو كل الأحاديث، خاصة تلك التي تتعلق براتب المدرب، وكذلك أجواء ما قبل التظاهرة الكروية القارية، التي قد تحمل في طياتها جانبا من الحقيقة الخفية؟.
أخطاء غيرتيس...
إن أردنا التحدث حول ما قدمه غيرتيس خلال هذه المدة التي درب فيها المنتخب الوطني المغربي، يتبين لنا أنه نجح في مهامه التي جاء من أجلها بنسبة مائة في المائة، حتى شهر يناير من هذه السنة، حين المشاركة في كأس إفريقيا للأمم في دورتها الثامنة والعشرين.
أخطاء البلجيكي غيرتيس تبدأ باختيار ماربيا هذه المنطقة بالذات للاستعداد، وثانيا بحصول بعض التجاوزات خلال المعسكر المذكور، لعل أبرزها الخلاف الذي كان قائما بينه وبين كريم العالم رئيس الوفد المغربي ومستشار رئيس الجامعة لأسباب تبدو بسيطة، وهو ما أثر على الجو السائد هنالك، لولا تدخل رشيد الوالي العلمي وعبد الإله أكرم قصد تلطيف الأجواء حين سافرا إلى ماربيا الإسبانية للغرض المذكور.
وثالث الأخطاء التي وقع فيها غيريتس بالغابون، هي تلك المرتبطة باعتماده على لاعب مصاب في أولى المواجهات، وكذلك على لاعبين تنقصهم التنافسية، زد على ذلك الاختيارات التكتيكية غير الموفقة، ناهيك عن الارتباك في وضع خطة لكل مباراة، إذ تميزت في المواجهة الأولى بطابع هجومي مبالغ فيه، وفي الثانية بطابع دفاعي غير مبرر، وهو ما طرح أكثر من علامة استفهام حول معرفة غيرتيس للاعبيه، وكذلك عن مدى خبرته التي اكتسبها طوال مشواره التدريبي.
لتبقى أكبر الأخطاء التي وقع فيها غيرتيس بالنسبة للجماهير المغربية، هي وعده إياهم بالظفر بالكأس الإفريقية، وهو الشيء الذي تحقق في مخيلته ومخيلة "أصحاب النية" فقط.
تجدر الإشارة إلى أن الأغلبية البرلمانية ستسائل وزير الشباب والرياضة عن أداء المنتخب الوطني في الكأس القارية، رفقة رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم على الفاسي الفهري، فيما يتجه المعارضون بقيادة حزبي الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة، للاستفسار حول أجر المدرب البلجيكي غيرتيس، ولماذا يحاط راتبه بهذه السرية المبالغ فيها؟، علما أن تقارير صحفية فرنسية وبلجيكية أشارت إلى أن راتبه يعادل 300 ألف دولار، ويتم تحويله بداية كل شهر بالعملة الصعبة إلى أحد البنوك البلجيكية، بالطبع عن طريق بنك المغرب الذي يتحفظ عن ذكر قيمة هذا التحويل البنكي "السري".


المصدر: كوداس

المنتخب الأول »
* الرئيسية
* المنتخب الأول

قراءات في عقد غيريتس
لخلج: الاستغناء حاليا عن غيرتس قد يكون خطأ جسيما
محمد زايد - كوداس 09.02.2012 51 قراءة 0 تعليق
بعدما ندد الجميع بالعرض الذي قدمه المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2012، ظهرت بعض الاقتراحات التي من شأنها انتشال الكرة الوطنية من الوضع الكارثي التي وصلت إليه، خاصة أن الكل استاء من الطريقة التي تم بها الإقصاء.
من بين هذه الاقتراحات نجد ذاك المتعلق بالاستغناء عن المدرب البلجيكي ايريك غيرتس، وتعويضه بإطار وطني تكون له التجربة الكافية لقيادة المنتخب الوطني في الاستحقاقات المقبلة.
وفي ظل هذه السياق، نتساءل: هل الاستغناء عن المدرب اليوم سيحل المشكلة فعلا، وكيف يمكن للجامعة الاستغناء عن المدرب إن هي أرادت ذلك، في ظل إبرام عقد متوسط المدى، وقبل كل هذا، هل يتحمل غيرتس مسؤولية هذا الإخفاق لوحده؟؟
عقد سري...
حين أقدمت الجامعة الوصية على التعاقد مع المدرب إيريك غيرتس للإشراف على تداريب المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، وضعت نضب أعينها مجموعة من الأهداف القريبة والمتوسطة المدى، يبقى أبرزها التأهل لنهائيات كأس إفريقيا عامي 2012 و2013، وكذلك المشاركة في نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، وهي في حد ذاتها، أي هذه الأهداف، الشروط التي تم الاتفاق عليها بين غيرتس وجامعة الكرة ببلادنا، خاصة أن الظرفية التي كانت تعيشها الكرة الوطنية حينها، وتحديدا على مستوى المنتخب الأول، كانت وضعية عصيبة للغاية، خاصة بعد الإقصاء المخيب آنذاك من نهائيات كأسي إفريقيا والعالم 2010، فكان التفكير في جلب مدرب قادر على تحقيق مجموع هذه الأهداف المذكورة وأكثر، تكون له تجربة محترمة في مجال التدريب، ليقع الاختيار آنئذ على مدرب الهلال السعودي غيرتس.
وأول شروط الاتفاق بين الطرفين، أو بآلاحرى أولى الأهداف تم إنجازها بنجاح من طرف المدرب البلجيكي، وهو نجاحه في تأهيل المنتخب الوطني لكرة القدم لنهائيات كأس إفريقيا 2012، لكن بعد العرض الباهت للنخبة الوطنية بملعب الصداقة بالعاصمة الغابونية ليبروفيل، تعالت أصوات تطالب بإقالة المدرب بإقالة غيرتس من منصبه، وتعويضه بآخر وطني، في صورة تبدو مألوفة في كل فرق ومنتخبات العالم بعد أي إخفاق.
لكن الشيء الذي لم ينتبه إليه هؤلاء المطالبون باستبعاد غيرتيس عن تدريب النخبة الوطنية، هو كون العقد الذي يربط المدرب البلجيكي والجامعة يستمر إلى غاية العام 2014، وإذا ما أراد أحد الطرفين الإخلال ببنود العقد، سواء بتقديم الاستقالة أو الإقالة، فالشرط الجزائي سيكون ذا قيمة مالية مرتفعة، خصوصا أن الراتب الذي يتقاضاه المدرب البلجيكي من الجامعية الملكية المغربية لكرة القدم يعتبر مرتفعا هو الآخر حسب ما يروج له، أي ما لا يقل عن 250 ألف دولار في الشهر، وبعملية حسابية بسيطة، فالاستغناء عن المدرب غيرتيس في هده الفترة بالذات، يكلف الجامعة ما لا يقل عن 10 ملايين دولار، أي ما يقارب 10 ملايير سنتيم، هذا بالطبع إن كانت شروط الاتفاق بين الطرفين مبينة على هذا الأساس
علما أن الفرنسي روجي لومير كان آخر مدرب كلف خزينة المنتخب ما يقارب ال 320 ألف دولار، كشرط جزائي عندما تم الاستغناء عنه.
لكن، هذا الشرط الجزائي الذي يرهب الجامعة بقيمته المالية الباهظة، إن لم نقل المبالغ فيها، يمكن أن يصبح في خبر كان، إن أردات الجامعة كما قلنا سابقا الاستغناء عن البلجيكي غيرتس، والسبب يعود بالدرجة الأولى إلى أن بنودا في العقد الحالي بين الجامعة وغيرتيس تحمي الطرف الأول من أداء الشرط الجزائي، وهو ما صرح به رئيس الجامعة الكروية على الفاسي الفهري سابقا، حين قال بأن "هذا العقد المبرم بين الطرفين، يحمي مصالح الكرة الوطنية، حيث يؤكد بند قانوني يعطي الحق للجامعة بفسخ العقد بناء على النتائج والإخلال ببعض الشروط"، وللتأكد من هذا المعطى، قامت "الموعد الرياضي" بالاتصال بالجامعة الوصية أكثر من مرة، لكن دون جدوى.
وحسب مصادر صحفية، فإن المقصود بهذا البند، هو الانفصال بالتراضي مع غيرتيس، أو الإخلال بأحد الشروط المهنية، كتصريح صحفي أو إساءة لأحد الأطراف المعنية من طرف البلجيكي مدرب المنتخب، والتي بموجبها يمكن أن تقوم الجامعة بالاستغناء عن مدرب المنتخب الوطني دون الحاجة لتعويضه بالشرط الجزائي.
"غيرتس الرجل الأنسب للمرحلة القادمة.."
هل حان الوقت فعلا للاستغناء عن غيرتس، وهل أخذ فرصته الكاملة في تنفيذ ما جاء لأجله، وهل يعتبر المسؤول الوحيد عما وقع في الغابون؟
أسئلة وأخرى يجب الوقوف عندها قبل الحديث عن الاستغناء عن الرجل، والذي لا يختلف اثنان على أنه أخطأ فعلا في العديد من الأمور، لكن هل يصل إلى حد المطالبة بالاستغناء عنه؟ وبتفكير معمق بعض الشيء، كيف كانت وضعية المنتخب الوطني قبل مجيء غيرتس، وما الذي تغير بعد قدومه؟.
لاعب المنتخب الوطني السابق الطاهر لخلج، وصاحب لقب أحسن ممرر في مونديال 98 بفرنسا، قال ل"الموعد الرياضي" أن الاستغناء عن غيرتيس في هذه اللحظة بالذات يعتبر خطأ لا يغتفر، خاصة أن المنتخب الوطني الآن في حاجة إلى الاستقرار، وليس إلى زعزعة أركانه بإقالة الناخب الوطني، والكرة الوطنية مقبلة على أكثر من استحقاق، وتابع:"قد أكون كاذبا إن قلت لك بأن المدرب غيرتيس ليس مدربا كفؤا، وهذا ما ظهر بالملموس من خلال إسرافه على المنتخب الوطني منذ ما يقارب السنة، لأن التأهل للكأس الإفريقية بعد الأوضاع العصيبة التي عاشتها الكرة الوطنية قبل ذلك، يعتبر إنجازا، رغم أن البعض رأى غير ذلك، لكن شخصيا أعتبره عملا جبارا لأنه قاد النخبة الوطنية للفوز في أكثر من مباراة، واعتلاء صدارة مجموعة أي بكثير مما يعتقد البعض.
صحيح في هذه النهائيات ارتكب أخطاء جسيمة لا تغتفر، لكنها تبقى واردة في عالم كرة القدم، خاصة أنه يدرب لأول مرة منتخبا وطنيا، ويشارك للمرة الأولى أيضا في نهائيات كأس إفريقيا والتي جرت "لسوء حظه" في بلد يتميز بأجواء مناخية خاصة، وهذا بالطبع، قد يشفع للرجل رغم أخطائه التي يمكن تجاوزها في مستقبل الأيام.""
وحول فترة الاستعدادات، التي رأى البعض أنها أول الأخطاء المرتكبة قال الطاهر لخلج:" فترة الاستعدادات، هي التي كانت سببا مباشرا في ما حدث، فلا يعقل أن يلعب المنتخب الوطني في منطقة حارة، ويذهب للاستعداد في منطقة باردة بإسبانيا، هذا بالطبع من الأسباب المباشرة للنكبة، وأتذكر قبل مونديال 94 بفرنسا، ذهبنا للاستعداد بموريال بكندا، والتي كانت حينئذ ذات جو بارد، ولعبنا النهائيات بالولايات المتحدة، التي كانت ذات جو حار نسبيا، وهذا ما أثر على أدائنا بشكل كبير جدا، ولم نستطع بسببه مجاراة إيقاع الدورة، وهذا كما قلت لك واحد من الأسباب التي قد تؤثر على اللاعب، وهذا فعلا ما حدث لكتيبة غيرتيس قبل الكأس الإفريقية، وأتمنى فعلا أن يتم تجاوز الأخطاء، ويعمل على تصحيحها مدرب المنتخب، لأن الاستحقاقات القادمة هي الأهم الآن وكفى انتقادا، لأن ما حدث لا يمكن أن يعود ليصحح مرة أخرى".
تصريح الطاهر لخلج يعززه تصريح آخر لخالد فوهامي حارس المنتخب الوطني المغربي السابق، الذي قال ل"الموعد الرياضي" :" لامجال للعودة إلى الوراء، يجب الإبقاء على المدرب لتصحيح الأخطاء، الوقوع في الخطأ ليس عيبا، لكن العيب هو تكرار الوقوع فيه، وأظن أن المدرب غيرتيس لديه من التجربة والحنكة ما يمكن أن يقود به المنتخب الوطني للأمام، ولا يجب التسرع دائما لاستخلاص النتائج".
وجهتا نظر لاعبين سبقا أن دافعا عن قميص الأسود أكثر من مرة، تعتبر مفتاح النجاح مستقبلا، إن كان المراد هو النجاح بالطبع.
لكن المسؤولية التي نتحدث عنها اليوم، هل لطرف آخر دور في ذلك، لماذا لا يتم إظهار الحقيقة للناس كي تكون الأمور على بينة، حتى لا يفتح الباب على مصرعيه للشائعات التي أضحت اليوم تغزو كل الأحاديث، خاصة تلك التي تتعلق براتب المدرب، وكذلك أجواء ما قبل التظاهرة الكروية القارية، التي قد تحمل في طياتها جانبا من الحقيقة الخفية؟.
أخطاء غيرتيس...
إن أردنا التحدث حول ما قدمه غيرتيس خلال هذه المدة التي درب فيها المنتخب الوطني المغربي، يتبين لنا أنه نجح في مهامه التي جاء من أجلها بنسبة مائة في المائة، حتى شهر يناير من هذه السنة، حين المشاركة في كأس إفريقيا للأمم في دورتها الثامنة والعشرين.
أخطاء البلجيكي غيرتيس تبدأ باختيار ماربيا هذه المنطقة بالذات للاستعداد، وثانيا بحصول بعض التجاوزات خلال المعسكر المذكور، لعل أبرزها الخلاف الذي كان قائما بينه وبين كريم العالم رئيس الوفد المغربي ومستشار رئيس الجامعة لأسباب تبدو بسيطة، وهو ما أثر على الجو السائد هنالك، لولا تدخل رشيد الوالي العلمي وعبد الإله أكرم قصد تلطيف الأجواء حين سافرا إلى ماربيا الإسبانية للغرض المذكور.
وثالث الأخطاء التي وقع فيها غيريتس بالغابون، هي تلك المرتبطة باعتماده على لاعب مصاب في أولى المواجهات، وكذلك على لاعبين تنقصهم التنافسية، زد على ذلك الاختيارات التكتيكية غير الموفقة، ناهيك عن الارتباك في وضع خطة لكل مباراة، إذ تميزت في المواجهة الأولى بطابع هجومي مبالغ فيه، وفي الثانية بطابع دفاعي غير مبرر، وهو ما طرح أكثر من علامة استفهام حول معرفة غيرتيس للاعبيه، وكذلك عن مدى خبرته التي اكتسبها طوال مشواره التدريبي.
لتبقى أكبر الأخطاء التي وقع فيها غيرتيس بالنسبة للجماهير المغربية، هي وعده إياهم بالظفر بالكأس الإفريقية، وهو الشيء الذي تحقق في مخيلته ومخيلة "أصحاب النية" فقط.
تجدر الإشارة إلى أن الأغلبية البرلمانية ستسائل وزير الشباب والرياضة عن أداء المنتخب الوطني في الكأس القارية، رفقة رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم على الفاسي الفهري، فيما يتجه المعارضون بقيادة حزبي الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة، للاستفسار حول أجر المدرب البلجيكي غيرتيس، ولماذا يحاط راتبه بهذه السرية المبالغ فيها؟، علما أن تقارير صحفية فرنسية وبلجيكية أشارت إلى أن راتبه يعادل 300 ألف دولار، ويتم تحويله بداية كل شهر بالعملة الصعبة إلى أحد البنوك البلجيكية، بالطبع عن طريق بنك المغرب الذي يتحفظ عن ذكر قيمة هذا التحويل البنكي "السري".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.