رئيس الحكومة يترأس الاجتماع الأول لمجلس إدارة الوكالة الوطنية للدعم الاجتماعي    الحكومة تشكل لجنة قيادة ولجان موضوعاتية لتفعيل قانون العقوبات البديلة    ارتفاع طفيف في أداء بورصة البيضاء    فيتو أميركي في مجلس الأمن على مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة    هذه تفاصيل اجتماع سلطات الدار البيضاء مع الرجاء والوداد بخصوص "ديربي" الذهاب والإياب    تلميذ يفارق الحياة في طنجة بعد تعرضه لطعن من زميل له    "حزب الله" يتوعد بقصف "وسط تل أبيب"    توقعات أحوال الطقس لنهار اليوم الأربعاء    تفاصيل نجاة فنانة مصرية من الموت    منح 12 مليون درهم لدعم إنشاء ثلاث قاعات سينمائية    أخبار الساحة    ""البيجيدي" يدعو مجلس المنافسة للتحقيق في شبهة تواطؤات بسوق الدواجن والبيض    رئيس موريتانيا يهنئ الملك بعيد الاستقلال    شركة يابانية تختار طنجة لتشييد أول مصنع لها في إفريقيا    رئيس الحكومة يترأس اجتماعا لمناقشة تفعيل قانون العقوبات البديلة    المداخيل الجبائية ترتفع في الجماعات    الخطوط والألوان في لوحة للفنان التشكيلي عبد الكريم بنطاطو    منظمة الصحة تصدر ترخيصا لأول لقاح لفيروس جدري القردة للأطفال    نادال مودعا ملاعب التنس: " أريد أن يتذكرني الناس أنني كنت شخصا طيبا قادما من قرية صغيرة قرب مايوركا"    طفلة تسائل الحكومة عن تسول الأطفال الذي يمس بسمعة المغرب قبل تنظيم المونديال    المغرب يطمح لدخول قائمة أفضل 15 وجهة سياحية عالمياً بحلول 2030    الجناح المغربي في مؤتمر (كوب 29): واجهة للتعريف بإنجازات المغرب في مجال المناخ        الفنان حسن الدالي بحصل على 5 نجمات في البرنامج الفني ستارلايت ويواصل التباري من اجل الدخول الى عالم أضواء النجوم        الشامي: 8.5 مليون مغربي ما زالوا خارج التغطية الصحية والقطاع الخاص يلتهم نفقات العلاج    تلاميذ مغاربة يحرزون 4 ميداليات في أولمبياد العربية في الراضيات    الجامعة تُهنئ نادي الجيش الملكي بعد التأهل لنهائي دوري أبطال أفريقيا للسيدات    سيناتور أمريكي يدعو لإنهاء تواطؤ بلاده في الإبادة الإسرائيلية بغزة    إلياس المالكي يعود إلى السجن..    "الهجرة السرية" تستنفر درك الجديدة    المجلس الاقتصادي: متوسط كلفة مريض في القطاع الخاص تفوف نظيره بالقطاع العام خمس مرات    حوادث تخلف 36 قتيلا في مدن المغرب    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    من الحمى إلى الالتهابات .. أعراض الحصبة عند الأطفال    فعاليات الملتقى الإقليمي للمدن المبدعة بالدول العربية    أمزيان تختتم ورشات إلعب المسرح بالأمازيغية    أزروال يواصل تحفيز ودعم لاعبي المغرب التطواني للعودة من ديربي الشمال بانتصار    محاميان مغربيان يطالبان بإعتقال ومحاكمة نتنياهو بتهمة الإبادة الجماعية في غزة    السفارة المغربية ببلجيكا والقنصلية العامة بأنفيرس تنظمان حفل استقبال بمناسبة عيد الاستقلال    نقابة تعليمية تطالب بإسقاط الأحكام القضائية ضد أساتذة    زيلينسكي يحذر من أن بلاده "ستُهزم" إذا قطعت عنها واشنطن المساعدات العسكرية    إغلاق مئات المدارس بسبب التساقطات الثلجية القوية بالمملكة المتحدة    وقفة احتجاجية بالرباط للتنديد بالإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة        المنتخب الوطني لمواليد 2000 فما فوق يتعادل مع المنتخب الإيفواري في بنجيرفيل    الطريق السريع تزنيت–الداخلة.. شريان تنمية جديد للصحراء المغربية أبهر العالم    بسبب "فضيحة" عقد 62 مليون سنوياً مع فندق.. حماة المال العام يطالبون النيابة العامة بالتحقيق مع الميراوي    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    أوكرانيا تستخدم صواريخ "أتاكمس" الأمريكية في ضرب الأراضي الروسية..    "من المسافة صفر".. 22 قصّة تخاطب العالم عن صمود المخيمات في غزة    ليدي غاغا سحبت قبالة واحدة من أفضل عروض الوقت الحقيقي من أي وقت مضى    روسيا تبدأ الاختبارات السريرية لدواء مضاد لسرطان الدم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لخلج: الاستغناء حاليا عن غيرتس قد يكون خطأ جسيما
نشر في أخبارنا يوم 10 - 02 - 2012

بعدما ندد الجميع بالعرض الذي قدمه المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2012، ظهرت بعض الاقتراحات التي من شأنها انتشال الكرة الوطنية من الوضع الكارثي التي وصلت إليه، خاصة أن الكل استاء من الطريقة التي تم بها الإقصاء.
من بين هذه الاقتراحات نجد ذاك المتعلق بالاستغناء عن المدرب البلجيكي ايريك غيرتس، وتعويضه بإطار وطني تكون له التجربة الكافية لقيادة المنتخب الوطني في الاستحقاقات المقبلة.
وفي ظل هذه السياق، نتساءل: هل الاستغناء عن المدرب اليوم سيحل المشكلة فعلا، وكيف يمكن للجامعة الاستغناء عن المدرب إن هي أرادت ذلك، في ظل إبرام عقد متوسط المدى، وقبل كل هذا، هل يتحمل غيرتس مسؤولية هذا الإخفاق لوحده؟؟
عقد سري...
حين أقدمت الجامعة الوصية على التعاقد مع المدرب إيريك غيرتس للإشراف على تداريب المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، وضعت نضب أعينها مجموعة من الأهداف القريبة والمتوسطة المدى، يبقى أبرزها التأهل لنهائيات كأس إفريقيا عامي 2012 و2013، وكذلك المشاركة في نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، وهي في حد ذاتها، أي هذه الأهداف، الشروط التي تم الاتفاق عليها بين غيرتس وجامعة الكرة ببلادنا، خاصة أن الظرفية التي كانت تعيشها الكرة الوطنية حينها، وتحديدا على مستوى المنتخب الأول، كانت وضعية عصيبة للغاية، خاصة بعد الإقصاء المخيب آنذاك من نهائيات كأسي إفريقيا والعالم 2010، فكان التفكير في جلب مدرب قادر على تحقيق مجموع هذه الأهداف المذكورة وأكثر، تكون له تجربة محترمة في مجال التدريب، ليقع الاختيار آنئذ على مدرب الهلال السعودي غيرتس.
وأول شروط الاتفاق بين الطرفين، أو بآلاحرى أولى الأهداف تم إنجازها بنجاح من طرف المدرب البلجيكي، وهو نجاحه في تأهيل المنتخب الوطني لكرة القدم لنهائيات كأس إفريقيا 2012، لكن بعد العرض الباهت للنخبة الوطنية بملعب الصداقة بالعاصمة الغابونية ليبروفيل، تعالت أصوات تطالب بإقالة المدرب بإقالة غيرتس من منصبه، وتعويضه بآخر وطني، في صورة تبدو مألوفة في كل فرق ومنتخبات العالم بعد أي إخفاق.
لكن الشيء الذي لم ينتبه إليه هؤلاء المطالبون باستبعاد غيرتيس عن تدريب النخبة الوطنية، هو كون العقد الذي يربط المدرب البلجيكي والجامعة يستمر إلى غاية العام 2014، وإذا ما أراد أحد الطرفين الإخلال ببنود العقد، سواء بتقديم الاستقالة أو الإقالة، فالشرط الجزائي سيكون ذا قيمة مالية مرتفعة، خصوصا أن الراتب الذي يتقاضاه المدرب البلجيكي من الجامعية الملكية المغربية لكرة القدم يعتبر مرتفعا هو الآخر حسب ما يروج له، أي ما لا يقل عن 250 ألف دولار في الشهر، وبعملية حسابية بسيطة، فالاستغناء عن المدرب غيرتيس في هده الفترة بالذات، يكلف الجامعة ما لا يقل عن 10 ملايين دولار، أي ما يقارب 10 ملايير سنتيم، هذا بالطبع إن كانت شروط الاتفاق بين الطرفين مبينة على هذا الأساس علما أن الفرنسي روجي لومير كان آخر مدرب كلف خزينة المنتخب ما يقارب ال 320 ألف دولار، كشرط جزائي عندما تم الاستغناء عنه.
لكن، هذا الشرط الجزائي الذي يرهب الجامعة بقيمته المالية الباهظة، إن لم نقل المبالغ فيها، يمكن أن يصبح في خبر كان، إن أردات الجامعة كما قلنا سابقا الاستغناء عن البلجيكي غيرتس، والسبب يعود بالدرجة الأولى إلى أن بنودا في العقد الحالي بين الجامعة وغيرتيس تحمي الطرف الأول من أداء الشرط الجزائي، وهو ما صرح به رئيس الجامعة الكروية على الفاسي الفهري سابقا، حين قال بأن "هذا العقد المبرم بين الطرفين، يحمي مصالح الكرة الوطنية، حيث يؤكد بند قانوني يعطي الحق للجامعة بفسخ العقد بناء على النتائج والإخلال ببعض الشروط"، وللتأكد من هذا المعطى، قامت "الموعد الرياضي" بالاتصال بالجامعة الوصية أكثر من مرة، لكن دون جدوى.
وحسب مصادر صحفية، فإن المقصود بهذا البند، هو الانفصال بالتراضي مع غيرتيس، أو الإخلال بأحد الشروط المهنية، كتصريح صحفي أو إساءة لأحد الأطراف المعنية من طرف البلجيكي مدرب المنتخب، والتي بموجبها يمكن أن تقوم الجامعة بالاستغناء عن مدرب المنتخب الوطني دون الحاجة لتعويضه بالشرط الجزائي.
"غيرتس الرجل الأنسب للمرحلة القادمة.."
هل حان الوقت فعلا للاستغناء عن غيرتس، وهل أخذ فرصته الكاملة في تنفيذ ما جاء لأجله، وهل يعتبر المسؤول الوحيد عما وقع في الغابون؟
أسئلة وأخرى يجب الوقوف عندها قبل الحديث عن الاستغناء عن الرجل، والذي لا يختلف اثنان على أنه أخطأ فعلا في العديد من الأمور، لكن هل يصل إلى حد المطالبة بالاستغناء عنه؟ وبتفكير معمق بعض الشيء، كيف كانت وضعية المنتخب الوطني قبل مجيء غيرتس، وما الذي تغير بعد قدومه؟.
لاعب المنتخب الوطني السابق الطاهر لخلج، وصاحب لقب أحسن ممرر في مونديال 98 بفرنسا، قال ل"الموعد الرياضي" أن الاستغناء عن غيرتيس في هذه اللحظة بالذات يعتبر خطأ لا يغتفر، خاصة أن المنتخب الوطني الآن في حاجة إلى الاستقرار، وليس إلى زعزعة أركانه بإقالة الناخب الوطني، والكرة الوطنية مقبلة على أكثر من استحقاق، وتابع:"قد أكون كاذبا إن قلت لك بأن المدرب غيرتيس ليس مدربا كفؤا، وهذا ما ظهر بالملموس من خلال إسرافه على المنتخب الوطني منذ ما يقارب السنة، لأن التأهل للكأس الإفريقية بعد الأوضاع العصيبة التي عاشتها الكرة الوطنية قبل ذلك، يعتبر إنجازا، رغم أن البعض رأى غير ذلك، لكن شخصيا أعتبره عملا جبارا لأنه قاد النخبة الوطنية للفوز في أكثر من مباراة، واعتلاء صدارة مجموعة أي بكثير مما يعتقد البعض.
صحيح في هذه النهائيات ارتكب أخطاء جسيمة لا تغتفر، لكنها تبقى واردة في عالم كرة القدم، خاصة أنه يدرب لأول مرة منتخبا وطنيا، ويشارك للمرة الأولى أيضا في نهائيات كأس إفريقيا والتي جرت "لسوء حظه" في بلد يتميز بأجواء مناخية خاصة، وهذا بالطبع، قد يشفع للرجل رغم أخطائه التي يمكن تجاوزها في مستقبل الأيام.""
وحول فترة الاستعدادات، التي رأى البعض أنها أول الأخطاء المرتكبة قال الطاهر لخلج:" فترة الاستعدادات، هي التي كانت سببا مباشرا في ما حدث، فلا يعقل أن يلعب المنتخب الوطني في منطقة حارة، ويذهب للاستعداد في منطقة باردة بإسبانيا، هذا بالطبع من الأسباب المباشرة للنكبة، وأتذكر قبل مونديال 94 بفرنسا، ذهبنا للاستعداد بموريال بكندا، والتي كانت حينئذ ذات جو بارد، ولعبنا النهائيات بالولايات المتحدة، التي كانت ذات جو حار نسبيا، وهذا ما أثر على أدائنا بشكل كبير جدا، ولم نستطع بسببه مجاراة إيقاع الدورة، وهذا كما قلت لك واحد من الأسباب التي قد تؤثر على اللاعب، وهذا فعلا ما حدث لكتيبة غيرتيس قبل الكأس الإفريقية، وأتمنى فعلا أن يتم تجاوز الأخطاء، ويعمل على تصحيحها مدرب المنتخب، لأن الاستحقاقات القادمة هي الأهم الآن وكفى انتقادا، لأن ما حدث لا يمكن أن يعود ليصحح مرة أخرى".
تصريح الطاهر لخلج يعززه تصريح آخر لخالد فوهامي حارس المنتخب الوطني المغربي السابق، الذي قال ل"الموعد الرياضي" :" لامجال للعودة إلى الوراء، يجب الإبقاء على المدرب لتصحيح الأخطاء، الوقوع في الخطأ ليس عيبا، لكن العيب هو تكرار الوقوع فيه، وأظن أن المدرب غيرتيس لديه من التجربة والحنكة ما يمكن أن يقود به المنتخب الوطني للأمام، ولا يجب التسرع دائما لاستخلاص النتائج".
وجهتا نظر لاعبين سبقا أن دافعا عن قميص الأسود أكثر من مرة، تعتبر مفتاح النجاح مستقبلا، إن كان المراد هو النجاح بالطبع.
لكن المسؤولية التي نتحدث عنها اليوم، هل لطرف آخر دور في ذلك، لماذا لا يتم إظهار الحقيقة للناس كي تكون الأمور على بينة، حتى لا يفتح الباب على مصرعيه للشائعات التي أضحت اليوم تغزو كل الأحاديث، خاصة تلك التي تتعلق براتب المدرب، وكذلك أجواء ما قبل التظاهرة الكروية القارية، التي قد تحمل في طياتها جانبا من الحقيقة الخفية؟.
أخطاء غيرتيس...
إن أردنا التحدث حول ما قدمه غيرتيس خلال هذه المدة التي درب فيها المنتخب الوطني المغربي، يتبين لنا أنه نجح في مهامه التي جاء من أجلها بنسبة مائة في المائة، حتى شهر يناير من هذه السنة، حين المشاركة في كأس إفريقيا للأمم في دورتها الثامنة والعشرين.
أخطاء البلجيكي غيرتيس تبدأ باختيار ماربيا هذه المنطقة بالذات للاستعداد، وثانيا بحصول بعض التجاوزات خلال المعسكر المذكور، لعل أبرزها الخلاف الذي كان قائما بينه وبين كريم العالم رئيس الوفد المغربي ومستشار رئيس الجامعة لأسباب تبدو بسيطة، وهو ما أثر على الجو السائد هنالك، لولا تدخل رشيد الوالي العلمي وعبد الإله أكرم قصد تلطيف الأجواء حين سافرا إلى ماربيا الإسبانية للغرض المذكور.
وثالث الأخطاء التي وقع فيها غيريتس بالغابون، هي تلك المرتبطة باعتماده على لاعب مصاب في أولى المواجهات، وكذلك على لاعبين تنقصهم التنافسية، زد على ذلك الاختيارات التكتيكية غير الموفقة، ناهيك عن الارتباك في وضع خطة لكل مباراة، إذ تميزت في المواجهة الأولى بطابع هجومي مبالغ فيه، وفي الثانية بطابع دفاعي غير مبرر، وهو ما طرح أكثر من علامة استفهام حول معرفة غيرتيس للاعبيه، وكذلك عن مدى خبرته التي اكتسبها طوال مشواره التدريبي.
لتبقى أكبر الأخطاء التي وقع فيها غيرتيس بالنسبة للجماهير المغربية، هي وعده إياهم بالظفر بالكأس الإفريقية، وهو الشيء الذي تحقق في مخيلته ومخيلة "أصحاب النية" فقط.
تجدر الإشارة إلى أن الأغلبية البرلمانية ستسائل وزير الشباب والرياضة عن أداء المنتخب الوطني في الكأس القارية، رفقة رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم على الفاسي الفهري، فيما يتجه المعارضون بقيادة حزبي الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة، للاستفسار حول أجر المدرب البلجيكي غيرتيس، ولماذا يحاط راتبه بهذه السرية المبالغ فيها؟، علما أن تقارير صحفية فرنسية وبلجيكية أشارت إلى أن راتبه يعادل 300 ألف دولار، ويتم تحويله بداية كل شهر بالعملة الصعبة إلى أحد البنوك البلجيكية، بالطبع عن طريق بنك المغرب الذي يتحفظ عن ذكر قيمة هذا التحويل البنكي "السري".


المصدر: كوداس

المنتخب الأول »
* الرئيسية
* المنتخب الأول

قراءات في عقد غيريتس
لخلج: الاستغناء حاليا عن غيرتس قد يكون خطأ جسيما
محمد زايد - كوداس 09.02.2012 51 قراءة 0 تعليق
بعدما ندد الجميع بالعرض الذي قدمه المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2012، ظهرت بعض الاقتراحات التي من شأنها انتشال الكرة الوطنية من الوضع الكارثي التي وصلت إليه، خاصة أن الكل استاء من الطريقة التي تم بها الإقصاء.
من بين هذه الاقتراحات نجد ذاك المتعلق بالاستغناء عن المدرب البلجيكي ايريك غيرتس، وتعويضه بإطار وطني تكون له التجربة الكافية لقيادة المنتخب الوطني في الاستحقاقات المقبلة.
وفي ظل هذه السياق، نتساءل: هل الاستغناء عن المدرب اليوم سيحل المشكلة فعلا، وكيف يمكن للجامعة الاستغناء عن المدرب إن هي أرادت ذلك، في ظل إبرام عقد متوسط المدى، وقبل كل هذا، هل يتحمل غيرتس مسؤولية هذا الإخفاق لوحده؟؟
عقد سري...
حين أقدمت الجامعة الوصية على التعاقد مع المدرب إيريك غيرتس للإشراف على تداريب المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، وضعت نضب أعينها مجموعة من الأهداف القريبة والمتوسطة المدى، يبقى أبرزها التأهل لنهائيات كأس إفريقيا عامي 2012 و2013، وكذلك المشاركة في نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، وهي في حد ذاتها، أي هذه الأهداف، الشروط التي تم الاتفاق عليها بين غيرتس وجامعة الكرة ببلادنا، خاصة أن الظرفية التي كانت تعيشها الكرة الوطنية حينها، وتحديدا على مستوى المنتخب الأول، كانت وضعية عصيبة للغاية، خاصة بعد الإقصاء المخيب آنذاك من نهائيات كأسي إفريقيا والعالم 2010، فكان التفكير في جلب مدرب قادر على تحقيق مجموع هذه الأهداف المذكورة وأكثر، تكون له تجربة محترمة في مجال التدريب، ليقع الاختيار آنئذ على مدرب الهلال السعودي غيرتس.
وأول شروط الاتفاق بين الطرفين، أو بآلاحرى أولى الأهداف تم إنجازها بنجاح من طرف المدرب البلجيكي، وهو نجاحه في تأهيل المنتخب الوطني لكرة القدم لنهائيات كأس إفريقيا 2012، لكن بعد العرض الباهت للنخبة الوطنية بملعب الصداقة بالعاصمة الغابونية ليبروفيل، تعالت أصوات تطالب بإقالة المدرب بإقالة غيرتس من منصبه، وتعويضه بآخر وطني، في صورة تبدو مألوفة في كل فرق ومنتخبات العالم بعد أي إخفاق.
لكن الشيء الذي لم ينتبه إليه هؤلاء المطالبون باستبعاد غيرتيس عن تدريب النخبة الوطنية، هو كون العقد الذي يربط المدرب البلجيكي والجامعة يستمر إلى غاية العام 2014، وإذا ما أراد أحد الطرفين الإخلال ببنود العقد، سواء بتقديم الاستقالة أو الإقالة، فالشرط الجزائي سيكون ذا قيمة مالية مرتفعة، خصوصا أن الراتب الذي يتقاضاه المدرب البلجيكي من الجامعية الملكية المغربية لكرة القدم يعتبر مرتفعا هو الآخر حسب ما يروج له، أي ما لا يقل عن 250 ألف دولار في الشهر، وبعملية حسابية بسيطة، فالاستغناء عن المدرب غيرتيس في هده الفترة بالذات، يكلف الجامعة ما لا يقل عن 10 ملايين دولار، أي ما يقارب 10 ملايير سنتيم، هذا بالطبع إن كانت شروط الاتفاق بين الطرفين مبينة على هذا الأساس
علما أن الفرنسي روجي لومير كان آخر مدرب كلف خزينة المنتخب ما يقارب ال 320 ألف دولار، كشرط جزائي عندما تم الاستغناء عنه.
لكن، هذا الشرط الجزائي الذي يرهب الجامعة بقيمته المالية الباهظة، إن لم نقل المبالغ فيها، يمكن أن يصبح في خبر كان، إن أردات الجامعة كما قلنا سابقا الاستغناء عن البلجيكي غيرتس، والسبب يعود بالدرجة الأولى إلى أن بنودا في العقد الحالي بين الجامعة وغيرتيس تحمي الطرف الأول من أداء الشرط الجزائي، وهو ما صرح به رئيس الجامعة الكروية على الفاسي الفهري سابقا، حين قال بأن "هذا العقد المبرم بين الطرفين، يحمي مصالح الكرة الوطنية، حيث يؤكد بند قانوني يعطي الحق للجامعة بفسخ العقد بناء على النتائج والإخلال ببعض الشروط"، وللتأكد من هذا المعطى، قامت "الموعد الرياضي" بالاتصال بالجامعة الوصية أكثر من مرة، لكن دون جدوى.
وحسب مصادر صحفية، فإن المقصود بهذا البند، هو الانفصال بالتراضي مع غيرتيس، أو الإخلال بأحد الشروط المهنية، كتصريح صحفي أو إساءة لأحد الأطراف المعنية من طرف البلجيكي مدرب المنتخب، والتي بموجبها يمكن أن تقوم الجامعة بالاستغناء عن مدرب المنتخب الوطني دون الحاجة لتعويضه بالشرط الجزائي.
"غيرتس الرجل الأنسب للمرحلة القادمة.."
هل حان الوقت فعلا للاستغناء عن غيرتس، وهل أخذ فرصته الكاملة في تنفيذ ما جاء لأجله، وهل يعتبر المسؤول الوحيد عما وقع في الغابون؟
أسئلة وأخرى يجب الوقوف عندها قبل الحديث عن الاستغناء عن الرجل، والذي لا يختلف اثنان على أنه أخطأ فعلا في العديد من الأمور، لكن هل يصل إلى حد المطالبة بالاستغناء عنه؟ وبتفكير معمق بعض الشيء، كيف كانت وضعية المنتخب الوطني قبل مجيء غيرتس، وما الذي تغير بعد قدومه؟.
لاعب المنتخب الوطني السابق الطاهر لخلج، وصاحب لقب أحسن ممرر في مونديال 98 بفرنسا، قال ل"الموعد الرياضي" أن الاستغناء عن غيرتيس في هذه اللحظة بالذات يعتبر خطأ لا يغتفر، خاصة أن المنتخب الوطني الآن في حاجة إلى الاستقرار، وليس إلى زعزعة أركانه بإقالة الناخب الوطني، والكرة الوطنية مقبلة على أكثر من استحقاق، وتابع:"قد أكون كاذبا إن قلت لك بأن المدرب غيرتيس ليس مدربا كفؤا، وهذا ما ظهر بالملموس من خلال إسرافه على المنتخب الوطني منذ ما يقارب السنة، لأن التأهل للكأس الإفريقية بعد الأوضاع العصيبة التي عاشتها الكرة الوطنية قبل ذلك، يعتبر إنجازا، رغم أن البعض رأى غير ذلك، لكن شخصيا أعتبره عملا جبارا لأنه قاد النخبة الوطنية للفوز في أكثر من مباراة، واعتلاء صدارة مجموعة أي بكثير مما يعتقد البعض.
صحيح في هذه النهائيات ارتكب أخطاء جسيمة لا تغتفر، لكنها تبقى واردة في عالم كرة القدم، خاصة أنه يدرب لأول مرة منتخبا وطنيا، ويشارك للمرة الأولى أيضا في نهائيات كأس إفريقيا والتي جرت "لسوء حظه" في بلد يتميز بأجواء مناخية خاصة، وهذا بالطبع، قد يشفع للرجل رغم أخطائه التي يمكن تجاوزها في مستقبل الأيام.""
وحول فترة الاستعدادات، التي رأى البعض أنها أول الأخطاء المرتكبة قال الطاهر لخلج:" فترة الاستعدادات، هي التي كانت سببا مباشرا في ما حدث، فلا يعقل أن يلعب المنتخب الوطني في منطقة حارة، ويذهب للاستعداد في منطقة باردة بإسبانيا، هذا بالطبع من الأسباب المباشرة للنكبة، وأتذكر قبل مونديال 94 بفرنسا، ذهبنا للاستعداد بموريال بكندا، والتي كانت حينئذ ذات جو بارد، ولعبنا النهائيات بالولايات المتحدة، التي كانت ذات جو حار نسبيا، وهذا ما أثر على أدائنا بشكل كبير جدا، ولم نستطع بسببه مجاراة إيقاع الدورة، وهذا كما قلت لك واحد من الأسباب التي قد تؤثر على اللاعب، وهذا فعلا ما حدث لكتيبة غيرتيس قبل الكأس الإفريقية، وأتمنى فعلا أن يتم تجاوز الأخطاء، ويعمل على تصحيحها مدرب المنتخب، لأن الاستحقاقات القادمة هي الأهم الآن وكفى انتقادا، لأن ما حدث لا يمكن أن يعود ليصحح مرة أخرى".
تصريح الطاهر لخلج يعززه تصريح آخر لخالد فوهامي حارس المنتخب الوطني المغربي السابق، الذي قال ل"الموعد الرياضي" :" لامجال للعودة إلى الوراء، يجب الإبقاء على المدرب لتصحيح الأخطاء، الوقوع في الخطأ ليس عيبا، لكن العيب هو تكرار الوقوع فيه، وأظن أن المدرب غيرتيس لديه من التجربة والحنكة ما يمكن أن يقود به المنتخب الوطني للأمام، ولا يجب التسرع دائما لاستخلاص النتائج".
وجهتا نظر لاعبين سبقا أن دافعا عن قميص الأسود أكثر من مرة، تعتبر مفتاح النجاح مستقبلا، إن كان المراد هو النجاح بالطبع.
لكن المسؤولية التي نتحدث عنها اليوم، هل لطرف آخر دور في ذلك، لماذا لا يتم إظهار الحقيقة للناس كي تكون الأمور على بينة، حتى لا يفتح الباب على مصرعيه للشائعات التي أضحت اليوم تغزو كل الأحاديث، خاصة تلك التي تتعلق براتب المدرب، وكذلك أجواء ما قبل التظاهرة الكروية القارية، التي قد تحمل في طياتها جانبا من الحقيقة الخفية؟.
أخطاء غيرتيس...
إن أردنا التحدث حول ما قدمه غيرتيس خلال هذه المدة التي درب فيها المنتخب الوطني المغربي، يتبين لنا أنه نجح في مهامه التي جاء من أجلها بنسبة مائة في المائة، حتى شهر يناير من هذه السنة، حين المشاركة في كأس إفريقيا للأمم في دورتها الثامنة والعشرين.
أخطاء البلجيكي غيرتيس تبدأ باختيار ماربيا هذه المنطقة بالذات للاستعداد، وثانيا بحصول بعض التجاوزات خلال المعسكر المذكور، لعل أبرزها الخلاف الذي كان قائما بينه وبين كريم العالم رئيس الوفد المغربي ومستشار رئيس الجامعة لأسباب تبدو بسيطة، وهو ما أثر على الجو السائد هنالك، لولا تدخل رشيد الوالي العلمي وعبد الإله أكرم قصد تلطيف الأجواء حين سافرا إلى ماربيا الإسبانية للغرض المذكور.
وثالث الأخطاء التي وقع فيها غيريتس بالغابون، هي تلك المرتبطة باعتماده على لاعب مصاب في أولى المواجهات، وكذلك على لاعبين تنقصهم التنافسية، زد على ذلك الاختيارات التكتيكية غير الموفقة، ناهيك عن الارتباك في وضع خطة لكل مباراة، إذ تميزت في المواجهة الأولى بطابع هجومي مبالغ فيه، وفي الثانية بطابع دفاعي غير مبرر، وهو ما طرح أكثر من علامة استفهام حول معرفة غيرتيس للاعبيه، وكذلك عن مدى خبرته التي اكتسبها طوال مشواره التدريبي.
لتبقى أكبر الأخطاء التي وقع فيها غيرتيس بالنسبة للجماهير المغربية، هي وعده إياهم بالظفر بالكأس الإفريقية، وهو الشيء الذي تحقق في مخيلته ومخيلة "أصحاب النية" فقط.
تجدر الإشارة إلى أن الأغلبية البرلمانية ستسائل وزير الشباب والرياضة عن أداء المنتخب الوطني في الكأس القارية، رفقة رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم على الفاسي الفهري، فيما يتجه المعارضون بقيادة حزبي الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة، للاستفسار حول أجر المدرب البلجيكي غيرتيس، ولماذا يحاط راتبه بهذه السرية المبالغ فيها؟، علما أن تقارير صحفية فرنسية وبلجيكية أشارت إلى أن راتبه يعادل 300 ألف دولار، ويتم تحويله بداية كل شهر بالعملة الصعبة إلى أحد البنوك البلجيكية، بالطبع عن طريق بنك المغرب الذي يتحفظ عن ذكر قيمة هذا التحويل البنكي "السري".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.